ترامب يطالب بقطع المعونات عن الدول الرافضة لقرار القدس..تقرير
تعيش الإدارة الأمريكية حالة القلق والحرج بسبب الإجماع العربى والدولى ضد قرارها بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، دفعها إلى مرحلة جديدة لجأت فيها إلى تهديد علنى للدول التى ستصوت لصالح مشروع قرار بالأمم المتحدة، ضد قرار ترامب بشأن القدس.
وهدد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أمس الأربعاء، بوقف المساعدات المالية عن الدول الأعضاء بالجمعية العامة للأمم المتحدة، الداعمة لقرار يرفض الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل،متابعًا: "إنهم يأخذون مئات الملايين من الدولارات وربما مليارات الدولارات ثم يصوتون ضدنا. حسنا، سنراقب هذا التصويت. دعوهم يصوتوا ضدنا. سنوفر كثيرا ولا نعبأ بذلك".
وتعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤلفة من 193 دولة جلسة طارئة نادرة اليوم الخميس، بناء على طلب دول عربية وإسلامية بشأن القرار الأمريكى المثير للجدل.
وتأتى تصريحات ترامب، بعد ساعات من تحذيرات السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكى هيلى، لأعضاء الأمم المتحدة من أنها: "ستأخذ أسماء" الدول التى تصوت لرفض اعتراف دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل"، كما كررت الأمر ذاته فى تغريدة لها على موقع تويتر.
وتصاعدت نبرة التهديد، بعد يومين من تحذير المندوبة الأمريكية، عقب استخدامها حق الفيتو فى مجلس الأمن لتعطيل مشروع القرار المصرى الذى صوت لصالحه الأعضاء الأربعة عشر بالمجلس، واعتبرت وقتها أن "التصويت هو إهانة لن ننساها أبدا".
خبراء ونواب اعتبروا، أن إدارة ترامب تمارس البلطجة السياسية، وتجاوز للأعراف الدبلوماسية، ويدل فى الوقت ذاته على ضعف الرئيس الأمريكى، الذى سيدخل فى مناطحة مع العالم بسبب قراره، مؤكدين على أن ما تفعله أمريكا تجاوز خطير لا بد من التصدى له.
طارق فهمى: أمريكا تمارس أكبر بلطجة سياسية على العالم وترامب أهان الأمم المتحدة
وقال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن تهديد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بوقف المساعدات المالية عن الدول التى ستصوت لصالح مشروع قرار بالأمم المتحدة غدا الخميس ضد قراره الاعتراف القدس عاصمة لإسرائيل، ليؤكد على أن أمريكا تريد أن تنقل رسائل بأنها ليست وحيدة فى إدارة الأزمة.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية، أن الولايات المتحدة تمارس فى هذا التوقيت أكبر حملة بلطجة سياسية على العالم، وهذا المشهد سيتنتهى بمساعى أمريكا لتقويض أركان النظام الدولى ممثل فى الأمم المتحدة، ونزع شرعيتها، مشيرًا إلى أن هناك محاول لهدم نظام الأمم المتحدة الذى شكل بعد الحرب العالمية الثانية.
وأوضح فهمى، أن الإدارة الأمريكية تقود أكبر حملة علاقات عامة ودبلوماسية للتأكيد على مشروعية قرارها بشأن القدس، وجديته وأنه سيدخل حيز التنفيذ، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكى سيدخل فى مناطحة مع العالم بسبب قراره.
واستطرد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: "أصبحنا فى مرحلة عند سياسى، تمارسها الولايات المتحدة ومن ورائها إسرائيل، ومن الواضح أن هناك تنسيق أمريكى إسرائيلى لمحاولة تهديد الدول الأعضاء بالجمعية الأمم المتحدة التى ستصوت ضد القرار غدا"، لافتًا إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تحدثت عن قائمة عقابية للدول التى ستقف ضد قرار ترامب، واتخاذ إجراءات عقابية لعدد من الدول ليس فى منطقة محددة، لكن فى مواقع مختلفة بالعالم.
وأشار فهمى، إلى أن الرئيس الأمريكى فى برنامجه أهان الامم المتحدة وأنه لا ينظر إليها أنه منظمة جادة، لذلك من الواضح أنه يريد أن يقوض الأمم المتحدة، وأنه يتجاوز الأعراف الدبلوماسية، ويقوض أركان التنظيم الدولى بأكلمه، مشددًا على أن الولايات المتحدة تهدم أركان الأمم المتحدة، بخلاف إدارة الرئيس أوباما التى كان يتعامل مع الأمم المتحدة على أنها إدارة فى الخارجية الأمريكية، لكن فى إدارة ترامب هناك عداوة كاملة مع الأمم المتحدة، ومحاولة تقليص دورها.
النائب مصطفى بكرى يدعو العرب لوقف إمداد أمريكا بالبترول
فى السياق ذاته، قال النائب مصطفى بكرى عضو لجنة الشئون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، إن تهديد ترامب بوقف المساعدات عن الدول الرافضة للقرار الأمريكى بشأن القدس تصعيد متوقع، واصفًا إياه بالبلطجى الذى يسعى للإثارة والفتنة بالعالم العربى والعالم بأجمع، متابعًا: "إذا كان ترامب الذى يدعى الديمقراطية يريد أن يلزم الجميع بمواقفه المعادية للقانون الدولى فنحن هنا أمام شرعية الغاب وبلطجة دولية يتوجب محاسبته أمام المجتمع الدولى حتى يمكن بالفعل وضع حد لهذا التجاوز الخطير".