929 حفلا ونصف مليون تذكرة.. أبرز إنجازات الأوبرا في 2017
عام مضى من عمر دار الأوبرا المصرية لتبلغ قلعة الثقافة والفنون عامها الـ29، فمنذ افتتاحها في 10 أكتوبر 1988 تنشر فنونها وتسعى لتحقيق رسالتها السامية بهدف إنارة العقول وتقويم السلوك.
وخلال عام 2017 نجحت إدارة الأوبرا، برئاسة الدكتورة إيناس عبد الدايم في تكثيف نشاطها الفني والثقافي ما ساهم بشكل مباشر في استهداف فئات جديدة من الجمهور، خاصة الشباب، ووصل عدد الضيوف قرابة نصف مليون مشاهد في 929 حفل فني ولقاء ثقافي.
وضمت الفعاليات 202 حفلة بالمسرح الكبير، 211 حفلة بالمسرح الصغير، و112 بمسرح الجمهورية، و116 بمسرح سيد درويش "أوبرا الإسكندرية"، و70 بالمسرح المكشوف، و57 بمسرح أوبرا دمنهور، و87 بمعهد الموسيقى العربية إضافة إلى 15 صالون ثقافي وأمسية و59 معرضا للفنون التشكيلية منها 30 بقاعة الفنون التشكيلية "صلاح طاهر"، و29 بقاعة زياد بكير بالمكتبة الموسيقية.
ويذكر أن في السابع عشر من نوفمبر عام ١٨٦٩، تم افتتاح قناة السويس وكان من مظاهر الإعداد لحفل الافتتاح المهيب لقناة السويس أن عبّد الخديو طريق الهرم، وأنشأ دار الأوبرا الخديوية في سياق الاستعداد لحفل افتتاح القناة، وافتتحت دار الأوبرا الخديوية في ٢٩ نوفمبر عام ١٨٦٩.
وقد بنيت الدار على عجل فيما لا يتجاوز خمسة أشهر، وتكلف بناؤها ١٦٠ ألف جنيه، وقام المعماريان بيترو أفوسكانى وروتسيى بتصميمها وقد صنعت من الخشب وكانت تسع ٨٥٠ مقعدا، وكان موقعها مكان جراج العتبة الحالى، وقد عهد إسماعيل باشا إلى ميريت باشا مدير الآثار الفرعونية بأن يختار موضوعا يصلح نصه لأن يكون رواية لأوبرا مصرية، فوضع ميريت باشا قصة أوبرا عايدة، وتم إرسالها للموسيقار الإيطالى الشهير جوسيبى فيردى ليلحنها حتى يشاهدها ضيوف مصر في حفل بالأوبرا ضمن فعاليات الاحتفال بافتتاح قناة السويس، فلما حان موعد افتتاح الأوبرا في ٢٩ نوفمبر لم يكن فيردى قد انتهى من تلحين أوبرا عايدة، فتم عرض أوبرا ريجوليتو في ذلك اليوم، وكان أول عرض لعايدة «زي النهارده» في ٢٤ ديسمبر ١٨٧١ وكان فيردى قد وضع موسيقى أوبرا (عايدة) مقابل ١٥٠ ألف فرنك من الذهب الخالص، دفعها إسماعيل باشا خديو مصر.
وقديماً جاء على غلاف الترجمة العربية القديمة لأوبرا عايدة: «إنها قطعة تياترية تشتمل على مناظر معجبة ومراقص مستغربة تتخللها أغان موسيقية طربية موزعة على ثلاثة فصول وسبعة مناظر ومضيفة بأمر سعادة خديو مصر لقصد تصويرها في تياترو الأوبرا بمصر القاهرة» وكان ميريت باشا قد كتب القصة فيما صاغها شعراً الإيطالى أنطونيو جيالا نزوى وهى تحكى قصة انتصار مصريين على الأحباش وقصة الحب التي نشأت بين (عايدة) الأسيرة الحبشية وراداميس، قائد الجيش المصرى، الذي لم يجد فرعون مصر في النهاية مناصاً من أن يحكم عليه بالإعدام بعدما ثبت تورطه مع عايدة في محاولة للهرب إلى الحبشة
وقد احترقت دار الأوبرا عن آخرها في ٢٨ أكتوبر ١٩٧١، ولم ينج من الحريق سوى تمثالين من تصميم الفنان محمد حسن، وقد ظلت القاهرة بدون دار للأوبرا قرابة العقدين من الزمن، إلى أن تم افتتاح دار أوبرا القاهرة في ١٩٨٨ بعدما حصلت مصر على منحة يابانية من وكالة جايكا، وأسندت مهمة بناء أوبرا جديدة لشركة كاجيما اليابانية، وقد استغرق بناؤها ثلاث سنوات.