العالم يحيي اليوم العالمي للاجئين..هل من حلول ؟
يحيي العالم اليوم العالمي للاجئين تحت شعار "مع اللاجئين"، حيث تم إطلاق حملة #مع_اللاجئين# الخاصة بالمفوضية في عام 2016 على خلفية مستويات قياسية من النزوح البشري الناتج عن الحرب.
وتسعى الحملة إلى توجيه الدعم العالمي العام للأسر التي أُجبرت على الفرار من ديارها وتدعو لتمكين جميع اللاجئين من العيش بأمان والحصول على التعليم ولتعزيز قدرتهم على إعالة أسرهم.
ويخصص يوم 20 يونيو من كل عام لاستعراض هموم وقضايا ومشكلات اللاجئين والأشخاص الذين تتعرض حياتهم في أوطانهم للتهديد، وتسليط الضوء على معاناة هؤلاء وبحث سبل تقديم المزيد من العون لهم وذلك برعاية من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة .
وقال أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة ـ في رسالتة بهذه المناسبة ـ " هناك أكثر من 68 مليون لاجىء أو من المشردين داخليا في جميع أنحاء العالم نتيجة لحالات النزاع أو الاضطهاد، في العام الماضي، سجل نزوح شخص واحد كل ثانيتين، معظمهم في البلدان الفقيرة".
وأضاف" إنه بمناسبة اليوم العالمي للاجئين، يجب علينا جميعاً أن نفكر في ما يمكننا تقديمه للمساعدة، وتبدأ الإجابة بكلمتين هما: الوحدة والتضامن..إنني لأشعر بقلق بالغ إذ أرى المزيد والمزيد من الحالات التي لا يحصل فيها اللاجئون على ما يحتاجونه ويستحقونه من الحماية، ونحن بحاجة إلى إعادة إرساء سلامة النظام الدولي لحماية اللاجئين، ولا ينبغي أن يظل أي مجتمع أو بلد يوفر ملاذاً آمناً للأشخاص الفارين من الحرب أو الاضطهاد وحيدا بلا سند، فإما أن نتكاتف أو نفشل".
وتابع جوتيريش" سيعرض على الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام "اتفاق عالمي بشأن اللاجئين"، وسيتضمن هذا الميثاق سبل المضي قدما في هذا الشأن والإقرار بالمساهمات التي يقدمها اللاجئون إلى المجتمعات التي تستضيفهم، فما دامت الحروب وممارسات الاضطهاد مستمرة، سيكون هناك لاجئون، ونحن من جانبنا يجب أن نبادر بالتضامن والتعاطف والعمل".
وأشار تقرير "الاتجاهات العالمية السنوية للمفوضية لعام 2017، إلى أن عدد النازحين قسراً في جميع أنحاء العالم حتى نهاية عام 2016 بلغ 65.6 مليون شخص، وما تزال وتيرة نزوح الأشخاص مرتفعة جدا، حيث اضطر 20 شخصا لمغادرة منازلهم كل دقيقة خلال العام الماضي، أي ما يعادل شخصا واحدا كل 3 ثوان.
ويعد الصراع في سوريا، الذي يمر في عامه السابع، أكبر منتج للاجئين في العالم (5.5 مليون شخص)، وبالإضافة لوضع اللاجئين الفلسطينيين الذي طال أمده، هناك الكولومبيون (7.7 مليون) والأفغان (4.7 مليون) والذين مازالوا يشكلون ثاني وثالث أكبر مجموعة من السكان، يليهم العراقيون (4.2 مليون)، ومما يبعث على الحزن بشكل خاص هو محنة الأطفال الذين يشكلون نصف اللاجئين في العالم.
وكشف تقرير مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين تحت عنوان "دورها" صدر في مارس من العام الجاري بأن الفتيات اللاجئات في مرحلة التعليم الثانوي لا يتخطى عددهن نصف عدد نظرائهن من الذكور من حيث التسجيل في المدارس، على الرغم من أن الفتيات يشكلن نصف عدد اللاجئين ممن هم في سن المدرسة.
وعلى الرغم من أن الحصول على التعليم هو أحد حقوق الإنسان الأساسية، إلا أنه بالنسبة لملايين النساء والفتيات من بين جموع اللاجئين المتزايد عددهم حول العالم، لا يزال التعليم يعتبر طموحاً وليس واقعا، وبالنسبة للفتيات اللاجئات، فتزداد صعوبة إيجاد مكان لهن في صفوف المدرسة، ومع تقدمهن في العمر، تواجه الفتيات اللاجئات المزيد من التهميش.
وفي هذا الخصوص، أشار "فيليبو غراندي" المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إلى أنه حان الوقت ليعترف المجتمع الدولي بالظلم الناتج عن حرمان الفتيات والنساء اللاجئات من التعليم..إن هذه النتائج دعوة لإيقاظ العالم من سباته وأدعو الجميع للانضمام إلينا في هذه الدعوة: إنه دورها.
وشدد غراندي على ضرورة إيجاد حلول للتحديات التي تواجهها الفتيات اللاجئات في ما يتعلق بالذهاب إلى المدرسة، إجراءات من قبل وزارات التعليم الوطنية ومؤسسات تدريب المعلمين في المجتمعات والصفوف المدرسية فهناك عوائق كبيرة يتعين إزالتها ونحن ندعو إلى بذل جهود دولية لتغيير هذا الوضع.
ويشير التقرير إلى أن التعليم النوعي من شأنه أن يؤمن الحماية للفتيات اللاجئات، فهو يحد من تعرضهن للاستغلال والعنف الجنسي، وكلما تقدمن في الدراسة حققن تقدما على صعيد المهارات القيادية والريادة في الأعمال والاعتماد على الذات والصمود.
وقال غراندي" إذا استمر إهمال تعليم الفتيات اللاجئات، فمن الواضح أن النتائج ستمتد على مدى أجيال، وحان الوقت لإيلاء الأولوية لتعليم الفتيات اللاجئات".
ووفقا لتقرير مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، يتمكن 61% فقط من الأطفال اللاجئين من الوصول إلى التعليم الابتدائي مقارنة بـ 91% عالميا، وفي المرحلة الثانوية، تنخفض النسبة إلى 23% من الفتيات والفتيان اللاجئين مقارنة بـ 84% حول العالم.