محمد سمير يكتُب: التكليف الأهم!
مما لا شك فيه أن أحد أهم التكليفات التي كلف بها السيد رئيس الجمهورية حكومة الدكتور مصطفى مدبولى (إن لم يكن أهمها على الإطلاق) هو "إعادة صياغة الشخصية المصرية" والتركيز على بناء الإنسان المصرى، وقد تابعت باهتمام شديد خلال الفترة الماضية جميع الآراء والنصائح و"الروشتات" القيمة التي قدمها نخبة عديدة من كبار الخبراء والمثقفين في هذا الشأن، لكى تكون خير معين تسترشد به الحكومة أثناء وضع إستراتيجتها لتنفيذ هذا التكليف فائق الأهمية لحاضر ومستقبل الوطن.
ومن المهم هنا أن ندرك أن هذا التكليف لا يمكن على الإطلاق أن ينجح وأن يؤتى ثماره المرجوة إلا إذا اقتنعنا أنه مسئولية مشتركة ما بين الحكومة والمجتمع بكل طوائفه، وهو ما يتطلب من كل منا بناءً على ذلك أن يسأل نفسه سؤالًا صريحًا ومباشرًا: ما هو الإسهام الحقيقى الذي يمكن أن أقدمه لبلادى الغالية في هذا الشأن ويكون متوافق منطقيًا مع إمكانياتى وقدراتى؟
وتحقيقًا لنظرية "ابدأ بنفسك" وتأكيدًا لمبدأ "لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد" فقد سارعت في طرح هذا السؤال على نفسى، وبعد تفكير عميق ومدروس إخترت أن يكون إسهامى في هذا الشأن النبيل من خلال أحب مجال إلى عقلى وقلبى وهو مجال "التنمية البشرية"، وهو المجال الذي أعشقه وأبحث فيه وأنهل من معارفه شديدة التشويق وعظيمة الفائدة منذ أن كنت طالبًا في المرحلة الثانوية..
وهو ما يدعونى أن أرجوك قارئى الكريم إن لم تكن مهتمًا بهذا المجال من قبل أن تبدأ على الفور في إضافته لدائرة قراءاتك واهتماماتك، لكى تثرى وتحفز (جسدك، وعقلك، وروحك) قبل حضور محاضراته المبدعة التي تشكل متعة لا تنتهى لكل من "يكافئ نفسه" بحضورها..
وصدقنى ستختلف حياتك إختلافًا تامًا عندما تبدأ في الاهتمام بهذا المجال الذي يركز على الارتقاء بكل مكوناتك الإنسانية (الجسدية، والعقلية، والروحية) بصورة ستجعلك "النسخة الأفضل من نفسك "على الدوام، وستشعر حينئذ أنك تقوم بدور تنويرى جديد في المجتمع سيشعرك بسعادة شديدة طوال الوقت، وستكتسب صداقة ومحبة الناس بصورة لم تعتدها من قبل، وسينطبق عليك حينها قول الشاعر:
وانسج من الفأل أثوابًا لتفرحهم… وكن كنور لهم في أحلك الظلم
لا يسعد الناس في قول وفى عمل… إلا امرؤ طيب الأخلاق والشيم.