من ظلم صلاح؟.. تعرف على طريقة اختيار جائزة الفيفا «The Best»
تفوق مودريتش على رونالدو وليونيل ميسي وخطف جائزة الفيفا لأفضل لاعب في العالم من اللاعبين، قصة "إبريق الزيت" وصلت إلى نهايتها، وضع العالم حداً لثنائية تاريخية حكمت كرة القدم بالـ "حديد والنار"، ليصدر الحكم النهائي عليها في حفل جوائز الفيفا لسنة 2018.
لم يكد ينتهي الحفل حتى بدأت حملة انتقادات واسعة، وحفلة شتائم بحق الاتحاد الدولي لكرة القدم، الذي تم تصويره وكأنه نظام كامل يحيك "المؤمرات" حول لاعب معين أو فريق معين، لتنتطلق 3 أكاذيب واضحة المعالم تختص بثلاث مواضع: الهدف الأجمل ترضية لصلاح، جائزة أفضل لاعب في العالم وأخيراً التفاوت بين التشكيلة الأفضل وجائزة الأفضل.
تفوق محمد صلاح على هدفي رونالدو وبيل القاتلين في دوري أبطال أوروبا، حتى إن هدف النجم المصري لم يكن أجمل من هدف كواريزما في كأس العالم مع البرتغال، إلا أن الفيفا ليست من تقوم باختيار أجمل هدف في العالم.
ببساطة الجمهور هو من يصوت على أجمل هدف عبر موقع الفيفا ولا يُمكن أن يذكر أحد أن النجم المصري محمد صلاح قد خسر في أي تصويت إن كان على لاعب الشهر مع ليفربول أو جوائز الدوري الإنجليزي، وهو ما حدث تالياً في جائزة بوشكاش حيث حصل على أعلى تصويت من الجمهور، فلا علاقة للفيفا بهذا الأمر وليست جائزة ترضية لعدم حصوله على جائزة أفضل لاعب.
كيف يتم التصويت على جائزة أفضل لاعب؟
حقق لوكا مودريتش الجائزة والمعيار هنا واضح في الحقيقة. 25% تصويت الجمهور و75% يتم تقسيمها بين أصوات قادة المنتخبات ومدربي المنتخبات وصحفي من كل بلد. ويعد الوصول إلى توزيع الأصوات أمراً سهلاً وهو متوفر في موقع الفيفا وحساب الأصوات سيُفضي إلى النتيجة النهائية التي أسفرت عن فوز مودريتش بالجائزة، فسنجد من الأسماء التي اختار مودريتش كخيار أول قائد الأرجنتين وبرشلونة ليونيل ميسي.
من هنا يرتبط التصويت على هذه الجائزة بما هو أكثر من الأداء في الموسم، فيختار حارس مرمى فرنسا لوريس 3 لاعبين فرنسيين في مقدمتهم فاران، وهو الأمر نفسه الذي قام به المدرب ديشان، كذلك يميل بعض اللاعبين لاختيار زملائهم في الفريق كأن يكون رونالدو الخيار الأول لكيليني وغريزمان الخيار الأول لغودين، وفالفيردي الخيار الأول لميسي بين المدربين. كذلك فإن العلاقات الشخصية بين اللاعبين وبينهم وبين المدربين المصوتين تلعب دوراً في الخيارات.
تعارض أفضل حارس وغياب صلاح عن تشكيلة الفيفا
نصل إلى القسم الأخير وهو التناقض بين فوز كورتوا بلقب أفضل حارس ووجود دي خيا في تشكيلة أفضل 11 وبين وجود صلاح بين أفضل ثلاث لاعبين في العالم وغيابه عن تشكيلة أفضل 11.
يعود الأمر لكون معايير التصويت مختلفة بين جائزة الأفضل (حارس، لاعب، مدرب) وجائزة تشكيلة العالم (FIFA PRO 11)، فجائزة الأفضل كما شرحنا سابقاً تعتمد على أصوات قادة المنتخبات ومدربيها، أمام تشكيلة العام فهي تعتمد على أصوات آلاف اللاعبين المسجلين في الفيفا بحسب الموقع الالكتروني للاتحاد الدولي.
وهذا يُمكن أن يفسر غياب صلاح عن التشكيلة لكونها غير مرتبطة بأي من أصوات الجمهور وتعتمد فقط على أصوات اللاعبين المسجلين بالفيفا، كذلك يُمكن أن يفسر اختيار كورتوا كأفضل حارس ودي خيا في تشكيلة العام.
الجائزة ومجتمع كرة القدم والحقيقة الواحدة
يُمكن التأكيد أن جائزة الفيفا تعكس عالم كرة القدم، فمن يقومون بالاختيار هم المدربون واللاعبون وصحفيون محددون في كل بلد والجماهير، وعليه فإن إلقاء اللوم على الفيفا كمنظمة متآمرة ليس صحيحاً مئة بالمئة، فكريستيانو اختار فاران كأفضل لاعب في العالم وميسي اختار مودريتش، ودي بروين رُبما لم يشاهده أحد يلعب في السنة الماضية، وداني ألفيس اختاره لاعبون من كوكب آخر، كذلك فإن هدف محمد صلاح هو السابع بين أجمل أهدافه في الموسم الماضي كما غمز ميلنر، الحقيقة هي ألا معايير لهذه الجوائز سوى المفاضلة الشخصية وذوق كل من هو مخول أن يدلي بصوته، وغياب المعايير الواضحة سيؤدي إلى النتيجة ذاتها.