راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

"فتحى نوفل".. و"رشدى الخيال"!

بقلم: العميد محمد سمير

في عام 1995 قدم لنا الكاتب الكبير "وحيد حامد" فيلمه المبدع "طيور الظلام"، وهو الذى صنفه النقاد كواحد من أهم الأفلام السياسية التى كشفت حجم الفساد الحقيقى فى الواقع المجتمعى، حين صاغ لنا بمنتهى الحرفية والمهارة  قصة مراحل الصعود غير الشريف للشخصية المتسلقة "فتحي نوفل".. وكيف استطاع باستخدام العديد من أساليبه الدنيئة الملتوية، أن يصبح "الذراع اليمنى" للسياسي الفاسد "رشدي الخيال" حتى سيطر عليه سيطرة تامة، لدرجة أن زين له أن يصنع له حياة زوجية في الظلام، حين أقنعه مستغلًا سذاجته وجهله أن يزوجه عرفيًا من إحدى بنات الليل التى راقت له، بعدما صنع منها بالمكر والحيلة سيدة مجتمع زائفة، وبرر له ذلك قائلًا: "القانون زي ما بيخدم الحق بيخدم الباطل، وإحنا ناس الباطل بتاعهم لازم يكون قانون"، ويستغل هذه الواقعة في النهاية لتكون هي المقصلة التي يقضي بها على مصيره كوزير.

ثم يرصد لنا كاتبنا المبدع بمنتهى الرشاقة القصصية الجزء "السادي" في شخصية "فتحي نوفل"، حين تدخل لكي يفصل "محسن" أعز أصدقائه من الشركة التي يعمل بها نظير أجر متوسط، ويتركه تحت ضغوط الحياة لفترة ثم يقدم له بعد ذلك فرصة العمل نظير أجر لا يحلم به، في الوقت الذي اختاره هو لمجرد أن يثبت لنفسه مدى تحكمه في حياة الآخرين.

وفي مشهد دال للغاية على مدى السادية التي أصبحت تغلف جميع معاملاته، يعترف لصديقه أنه لا يعرف لماذا يفعل كل ذلك فيمن حوله، فكان ذلك أمرًا محيرًا حقًا حتى بالنسبة له، ولكنها بالطبع شخصيته السادية التي تكونت مع سلطة المنصب، فجعلته ينتشي بأن يؤذى كل من حوله، ليثبت لنفسه فقط أنه يستطيع ذلك، وهنا يبرز العديد من الأسئلة المهمة:

1- هل تنبأت صناعة الدراما بحقيقة فتحي نوفل ورشدى الخيال فى الوقت الراهن، وهل ما زالا بيننا في العديد من المجالات حتى اليوم؟

2- هل من البديهي أن نلوم على "فتحي نوفل"، أم نلوم على من ترك له الحبل على الغارب، ليبسط به شروره على الناس؟

3- هل قابلت المتسلق "فتحي نوفل" في محيط عملك من قبل؟، وكيف سيكتب الله جل وعلا نهايته ومعه رشدى الخيال من وجهة نظرك؟

.. أدعو كاتبنا المتالق دائمًا "وحيد حامد" أن يشرع فورًا فى كتابة الجزء الثانى من رائعته الخالدة "طيور الظلام"، لأنه سيجد فى الأحداث العبثية التى عشناها طوال العقد الأخير (وما زلنا نعيشها حتى اليوم) ما يستحق الرصد الموضوعى الذى عودنا عليه، خاصة مع استمرار امتداد وجود "فتحى نوفل" و "رشدى الخيال" بيننا فى العديد من المجالات حتى الآن، ولكن بصورة أشد وطأة وعنفًا وخبثًا ومكرًا وإيذاءً عن ذى قبل بمراحل كثيرة.

نقلا عن فيتو

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register