أول تعليق برلماني على مصرع رضيع من الجوع بسبب خلافات بين والديه
تجرد أب وأم من كل معانى الرحمة والإنسانية تاركين طفلهما الرضيع البالغ من العمر 4 أشهر داخل شقة مكونة من أربع حطان وحيدًا لـ 9 أيام متتالية دون طعام ولا شراب بسبب تعنتهما الشديد فكل واحد منهما يفكر فى نفسه فقط دون الآخر ـ، الأمر الذي اودى بحياة الطفل أنس على سريره الصغير.
أثار موت الطفل أنس غضبا شديدا من جانب أعضاء اللجنة الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، ودفعهم لفتح ملف قانون الطفل مرة أخرى لوضع عقوبة مشددة لإهمال الأطفال.
فى البداية، طالب خالد حنفى عضو لجنة الشئون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، بضرورة وضع بند بعقوبة الإهمال داخل قانون الطفل بعد انتشار وقائع الإهمال فى المجتمع.
وأكد حنفى" لـ"صدى البلد"، أن ما حدث لطفل القليوبية يعد إهمالا جسيما ترتب عليه وفاة ويتحمل هذه الجريمة الأبوان، مؤكدًا على ضرورة أن تكون العقوبة متدرجة من الأشد الى الأخف تشديدا على حسب سن الطفل.
عقوبة إهمال الأطفال:
وأكد النائب على ضرورة أن تكون العقوبة الاولى فى حالة كون عمر الطفل يبدأ من سنة الى 5 سنوات فتصل العقوبة للسجن من 5 سنوات الى 15 سنة وغرامة تبدأ من 10 آلاف جنيه الى 100 ألف جنيه، أما فى حالة كون سن الطفل أكثر من 5 سنوات يعطي للقاضي سلطة تقديرية لتحديد عقوبة السجن المناسبة إضافة الى توقيع غرامة تصل لـ 50 ألف جنيه.
وتابع حديثه قائلا:" قانون الطفل المصرى رقم 12 لسنة 1996 والمعدل بالقانون 126 لسنة 2008، لم يجرم عقوبة إهمال الأسرة فى حق أطفالها، واكتفى فى مادته الثامنة بمعاقبة كل من يرتكب انتهاكا فى حق الطفل بالحبس من 6 أشهر وحتى 3 سنوات، بغرامة لا تقل عن ألفى جنيه ولا تجاوز خمسة آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين".
ومن جانبها، أكدت عبلة الهوارى عضو لجنة الشئون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، أن ماحدث للطفل أنس ضحية ابويه المهملين يعد قتل عمد مع سبق الإصرار والترصد.
وقالت "الهوارى"، إن قانون العقوبات يتضمن عقوبات مخصصة لمثل هذه الجرائم فموت الطفل أنس عن طريق تركه دون رعاية أو أكل وشرب متوفر به كل أركان الجريمة، مؤكدة على ضرورة إطلاق حملات توعية تدخل كل بيت مصرى توضح خطورة الاهمال لتجنب حدوث مثل هذه الجرائم مرة أخرى.
وترجع احداث الواقعة الى وجود تحريات مباحث مركز طوخ بالقليوبية تكشف، أن الزوجين تركا طفلهما الرضيع 9 أيام وحيدا داخل الشقة، حتى مات من الجوع، وأن الخلافات وصلت بينهما لحد العناد، حيث أكدت الزوجة أن زوجها دائم التعدي عليها بالضرب والتقليل مما تقوم به، وكذلك الزوج الذي أكد أن زوجته دائمة الطلبات ودائمة الشكوى من العيش معه.
ووصل العناد بينهما لدرجة دفعت الزوجة إلى ترك منزل الزوجية واصطحبت معها ابنها الأكبر مروان مدعية أنها ستحضر بعض طلبات المنزل إلا أنها توجهت لمنزل أسرتها وتركت الرضيع لزوجها إلا أن الزوج توجه هو الآخر لعمله الذي يمكث به لمدة أسبوع وتركا الطفل وحيدا بالمنزل لمدة تخطت الأسبوع دون طعام ليموت جوعا.
وقالت الأم فى التحقيقات التى أجريت معها: المشاكل كانت مستمرة بينى وبين زوجى ومقدرتش أستحمل فتركت الطفل الرضيع ليتولى مسؤوليته ويشعر بأهميتي قائلة "كنت عايزة أأدبه ومشيت وسبت البيت".
وأضافت: "لم أتوقع أنه سيقوم بترك طفلى الصغير وحيدا دون سؤال أو تركه لأحد لرعايته ويخرج للعمل دون أن يخبرني أو يدبر وسيلة لإعاشة الطفل حتى فوجئت بإخباره لي أنه مات واتهامه لي بأني وراء الحادث، وعللت عدم قيامها بالاطمئنان على نجلها طوال فترة غيابها خلال تلك الفترة ظنًا منها بتواجد والده برفقته ورعايته".