راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

الدرس الأخير!

بقلم: العميد محمد سمير

خلال ندوة تعليمية في إحدى الجامعات العريقة جاء دور أشهر الضيوف (وهو أحد أنجح رجال الصناعة) ليلقي كلمته لطلبة السنة النهائية..

بدأ الرجل كلمته قائلًا:

لم يكن لدي وقت كاف لكتابة كلمة منمقة أو تحضير عرض تقديمي، لكني سأحاول في الخمس دقائق القادمة أن أعطيكم خلاصة خبرتي لو ساعدتموني..

فقط من يريد أن يساعدني فليرفع يده عاليًا..

هنا رفع عدد قليل من الحضور أياديهم بشيء من التردد، بينما امتنع الآخرون..

فأكمل رجل الصناعة كلامه:

– (هذه هي حالة التراخي)

الناتجة عن الملل أو عدم الثقة.. احترسوا فالتراخي في العمل قد يضيع عليكم فرصًا لا تعوض.

ثم أخرج من جيبه ورقة وقال:

هذا شيك قيمته 10 آلاف دولار أخذته من إدارة الجامعة مقابل تعليمكم شيئًا جديدًا، وسوف أمنحه لمن يرفع يده حتى يصل لأعلى نقطة ممكنة.

وعندما وضع توقيعه على الشيك بدأ جميع الحضور بالإهتمام ورفع أياديهم عاليًا، فأكمل الرجل:

– (كان هذا هو التحفيز)..

لن تستطيع القيام بأي عمل ناجح ما لم تحفز العاملين معك.

وفي الدقيقة التالية كان كل واحد من المشاركين يحاول أن يفوز بالشيك فينظر لمن حوله ويحاول أن يجعل يده أعلى منهم.

تدخل رجل الصناعة مرة اخرى قائلًا:

– (هذه هى المنافسة الشريفة)..

قد تبدو صعبة وشرسة لكنها في النهاية تجعل الجميع في وضع أفضل.

قام احد الشباب معترضًا :

هذا ليس عدلًا فأنا اقصرهم قامة وهذا يجعلني في موقف سيء..

فرد رجل الصناعة قائلًا:

– (نعم.. لديهم ميزات تنافسية مؤقتة و محدودة ولكن لا تجعلها تحبطك).. استمر.

بعد بضعة ثواني من المنافسة بهذا الشكل، قام نفس الشاب فوقف فوق مقعده ورفع يده فأصبح أعلى كثيرًا من باقي المتنافسين.

شرح الرجل ما حدث قائلًا:

– (هذا هو التفكير خارج الصندوق)..

الذي يستطيع أن يجعلك في موقع الريادة.. لكنك لن تستمر فيه إلا لحظات.

وفعلًا سرعان ما بدأ الجميع في تقليد الشاب بالوقوف فوق المقاعد ورفع اياديهم حتى تقاربت المستويات مرة أخرى، ثم بدأ البعض في وضع أشياء فوق المقاعد حتى يصلوا لمستويات أعلى..

وهنا علق المحاضر:

– (هذا هو "التحسين المستمر" الذى سيضمن لك البقاء في المنافسة)..

ولم تمض لحظات أخرى من هذه المنافسة الحامية، حتى اتفق ثلاثة من الشباب أن يتعاونوا بأن يحمل بعضهم بعضًا حتى يكون أول واحد منهم في أعلى نقطة ثم يتقاسموا الجائزة في حالة فوزهم، وهكذا وصلوا لارتفاع غير مسبوق..

شرح الرجل ما حدث قائلًا:

– (هذا هو العمل الجماعي)..

الذي يبدأ من فرق العمل الصغيرة داخل المؤسسة، ويصل إلى الشراكات الكبيرة، والتكتلات الاقتصادية العملاقة.

بالطبع أدى هذا إلى تكوين فرق أخرى من باقي المشاركين، ولم يبق أحد يعمل منفردًا فأصبحت القاعة عبارة عن مجموعة من الفرق المتنافسة وكل فريق يحاول أن يتبع أساليب مختلفة ليتفوق على المنافسين.

وعندما بدت كل الفرق فى مستويات متقاربة جدًا أسرع شاب من أحد الفرق ليعيد ترتيب زملائه فيضع الأكثر وزنًا في الأسفل والأقل في الأعلى ثم يشرح لهم وضعهم بين باقي الفرق ويبث فيهم الحماس لاقتراح أفكار جديدة حتى تمكن فريقه من تحقيق فارق كبير في مستوى الإرتفاع..

فصاح رجل الصناعة:

– (تلك هى القيادة)..

"لن يصل أى عمل إلى مستوى عالمي بدون قائد بارع".

وهنا انتهت الدقائق الخمس فشكر الرجل الفريق الفائز ثم وضع الشيك في جيبه وهم بالانصراف، وعندما طلب منه الفائزون الشيك قال بهدوء:

– (هذا هو الدرس الأخير.. لا تصدق أبدًا أنه بإمكانك أن تتعلم فنون احتراف العمل، وأن تتلقى دروس الحياة مجانًا).

أنا رجل صناعة متفوق وجئت لأبيع لكم خبرتي -وقد فعلت- فهنا يصبح الشيك من حقي، وهذا هو مبدأ "الكل يكسب (All Win)".

نقلًا عن فيتو

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register