عقاب الكاذبين!
بقلم: محمد سمير
انتشرت فى المجتمع مع الأسف فى الآونة الأخيرة صفة من أسوأ الصفات وهى صفة "الكذب"، وهى آفة توعد الله صاحبها لما فيها من تزييف للحقائق وعلو للباطل وإفساد العلاقات بين الناس وبث الفتن.
وقد يستهين البعض بهذه الآفة ولا يشعرون بفداحة كذبهم وما سيخلفه من مآسى.. وليتهم يتوبون إلى الله قبل فوات الأوان، وقبل أن يلاقوا العقوبات في دنياهم وفي قبورهم ويوم القيامة جزاء لكذبهم.
وقد وردت كلمة الكذب ومشتقاتها في القرآن أكثر من 280 مرة حذرت من عاقبة الكذب ومكانة الكاذببن عند الله ولعنه لهم، ومنها:
"لعنة الله على الكاذبين" آل عمران.
"ألا لعنة الله على الكاذبين" هود.
"أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين" النور.
كما حثت العديد من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم على ترك آفة الكذب فقال في ذلك:
”عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما زال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابًا”.
وتعالوا نستعرض عقوبة الكاذب في الدنيا والآخرة:
1- النفاق في القلب:
قال تعالى : {فأعقبهم نفاقًا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون}.
كما ربط الرسول صلى الله عليه وسلم الكذب بالنفاق في قوله: (أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كان فيه خصلة منها كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها:
إذا ائتمن خان ، وإذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر.
وجميعنا يعلم ما هي عقوبة المنافق وذلك من قول الله تعالى :
"إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا".
2- حرمان الكاذب من هداية الله له:
{إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب}.
3- سواد الوجه فى الآخرة:
قال تعالى: "ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة" .
ومما يجده الكاذب من عقوبة في الدنيا أن تنعدم راحته وأمنه، كما يقل شعوره بالطمأنينة، لأن الكذب اضطراب وشك وقلق وإزعاج، وسبب في عدم هدوء البال، والضيق في النفس، كما أنه سبب في مرض القلب، لأن هذا القلب قلبٌ غير مطمئن ولا ساكن، والكذب سبب في محق البركة، ونقص الرزق، وابتعاد الملائكة عن الكاذب، وسبب أيضًا في نفرة الناس من الكاذب وابتعادهم عنه، هذا فضلًا عن أن الله دائمًا يفضح فى النهاية رواية الكاذبين مهما طال الزمن.
نقلًا عن فيتو