الرئيس الأمريكي: قواتنا في أفغانستان رُبما تستمر إلى ما بعد موعد انسحابها
قال الرئيس الأمريكي إن قوات بلاده التي لا تزال في أفغانستان قد تظل باقية هناك إلى ما بعد الوقت المحدد لانسحابها.
وجاء إعلان جو بايدن ردًا على عرقلة مسلحي حركة طالبان وصول الذين تقرر إجلاؤهم إلى مطار العاصمة الأفغانية كابول.
واستولت الحركة على السلطة في أفغانستان خلال الأيام القليلة الماضية، إثر قرار انسحاب القوات الأمريكية من البلاد بعد عشرين عاما من اجتياحها.
ويرغب الرئيس الأمريكي في خروج قوات بلاده المتبقية في أفغانستان بنهاية أغسطس/آب الجاري، لكن نحو 15 ألف مواطن أمريكي لا يزالون عالقين في أفغانستان.
وقال بايدن لشبكة أيه بي سي نيوز إن الاضطراب الذي تشهده كابول لم يكن من الممكن اجتنابه.
وتسارع حكومات أجنبية في إجلاء مواطنين غربيين وكذلك أفغان ممن عملوا معهم.
وتفرض قوة أمريكية قوامها نحو 4,500 جندي سيطرتها بشكل مؤقت على مطار كرزاي الدولي في العاصمة كابل، لكن نقاط التفتيش التي يفرضها مسلحو طالبان تطوّق المكان.
وتمنع طالبان وصول الأفغان الذين لا يحملون وثائق سفر إلى المطار، لكن حتى أولئك الذين بحوزتهم وثائق صالحة يواجهون صعوبات.
ونقلت تقارير تعرّض مترجم أفغاني لطلق ناري في ساقه على يد مسلح من طالبان، بينما كان المترجم يحاول الوصول إلى المطار في ليل الثلاثاء لمغادرة البلاد على متن طائرة إجلاء عسكرية أسترالية.
وبثت شبكة إس بي إس صورًا للمترجم بينما يحاول طبيب معالجة الجرح الناجم عن الطلق الناري.
وقال مواطنون أمريكيون لشبكة سي بي إس الأمريكية إنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى الرحلات المقررة لإجلائهم.
وفي مؤتمر صحفي انعقد الأربعاء، سئل وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن عما إذا كان الجيش الأمريكي قادرا على إنقاذ الأمريكيين العالقين في أفغانستان.
وكان جواب أوستن: "ليس في إمكاننا الخروج وجمع أعداد كبيرة من الناس".
وصرح الرئيس الأمريكي لشبكة أيه بي سي نيوز أن قوات بلاده قد تظل باقية في أفغانستان لإجلاء كل المواطنين الأمريكيين، حتى لو كان ذلك يعني بقاء تلك القوات إلى ما بعد 31 أغسطس/آب – موعد الانسحاب النهائي.
وقال بايدن: "طالما كان هناك مواطنون أمريكيون، فسنظل حتى إجلائهم جميعا".
ونوه بايدن إلى أن ما بين 10 إلى 15 ألف أمريكي عالقون في أفغانستان، إضافة إلى ما بين 50 إلى 65 ألف أفغاني كانوا يعملون مع الجيش الأمريكي.
وتم إجلاء نحو ستة آلاف شخص حتى الآن. وقال مسؤول غربي لوكالة رويترز للأنباء إن هؤلاء هم دبلوماسيون وعناصر أمنية، وعمال إغاثة، وأفغان.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إنها تستهدف توسيع عمليات الإجلاء الجوي لتستوعب تسعة آلاف شخص في اليوم.
وأعلنت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية، الأربعاء، عن السماح لطائرات مدنية بالتوجه إلى كابل لتنفيذ عمليات إجلاء، وذلك بعد الحصول على ترخيص من وزارة الدفاع الأمريكية.
وقالت ويندي شيرمان، نائبة وزير الخارجية الأمريكي، إن مسؤولين أمريكيين أخبروا طالبان بأن واشنطن تتوقع منهم السماح لكل من يرغب بالمغادرة بأن يفعل ما يرغب به.
وسألت إيه بي سي الرئيس بايدن عما إذا كان يقرّ بأي أخطاء إزاء الفوضى التي وقعت إثر الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، فأجاب بايدن: "لا".
وقال بايدن: "فكرة أن هناك طريقة ما للانسحاب دون أن يتبع ذلك فوضى، لا أعلم كيف يمكن أن يتم ذلك".
وسئل بايدن كذلك عن صور انتشرت بكثافة مؤخرا عن أفغانيين يتساقطون من طائرة عسكرية أمريكية بينما كانت ترتفع في سماء كابل.
وحاول الرئيس الأمريكي الدفاع قائلا إن "ذلك حدث قبل أربعة أو خمسة أيام".
وكان بايدن قد قال الشهر الماضي إن سيطرة طالبان على أفغانستان "احتمال بعيد الوقوع"، وهو التقييم الذي عرّضه لضغوط.
واستدرك قائلا إن تقارير استخباراتية كانت قد توقعت ألا يحدث مثل هذا قبل نهاية العام.
وكان بايدن قد طمأن الأمريكيين كذلك في أبريل/نيسان بأن الانسحاب الأمريكي سيكون آمنا ومنظما.
وفي مقابلة الأربعاء، ألقى الرئيس الأمريكي باللوم مجددا على الحكومة والجيش الأفغاني فيما يتعلق بالسيطرة الخاطفة لحركة طالبان على البلاد.
وقالت مصادر استخباراتية لبي بي سي إن بايدن كان يقف على مخاطر الانسحاب، لكنه أصرّ مع ذلك على تنفيذ القرار هذا العام.
وعلّق صندوق النقد الدولي، الأربعاء، وصول أفغانستان إلى احتياطيات نقدية بقيمة 440 مليون دولار – في خطوة دفعت إليها وزارة الخزانة الأمريكية للحيلولة دون وصول هذه الأموال لحركة طالبان.