راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

الملك والساقي والوزير!

بقلم: العميد محمد سمير

فى قديم الزمان كان هناك ساقي يبيع الماء للناس فى الأسواق إسمه جميل، وقد أحبه كل الناس لحسن خلقه ولنظافته.

وذات يوم سمع الملك بهذا الساقي فقال لوزيره:

اذهب و أحضر لي جميل الساقي.

ذهب الوزير ليبحث عنه في الأسواق إلى أن وجده وأتى به.

قال الملك لجميل:

من اليوم فصاعدًا لا عمل لك إلا عندى.. ستعمل هنا في قصري، تسقي ضيوفي وتجلس بجانبي لكي تحكي لي طرائفك التي اشتهرت بها.

قال جميل: السمع والطاعة لك يا مولاي.

عاد جميل إلى زوجته يبشرها بالخبر السعيد، وفي الصباح لبس أحسن ما عنده وغسل جرته وقصد قصر الملك.

دخل الديوان الذي كان مليئًا بالضيوف وبدأ بتوزيع الماء عليهم، وكان حين ينتهي يجلس بجانب الملك ليحكي له الحكايات والطرائف المضحكة، وفي نهاية اليوم يقبض ثمن تعبه ويغادر إلى بيته.

بقي الحال على ما هو عليه مدة من الزمن، إلى أن جاء يوم شعر فيه الوزير بالغيرة من جميل بسبب المكانة التي احتلها بقلب الملك.

وفي اليوم التالى حين كان جميل عائدُا إلى بيته تبعه الوزير وقال له:

يا جميل إن الملك يشتكي من رائحة فمك الكريهة.

تفاجأ الساقي وسأله:

وماذا أفعل حتى لا أؤذيه برائحة فمي؟.

قال الوزير:

عليك أن تضع لثامًا حول فمك عندما تأتي إلى القصر.

فقال جميل: حسنًا سأفعل.

وعندما أشرق الصباح وضع الساقي لثامًا حول فمه وحمل جرته واتجه إلى القصر كعادته. فاستغرب الملك منه ذلك لكنه لم يعلق عليه، واستمر جميل يلبس اللثام يومًا بعد يوم إلى أن جاء يوم وسأل الملك وزيره عن سبب وضع جميل للثام.. فقال الوزير: أخاف يا سيدي إن أخبرتك قطعت رأسي.

فقال الملك:

لك مني الأمان فقل ما عندك.

قال الوزير: لقد اشتكى الساقي من رائحة فمك الكريهة يا سيدي.

انزعج الملك وأخذ رأى الوزير فى حجم العقاب الذى يقترح أن يقع على الساقى..  فقال الوزير:

لابد من قطع رأسه يا سيدى، ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه الانتقاص منك.

فقال له: ونعم الرأي السديد.

وهنا استدعى الملك الجلاد وقال له:

من رأيته يخرج من باب قصري غدًا حاملًا باقة من الورد اقطع رأسه.

وفى الصباح حضر الساقي كعادته وقام بتوزيع الماء وحين حانت لحظة ذهابه أعطاه الملك باقة من الورد هدية له، وفى طريقه للخروج إلتقى بالوزير، فقال له الوزير:

من أعطاك هذه الورود الجميلة؟.

قال جميل: الملك.

فقال له:

 أعطني إياها فأنا أحق بها منك.!

فأعطاه الساقي الباقة عن طيب خاطر وانصرف.

وعندما خرج الوزير رآه الجلاد حاملًا لباقة الورد فقطع رأسه.!

وفي الغد حضر الساقي كعادته ملثمًا حاملًا جرته وبدأ بتوزيع الماء على الحاضرين..

فتعجب الملك لرؤيته لظنه أنه ميت، ونادى عليه وسأله:

ما حكايتك.. مع هذا اللثام؟

قال جميل:

لقد أخبرني وزيرك يا سيدي أنك تشتكي من رائحة فمي الكريهة وأمرني بوضع لثام على فمي كي لا تتأذى.

فسأله: وماذا فعلت بباقة الورد التي أعطيتك إياها بالأمس؟.

قال جميل:

أخذها الوزير، وقال لي أنه أحق بها مني.

فابتسم الملك وقال:

حقًا هو أحق بها منك، لأن حسن النية مع الضغينة لا يلتقيان.

مع الأسف دائمًا ما ينسى أصحاب الوشايات والمتسلقين وأصحاب النوايا السيئة وشياطين الأذى من الإنس الآية الكريمة التى يقول فيها الله جل وعلا:

"وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ".

تأكد دائمًا يا صديقى أن سنة الله العلى القدير فى أرضه التى لا تتغير ولا تتبدل أنه لا يمكن أن ينصر أبدًا أهل الشر والضغينة مهما طال الزمن.

نقلًا عن فيتو

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register