زلزال أفغانستان .. أكثر من 1000 قتيل و 1500 جريح حتى الآن .. وول ستريت جورنال: «اختبار لحكومة طالبان التي لا تمتلك شرعية دولية»
في الساعة الواحدة والنصف من بعد منتصف الليل، وبينما كان معظم الناس نائمين، وقع زلزال أفغانستان الذي لم يكد يطلع نهار الأربعاء، إلا وكان قد تكشف شيئا فشيئا عن مأساة كبيرة راح ضحيتها 1000 قتيل وأكثر من 1500 جريح حتى الآن، وسط توقعات من جانب إدارة الكوارث بأفغانستان أن يكون عدد ضحايا الزلزال مرشحا للارتفاع مع وجود قتلى تحت الأنقاض.
زلزال أفغانستان 6.1 ريختر.. الأكثر دموية منذ عقدين
وكان مركز زلزال أفغانستان على بعد 44 كيلومترا من مدينة خوست جنوب شرقي أفغانستان، على عمق 51 كيلومترا، بينما بلغت قوته 6.1 درجة على مقياس ريختر، وهو الزلزال الذي وصفته هيئة الإذاعة البريطانية، بي بي سي، بأنه الزلزال الأكثر دموية الذي يضرب أفغانستان منذ عقدين.
السكان المحليون وصفوا لوكالة «رويترز» للأنباء، مشاهد مروعة للموت والدمار التي خلفها زلزال أفغانستان، حيث قالت إحدى النساء في المنطقة التي ضربها الزلزال، اسمها فاطمة: صرخت أنا والأولاد عند وقوع الزلزال، ودمرت إحدى غرف بيتنا، وسمعنا صراخ جيراننا أيضا.
وقال مواطن آخر يدعى فيصل: الزلزال دمر منازل جيراننا، وعندما وصلنا كان هناك الكثير من القتلى والجرحى. أرسلونا إلى المستشفى، حيث رأيت هناك عديد من الجثث.
وأوضح صلاح الدين أيوبي، مسؤول بوزارة الداخلية الأفغانية، أن معظم الوفيات المؤكدة كانت في منطقة بكتيكا، بينما كانت خوست أقل تضررا.
وأظهرت لقطات تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي دمارا هائلا لحق بقرى نائية في بكتيكا، حيث انهارت المنازل الطينية، فيما كان آخرون يحاولون البحث تحت الأنقاض عن أحبتهم وأقاربهم، حسبما ذكرت سكاي نيوز عربية.
زلزال أفغانستان.. تحدي كبير لحركة طالبان
ويعد الزلزال تحديا كبيرا أيضا لحركة طالبان التي سيطرت على السلطة قبل شهور، بعد انهيار الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية والغرب، والتي وجدت نفسها أمام وضع اقتصادي صعب في ظل حصار لا يزال مفروضا عليها من المؤسسات المالية الدولية.
ودفع هول ما حدث جراء زلزال أفغانستان، حركة طالبان، إلى الاستغاثة بـ الأمم المتحدة وطلب دعم عاجل للمتضررين من الزلزال، بينما ردت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان بأن القدرات اللازمة لانتشال جثث الضحايا غير متوفرة، لافتة إلى أن الزلزال وقع بمنطقة نائية وإيصال المساعدات إليها ليس سهلا، مشيرة إلى أنها تدرس سبل تسريع إيصال المساعدات الغذائية والطبية للمتضررين بأفغانستان، وتعمل على توفير المأوى والدعم النفسي للناجين.
وقد دفعت المأساة الإنسانية الناتجة عن الزلزال، دولة مثل الولايات المتحدة التي تتحفظ على التعامل مع حركة طالبان إلى إعلان استعدادها للمساعدة، حيث وجه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بمساعدة المتضررين من الزلزال، وفي المقابل قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن روسيا جاهزة لتقديم المساعدات الضرورية لأفغانستان بعد الزلزال في حال توجه كابل بنداء إلى موسكو بهذا الشأن.