«عُزل مرتين وأداء باهت لحزبه في الانتخابات النصفية» .. ماذا قالت الصحف الأمريكية تعليقًا على إعلان ترامب ترشحه للرئاسة؟
كان إعلان الرئيس الجمهوري السابق، دونالد ترامب، ترشحه لانتخابات الرئاسة 2024 مثار تحليلات وتفاعل الإعلام الأميركي، بين وسائل إعلام ركزت على ماضيه السياسي ورغبته في الرجوع للبيت الأبيض لتفادي "عواقب قانونية" محتملة، وأخرى أشادت بـ"إنجازات" فترته الرئاسية وخطابه الأخير المتوازن ذي النبرة "الهادئة" نسبيا.
واعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" أن الرئيس السابق الذي حاول مجلس النواب عزله مرتين، كان حريصا على إعادة الترشح، حاملا آمال التفوق على منافسيه وحماية نفسه من التهم الجنائية الثقيلة التي قد تواجهه، بحسب تحليلهم، مشيرة إلى أن هذا "أمر غير مسبوق في تاريخ الولايات المتحدة".
وأبرزت الصحيفة أن ترامب الرافض للهزيمة التي مني بها في انتخابات سنة 2020، يعود للترشح "في لحظة ضعف سياسي"، بعد النتائج السيئة التي حققها المرشحون الموالون له في الانتخابات النصفية، الأسبوع الماضي.
وأشارت إلى أن الجمهوريين يلقون اللوم بشكل صريح على ترامب بعد الأداء الباهت للحزب، موضحة أنهم ضغطوا عليه لتأجيل إعلان ترشح إلى حين انتهاء الانتخابات النصفية، لأن إعلانه قد يحفز الديمقراطيين على مشاركة أوسع.
وألقى ترامب ليلة الثلاثاء، خطاب ترشحه من مقر إقامته "مار إي لاغو" بفلوريدا، الذي تلفت الصحيفة إلى أنه المكان الذي خضع قبل ثلاثة أشهر للتفتيش من مكتب التحقيقات الفيدرالي لمصادرة سجلات رئاسية أخذها من البيت الأبيض، وتتضمن وثائق شديدة السرية.
ويأتي إلحاح ترامب للإعلان على الترشح، بحسب الصحيفة، لرغبته في "حماية نفسه" من لائحة اتهامات ثقيلة محتملة بعد انتهاء التحقيقات الجنائية العديدة الجارية ضده.
من جانبها، سلطت "سي أن أن" الضوء على ما اعتبرتها "الادعاءات الكاذبة" التي روجها الرئيس، و"الإنجازات المبالغ فيها" في حديثه عن السنوات الأربع التي قضاها بالبيت الأبيض، مشيرة إلى أنه توجه في خطابه الذي "كان هادئا نسبيا"، إلى مقارنة إنجازاته في المنصب بسياسات إدارة بايدن والوضعية الاقتصادية الحالية.
وأبرز تحليل على الشبكة الأميركية أن الرئيس السابق صوّر نفسه على أنه "ضحية" من خلال تجديده شكوكه في نظام الانتخابات الأميركي وانتقاده التحقيقات الجنائية الجارية التي اعتبر أنها "ّمسيّسة وغير عادلة".
أما "نيويورك تايمز" فقد قالت إن ترامب "كرر نفس الأكاذيب التي يتداولها منذ فترة، وضخم من إنجازات فترته الرئاسية"، متجاهلا مخاوف الجمهوريين الذين يرون أنه المسؤول عن نتائج الحزب المخيبة في الانتخابات النصفية.
وأوضحت الصحيفة أن ترامب يريد العودة إلى البيت الأبيض، بعد أن هددت فترة رئاسته أركان المؤسسات الديمقراطية في البلاد.
من جانبها، ركزت تغطية موقع شبكة فوكس نيوز، على مضامين الخطاب الذي ألقاه ترامب لإعلان الترشح، مشيرة إلى أن "خطابه كان مختلفا بشكل لافت عن الخطابات الأخرى التي ألقاها خلال مساره السياسي".
وأشارت إلى أن الخطاب طبعته "نبرة خافتة مقارنة بتجمعاته السابقة"، وتجنب فيه الحديث عن أعضاء الحزب الجمهوري الذين ينتظر أن ينافسوه في انتخابات الحزب، فيما، ركز إلى حد كبير على الترويج لنفسه باعتباره الشخص القادر على "حل المشكلات" التي تواجه الولايات المتحدة في عهد بايدن.
وأوردت الشبكة أن ترامب تطرق أيضا إلى العديد من القضايا الداخلية التي تهم الناخبين، مثل الجريمة والمخدرات والهجرة غير الشرعية.
وانتقد ترامب انسحاب بايدن من أفغانستان، زاعما أن الرئيس الحالي جعل الولايات المتحدة "أضحوكة"، كما هاجمه بسبب المساعدة الأميركية لأوكرانيا في حربها ضد روسيا.
ومباشرة بعد إعلان ترامب الترشح، نشر الرئيس الأميركي، جو بايدن، تغريدة على تويتر قال فيها إن "ترامب خذل أميركا"، مرفقا ذلك بمقطع فيديو يتضمن معلومات تشير إلى "إخفاقات" ترامب خلال فترة رئاسته.
ويقول الفيديو إن ترامب، خلال رئاسته، تربع على "اقتصاد مزور لصالح الأثرياء"، و"هاجم النظام الصحي"، و"دلل المتطرفين"، و"هاجم حقوق المرأة"، و"حرض العصابات العنيفة"، من أجل "محاولة قلب" فوز بايدن عام 2020 إلى خسارة.
من جانبه، تحدث موقع "ذا هيل" عن خطاب الرئيس السابق، مؤكدا أنه "لم يعد نفس رجل الأعمال ونجم تلفزيون الواقع الذي حاز أصوات الناخبين بوعوده المثيرة للجدل"، لكنه يلفت بالمقابل إلى "غياب المؤشرات التي توحي إلى أن ترامب قد يسعى لفتح صفحة جديدة، إذا ما نجح في الوصول إلى البيت الأبيض.
وأبزر الموقع أن خطاب ترامب كان أكثر هدوءا، مقارنة بخطاباته النارية السابقة، حيث لم يتحدث بإسهاب عن ادعاءاته بخصوص تزوير نتائج انتخابات 2020، كما سعى إلى إبداء شعور بالهدوء بعد الأداء الباهت لحزبه في الانتخابات النصفية.
ويعد ترشح ترامب للرئاسة الأول من نوعه من طرف مرشحي الحزب الجمهوري، في هذا السياق رجح الموقع أن هذا الإعلان السابق لأوانه، ربما يكون مرده رغبته في تجاوز المرشحين بخطوة، وتكريس اسمه كممثل للحزب.
في هذا السياق، نقل موقع ذا نيويورك بوست، عن أحد المانحين الجمهوريين، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن ترامب يرغب "أن يكون في المقدمة"، مشيرا "أعتقد أنه يعرف أنه في كل يوم يخسر أهميته"، وأوضح أن الفكرة وراء إعلان ترشحه هي: "ضع نفسك في الأمام قبل أن يأتي شخص آخر".
من جهته، قال موقع "ديلي واير" إن إعلان ترامب يأتي بعد عامين من سيطرة الديمقراطيين على البيت الأبيض والكونغرس، مشيرا إلى أن الإدارة الحالية تسببت في "زيادة ارتفاع التضخم وأسعار الغاز والمستويات التاريخية للهجرة غير الشرعية على الحدود الجنوبية".
ولفت تقرير الموقع، خلال نقله لخطاب ترامب، إلى أن إدارة بايدن، "ارتكبت أخطاء في تدبيرها للسياسة الخارجية، مثل قرار الانسحاب من أفغانستان الذي سقط في أيدي طالبان وفشلها في تدبير تداعيات أزمة كورونا:
واعتبرت الصحيفة، أن حلفاء ترامب يرون فيه الخيار الأفضل لنيل ترشيح الحزب، بسبب خبرته السابقة في المنصب، والإنجازات التي حققها خلال فترة إدارته، التي عمل فيها على تقوية الاقتصاد والسياسة الخارجية للبلاد وتجديد الجيش، بالإضافة إلى نجاحه في تعيين ثلاثة قضاة محافظين في المحكمة العليا.
وأبرز الموقع أنه لم يفز سوى رئيس واحد، بالرئاسة بعد خسارته الولاية السابقة، موضحا أن ترامب إذا أراد تكرار هذا الإنجاز عليه أولا التفوق على منافسيه الجمهوريين المحتملين، الذين يبقى أبرزهم روي ديسانتيس، بالإضافة إلى أعضاء سابقين في إدارته من أمثال نائبه السابق مايك بنس، ووزير الخارجية السابق مايك بومبيو، اللذين لم يعلنا بعد عن نيتهم الترشح للرئاسة.