بوتين يعلن وقف إطلاق النار في أوكرانيا يومين بمناسبة عيد الميلاد
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، وقفا لإطلاق النار في أوكرانيا ليومي السادس والسابع من يناير (كانون الثاني)، بعد دعوات للتهدئة لمناسبة عيد الميلاد الذي تحتفل به الكنيسة الأرثوذكسية في البلدين السبت، وبعد أقلّ من أسبوع على ضربة أوكرانية دامية أدت إلى مقتل 89 جندياً روسياً على الأقل.
وقال بوتين، وفق ما جاء في بيان صادر عن الكرملين: «استجابة لدعوة قداسته البطريرك كيريل، أوجّه الى وزير الدفاع الروسي ببدء تطبيق وقف لإطلاق النار على كل خط التماس بين الطرفين في أوكرانيا اعتبارا من الساعة 12,00 في السادس من يناير هذه السنة حتى الساعة 24,00 في السابع من يناير».
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان دعا نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى «وقف إطلاق نار أحادي الجانب» في أوكرانيا.
وقد دعا البطريرك كيريل؛ بطريرك موسكو وعموم روسيا، «جميع الأطراف المنخرطة في الصراع حول أوكرانيا» إلى وقف إطلاق النار، وإعلان هدنة تمتد من الساعة 12:00 يوم 6 يناير (كانون الثاني) الحالي حتى منتصف ليل اليوم التالي.
وقال بيان نشره الموقع الإلكتروني للكنيسة الأرثوذكسية الروسية: «أتوجه إلى جميع الأطراف المشاركة في الصراع، بمناشدة لوقف إطلاق النار… لكي يتمكن الأرثوذكس من حضور القداس عشية عيد الميلاد، ويوم ميلاد المسيح».
وفي وقت سابق، تجاهلت موسكو دعوات غربية لإعلان هدنة بمناسبة عيد الميلاد وفقاً للتقويم الغربي الذي يتم الاحتفال به في 25 ديسمبر (كانون الأول). وفي حين أن الغالبية الكبرى من المسيحيين الروس يتبعون الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية، فإن الأوكرانيين ينقسمون إلى أتباع للكنيسة الأرثوذكسية التي انشقت عن بطريركية موسكو أخيراً وأعلنت تأسيس كنيستها الأوكرانية التابعة مباشرة لبطريركية القسطنطينية، وأتباع الكنيسة الكاثوليكية وهم في غالبيتهم من مناطق غرب البلاد.
وكانت الكنيسة الروسية دعمت في وقت سابق مواقف الكرملين، وحمّلت الغرب المسؤولية عن اندلاع الأعمال القتالية، كما دعت المواطنين الروس إلى الالتفاف حول مواقف الرئاسة الروسية في مواجهة ما وصفتها بـ«مساعي الغرب لتقويض البلاد».
ورأى البطريرك كيريل، في خطبة ألقاها مؤخراً بشرق البلاد، أن روسيا «تنفذ مهمة مقدسة للدفاع عن البشرية، كما فعلت سابقاً عندما قوضت سرطان الفاشية»، في إشارة إلى الحرب العالمية الثانية. وقال رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية إن انخراط روسيا في الأعمال القتالية في دونباس كان «نتيجة لحقيقة أن جهود حفظ السلام قد تعرضت للتخريب من قبل سلطات كييف والدول الغربية».
في السياق؛ قالت الرئاسة التركية إن الرئيس رجب طيب إردوغان دعا، خلال اتصال هاتفي، نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى إعلان وقف لإطلاق النار «من جانب واحد» في أوكرانيا، لدعم الدعوات إلى المفاوضات. ووفق الرئاسة التركية، قال إردوغان خلال الاتصال الهاتفي، اليوم (الخميس)، إن «الدعوات إلى السلام، والمفاوضات بين موسكو وكييف، يجب أن تكونا مدعومتين بوقف إطلاق نار أحادي الجانب».
وبحث الرئيسان الروسي والتركي هاتفياً في الأزمة السورية، والوضع في أوكرانيا، والعلاقات الثنائية. وأفادت الرئاسة الروسية، في بيان، بأن الرئيسين ناقشا، خلال المحادثات، الوضع حول أوكرانيا، ومجريات العمل في محطة «أكويو» للطاقة النووية التي تبنيها روسيا في تركيا، ومشروع مركز تصدير الغاز الذي جرى الاتفاق بخطوط عريضة على إنشائه أخيراً.
ووفقاً لبيان الكرملين؛ فقد ركز الرئيس الروسي خلال المكالمة، على «الدور التدميري للغرب، الذي يواصل ضخ الأسلحة إلى أوكرانيا». وأوضح البيان أنه «جرى التطرق إلى الوضع حول أوكرانيا. ومن الجانب الروسي؛ جرى التأكيد على الدور التدميري للدول الغربية، حيث جرى تزويد نظام كييف بالأسلحة والمعدات العسكرية، وتزويده بالمعلومات العملياتية وتحديد الأهداف».
رئيس الدوما
في غضون ذلك، هدد رئيس مجلس الدوما (البرلمان) الروسي، فياتشيسلاف فولودين، بمصادرة الأصول الألمانية في حال أقدمت برلين على مصادرة الأصول الروسية لصالح إعادة الإعمار في أوكرانيا. وكتب فولودين في صفحته على موقع «تلغرام» أمس (الخميس): «بمجرد أن يتم اتخاذ هذا القرار، يكون لنا الحق في اتخاذ إجراءات مماثلة فيما يتعلق بأصول ألمانيا ودول أخرى».
يذكر أن الشركات الألمانية كانت قبل اندلاع الحرب على أوكرانيا من بين أكبر المستثمرين المباشرين في روسيا. وحَمَّل فولودين ألمانيا وفرنسا المسؤولية عن اندلاع الحرب، مشيراً إلى أن المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند وقعا على اتفاقية مينسك عام 2015 فقط لخداع روسيا والمجتمع الدولي.
وقال فولودين إن الأوروبيين لم تكن لديهم مطلقاً النية لتنفيذ اتفاقية مينسك. وزاد: «الحكومة الألمانية قررت الآن تحويل المشكلات التي خلّفها أسلافها إلى بلادنا»، لافتاً إلى أن برلين تخطط لمصادرة الممتلكات الروسية وتخصيصها لإعادة إعمار أوكرانيا. وقال إن هذا ستتبعه إجراءات مضادة في روسيا.
يُذكر أن الحكومة الروسية حظرت على الأجانب الغربيين بيع ممتلكاتهم في روسيا من دون إذن خاص، وذلك بعد أن أوقف العديد من الشركات الغربية أنشطتها في روسيا في أعقاب اندلاع الحرب على أوكرانيا أواخر فبراير (شباط) الماضي.
وتجري في ألمانيا منذ فترة مناقشة إمكان مصادرة الأصول الروسية لصالح إعادة إعمار أوكرانيا. وقد أبدى وزير العدل الألماني، ماركو بوشمان، عدم ممانعته نزع ملكيات طبقة الأوليغارشية الروسية، لكنه قال إن هذا يستلزم تقديم إثبات للمحكمة أن هؤلاء الأشخاص ضالعون في جرائم حرب أو شن الحرب غير المشروعة.
ميدانياً؛ أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الخميس، أن العمليات العسكرية أسفرت عن مقتل أكثر من 250 عسكرياً أوكرانياً، وإسقاط مقاتلتين من نوعي «سوخوي24» و«سوخوي25» خلال الساعات الـ24 الماضية. وقالت الوزارة، في إيجاز يومي لمجريات المعارك، إن القوات الروسية تمكنت من القضاء على أكثر من 40 جندياً أوكرانياً في محور جنوب إقليم دونيتسك في يوم واحد، مضيفة أن الوحدات الروسية «تواصل عملياتها الهجومية بشكل ناجح».
وفي محور مدينة دونيتسك، أسفرت المعارك عن مقتل نحو 60 جندياً أوكرانياً. كذلك تكبدت القوات الأوكرانية، وفقاً للبيان العسكري الروسي، خسائر في محور كراسنو – ليمان، حيث «تم القضاء على أكثر من 40 جندياً». وفي منطقة كوبيانسك، قال البيان إن القوات الروسية «قتلت نحو 30 جندياً أوكرانياً، كما استهدفت ما تُعرف بـ(كتيبة الشيخ منصور)؛ وقتلت أكثر من 55 متطرفاً منهم».