راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

صائد العقارب

 

 

ترشح حمدين صباحى لانتخابات الرئاسة  أنقذ  البلاد  من نفق الهبوط فى مستنقع الاستفتاء على السلطة ..  ووجه لطمة قوية  لأصحاب  " التماحيك "  السياسية  والإعلامية .

hamdeen_sabahy_by_hanymilan-d4zkr6d 

قرار صباحي بالترشح للانتخابات يُعزز من قيمة الرجل .. ويُضيف له فى مشواره السياسي .. ويجعل من منصب الرئاسة فى مصر  مجالا للتنافس  .. وساحة لعرض الأفكار التي تزرع مستقبلاً .. يضاهى قيمة الدماء التي بذلت من أجله

    

 

بقلم أحمد فوزي السيد

   أصعب قرار .. هذا مايمكن قوله فى توصيف قرار حمدين صباحي لرئاسة الجمهورية  ..  بعد أسابيع عصيبة مرّت عليه محاطاً بحملات التهديد والترهيب   .. والأغرب أنها جميعاً حاولت النيل منه .. من قنوات غير شرعية .. بعيدا عن أطراف السلطات الرسمية .. أو بمعني أدق " الجيش والدوائر المقربة من الفريق السيسي" .. التي لاتعلم عن مخططي هذه الحملات شيئاً ..  ولايُشغلهم " قيد أنملة " .. ما يهزى به  كتائب " المشتاقون " .. الذين  يهددون " بصب الجحيم " على رؤوس كل من يفكر  أو يرغب فى الترشح لرئاسة الجمهورية .. سواء كان على رأس المرشح " بطحات " تنال منه .. فتتلقفه كتائب " الذباب" الإعلامي .. التي تتطوع دون أجر لافتعال المعارك بين المرشحين دون يُطلب منهم ذلك .. ولكنها طبيعة مواسم " الاسترزاق السياسي "  فى فضح الملفات ..  وفتح "الدوسيهات".

   كل هذه الأنفاق المليئة بالروائح الكريهة .. عبَرها صباحي بقراره الترشح للرئاسة .. وكشف الرجل بقراره أنه لايُمكنهم .. لا الترهيب ولا حتي الترغيب، ولكنها " التماحيك " التي يُدمنها البعض فى محاولاتهم الدائمة للبحث عن أدوار، تحت أقدام السلطة .

  المثير أن قرار صباحي بالترشح للرئاسة كشف الهلاوس المستشرية بين صفوف أرباب السياسية المصرية .. فبمجرد إعلان الرجل ترشحه .. خرج مفسرو الأحلام الإخوانية لتأكيد " رؤيا " الجماعة .. التي زعمت من قبل وجود صفقة بين صباحي والجيش .. لتجميل الانتخابات الرئاسية القادمة .. وطلائها   بدهان  "الشرعية " أمام العالم الخارجى .. والذى ينظر باهتمام مثير للتجربة المصرية الجديدة الفريدة من نوعها .. فى تاريخ الثورات لمن يراها ثورة .. والانقلابات العسكرية .. لمن يراها انقلاباً .

  موقف صباحى من الترشح للرئاسة في حيثياته من النزاهة .. مايجعله يبتعد كثيرا عن المحاولات المستمرة للتشنيع عليه .. أو " الصياعة " فى تحليل أسبابه من جهابذة الإعلاميين " الأفذاذ المستفزين" اللذين يجتهدون فى  هدم رجل اتخذ قراراً يحسب له .. بعدما كانت البلاد على وشك الهبوط فى مستنقع الاستفتاء على السلطة .. وإعادة البلاد لما كانت عليه أيام مبارك .. خاصة  أن الرجل الذى تُرتب له هذه الحفلات .. لا يرغب فى ذلك .. ولم يخرج عنه تصريحاً واحداً سواء منه أو من الدوائر المقربة منه .. يؤكد موافقته على هذا المعني .. بالعكس خرج صحفيون على مستوي عالٍ من الحَيدة والنزاهة يؤكدون أن الرجل ممتعض من حملات المشتاقين .. الذين يرغبون في تصفية المشهد نهائيا .. ظناً منهم أنهم بذلك يقدمون أوراق اعتمادهم " خُداماً " فى أحضان السلطة الجديدة .. وراحوا يوجهون الطعنات لكل من يحاول التقدم للمنصب الأهم فى البلاد .. وأفرزوا روائح " نتنة " من خلال التهديد بشن حروب .. وشر مستطير على كل من يحاول الاقتراب من منصة الحكم .. ولو " بالحلم " .

   قرار صباحي جاء فى وقته ليكشف الكثيرين ممن كنا نظنهم رموزاً للسياسة المصرية .. ولديهم من القوة والجسارة مايجعلهم لايخشون الأهوال .. حتي لو كانت هناك أفاعٍ .. يظنون أن لديهم من القوة مايجعلهم يحصنون " عرين الأسد " بالسُم ..حتي لايقترب منه إلا من تختاره هذه الأفاعى راعياً لمصالحها .. وصامتاً على جرائمها .

  وصار صباحي بقراره .. الراعى الأول لهدم " جحور " الثعابين .. التي قللت كثيراً من الحب الجارف للمشير السيسي .. خاصة بين صفوف الشباب .. الذين بات لديهم أحساس عميق أن الخلايا النائمة للحزب الوطني وكتائب الأفاقين لن يتركوه يمضى بالقافلة المصرية .. دون أن يكون لهم دور  فى  توجيه مسارات مشوارها الطويل .

   قرار صباحي بالترشح للانتخابات يعزز من قيمة الرجل .. ويضيف له فى مشواره السياسي .. ويجعل من منصب الرئاسة فى مصر " مجالا للتنافس " .. وساحة لعرض الأفكار التي تريد انتزاع مستقبل يضاهى قيمة الدماء التي بذلت من أجله .. وإن كنا نتمني بالإضافة لصباحى ترشح العديد من المرشحين " الأقوياء " .. وإحياء قيم التنافس القوي على قيادة البلاد .. لنثبت للعالم أن قيادة مصر ليست بالسهولة التي يريد البعض " افتعالها " .. بتأميم المنصب وتغليفه بسلوفان ثم تركه أسفل هضاب وزارة الدفاع .. وهو مالانريده لمصر .. ولا نظن أن قيادات العسكري .. وعلى رأسهم المشير السيسي بعد كل مافعلوه يريدون أن يكون ذلك هو المصير المكلوم للبلاد .

  الحملات المفتعلة التي تغلب عليها صباحي .. والتي أرادت إرهابه من البداية تكشف عن رجل صاحب قرار .. لابد وأن تستفيد منه البلاد .. سواء كسب أو خسر مقعد الرئاسة .. وان كنت أظن انه سيخسر بلا شك أمام المشير السيسي .. الرجل الذي يتمتع بشعبية طاغية لم ير المصريون مثيلا لها .. منذ عهد الزعيم ناصر .. ولكن مجرد القدرة على المواجهة .. والدفاع عن الأفكار بهذا التحضر .. خاصة أن صباحى " يَفلت"  بذكاء يُحسد عليه من كل المكائد التي كانت تريد ضرب جماهيريته بالشارع المصري .. من خلال استدراجه نحو الانزلاق فى فخ انتقاد " العسكر" .. والمشير السيسي .. وهو ماكان يريده المتحذلقون حتي يربطوا بينه وبين المؤامرة على الجيش من أجل التهام المنصب .. وهو الأمر الذى التقط خيوطه سريعا صباحى .. وسارع بانتقاد شعار يسقط حكم العسكر .. بل ذهب لما هو أكثر بإعلانه أنه لن يضع يده فى يد من يردد هذا الشعار .. معبرا عن احترامه العميق لقيمة ورمزية عبد الفتاح السيسي الذى تقدره وتحترمه القوات المسلحة المصرية .. وأغلب  جماهير الشعب المصرى .

  قد يظن البعض أن السطور الماضية دفعاً ودعماً لصباحى فى رئاسة الجمهورية، وهذا ليس صحيحا.. فلم أرشح صباحى فى الانتخابات الماضية حتي أرشحه فى الحالية .. وإن كنت أحترمه كثيرا .. ولم ألتفت لا فى الماضى ولا فى الحاضر   لدعاوي بعض الناصريين الذين كان لهم النصيب الأوفر من التشكيك فى شخص صباحى .. خاصة أنهم يحسبون على الرجل " تفتت " وحدة الصف الناصري .. منذ خروجه عليهم عام 1996 .. وإعلانه تأسيس حزب الكرامة بعدما تنازع على رئاسة الحزب الناصرى وقتها .. ومن هذا التوقيت وحملات " عبده مشتاق"  للمناصب التي يطلقها الناصريون للنيل من الرجل ..  تدور فى طول البلاد وعرضها  دون أن يدقق أحداً فى الأمر ليعى  " مسئولية اللحظة " ..  التى تفرض على كل إنسان محب لهذه البلاد البعد عن الشائعات .. والتمسك بلغة المنطق فى مواجهة الدسائس .. حتي يصبح منصب رئاسة " مصر" أمرا ليس  من السهولة  تحقيقه  .. شكرا صباحي ولاعزاء " لسريحة " الاسترزاق السياسي. 

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register