الدكتور نجيب جبرائيل: رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان فى حوار خاص : نظام مبارك كان فاسداً ولم يكن خائناً .. ونظام مرسي جمع بين " الفساد والخيانة "
تفويض السيسى تمهيد لحسم أمره من الترشح للرئاسة
أبو الفتوح رفض الترشح لانه عرف " قدر نفسه
حوار : محمد مدين – تصوير ابراهيم صبحي
الكثير من الجدل يدار حول مايتردد بشأن وجود الكثير من المعتقلين السياسيين بالسجون المصرية، خاصة بعد إعلان العديد من المنظمات الحقوقية لخطابات المعتقلين والمحبوسين على ذمة قضايا لها ابعاد سياسية، مؤكدة أن مايحدث فى المواجهات بين الداخلية والقوى المختلفة " قمع للحريات "، وإنتهاك للحقوق السياسية التي نص عليها الدستور، لذا كان لابد من التحدث مع أحد الكوادر المهمة التي تعمل في مجال حقوق الانسان، وهوالمستشار نجيب جبرائيل رئيس منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الانسان ليبين لنا حقيقة هذا الأمر وملابساته وسالناه .
كيف ترى المشهد السياسى .. وماسبل الخروج من الوضع المتأزم حالياً
المشهد السياسى مرتبك وغير مستقر، هذه أبرز ملامح المناخ العام فى مصر طوال مرور المرحلة الإنتقالية، مروراً بتولى الرئيس المعزول الحكم، حتي ألت مصر الى مشهد 30 يونيو، وان كنت اري مايحدث أمر طبيعى، وافضل كثيرا مما تتعرضت له دول كثيرة، سواء فى الغرب الشرق، والقارئ لتاريخ الثورات يستطيع ان يفهم ذلك جيدا، اما فى مصر هناك خيوط كثيرة بدأت فى التفتح أمام المصريين، بما يبعث علي الأمل،
فى انقضاء الغيوم، وظهور ملامح الإستقرار المنشود الذى يبغاه جموع كل المصريين، والتي بدأت تلوح فى الأفق، خاصة بعد الإستفتاء على الدستور، وربما يكون المشهد أكثر إستقراراً بعدما يتم إنتخاب رئيس يأتى بالإرادة الشعبية، دون تزوير أو تزيف، وذلك عن طريق صناديق الإنتخاب بكل نزاهة وشفافية .
الأحزاب السياسية والحركات الثورية مازالوا يقدمون نفس الصورة النمطية السلببية التي كانوا عليها أيام نظام مبارك .. كيف تري ذلك ؟
هذه حقيقة للاسف .. لم نرى منهم حتي الان ماينبئ بخير، وعموما بأي حال من الأحوال نستطيع القول أن هناك تيارات وأحزاب على أرض الواقع " غير مفعلة "، اذا مااردنا ترشيد العبارات، والتمسك بضبط النفس، في توصيف ما يجري الأن فى الأوقات العصيبة التي تمر بها مصر، خاصة ان هذه القوى سياسية، والحركات تقدم نفس المشاهد القديمة فى التناحر السلبى على توافه الأمور، وبالتالى ساهموا فى تأزم الموقف أكثر، حتي بات الشعب المصرى لا يحتكم إلى " نفسه "، ولم يعد يثق كثيراً فى هذه الأحزاب التى لم تقدم أو تؤخر شيئاً فى الفترة الماضية، ومن الواضح انه من غير المنتظر منهم ان يقدمون شيئا الفترات القادمة ، اللهم لا العبث بمقدرات الوطن .. ليس أكثر
ما تقييمك لأداء الحكومة الحالى ؟
لايختلف أحدٌا فى مصر أن أداء الحكومة الحالية يتسم بالبطئ الشديد، والأداء يشوبه ضعف غير مبرر، بما يجعلنا نتأكد أن إدارة الأمور بأيدي من لايقدرون عليها، ولايعرفون جيدا مواطن الداء، التي ادت فى الغالب الى قيام ثورتين، من أجل مبادئ ربما تغيب عن اذهانهم، وبالتالي صارت مقوماتهم الشخصية غير متوافقة مع طموحات المصريين، فضلا عن الكثير والكثير من الملاحظات على أدائهم فى الأزمات المتتالية، وخاصة لملف الأمني، وتعاملهم البطئ باسلوب رد الفعل بعد كل كارثة تحدث سواء باستهداف افراد الجيش والشرطة وقتلهم بدم بارد، بما يعيد فى الاذهان التعامل بمبدأ، الحفاظ على سلامة الخاطف والمخطوف .. بما يجعلنا نتاكد انها بالضبط مثلما أشيع عنها .. حكومة الأيدي المرتعشة.
هل لنا أن نفسر أكثر الخلل الذي تراه فى عمل الحكومة ؟
الحقيقة أنني أرى الخلل فى أكثر من موضع، وغالبية المراقبين، ومفسري أداء الحكومة، ناقمين عليها، فضلاً عن كره الشارع لها، بعدما تنكرت لهم، وادارت ظهرها للطلبات الملحة والضرورية، سواء بعدم تقديم خدمات ضرورية، أو اللعب بالمشاعر، وعدم الوضوح فى الرؤية لكثير من الملفات المهمة، ومنها ملف الحد الأدني والاقصى للأجور، والكثير من الملفات الاخرى التي ذكرتها لك، واهم مايسئ لهذه الحكومة، انها غير متجانسة، ولا تعمل بروح الفريق الواحد، وهذا نتيجة عدم اتبعاها، رؤى سياسية، واهداف محددة، ومخططة بعناية، وهذا كله كفيل بأن يجعلها لا تستطيع أن تواجه هذه الفترة العصيبة التى تمر بها مصر، وتعبر بها إلى بر الأمان .
بعد 30 يونيو .. كيف ترى قوة تيار الإسلام السياسي، وهل بات بامكانهم العمل بنفس القوة السابقة ؟
لا أظن .. التيار الإسلامى لن يصمد كثيرا فى عداءه للمصريين، خاصة بعد كل هذه الضربات الموجعة التى قامت بها كلاً من وزارة الداخلية والقوات المسلحة، لضرب البؤر الإرهابية، والعناصر الإجرامية المتمثله فى التنظيم الإخوانى الإرهابى وحلفاءه، وأعتقد أنه إلى زوال، وبات على اعتاب استقبال لحظة الوداع، لانه المنطق يقول أن التيار الإسلامى مهما كانت قوته، لن يتسطيع الوقوف ضد شعب وجيش وشرطة، فالتيار الإسلامى بدأ يتأكل، ومفاصله تم تدميرها، من خلال فقد تعاطف الناس معه، ولن يقدر بعد كل الممارسات التي حدثت، التواصل مع المصريين .
البعض يربط بين نظام مبارك المخلوع .. والنظام الإخوانى المعزول .. برايك عل هناك اوك تشابه بينهما ؟
نعم مع الفارق .. فنظام مبارك كان " فاسداً " ولكنه لم يكن " خائناً "، أما النظام الإخوانى كان فاسداً وخائناً فى نفس الوقت .
الدستور الجديد وضع الكثير من الصلاحيات لرئيس الوزراء بجانب رئيس الجمهورية .. من برأيك سيكون له الغلبة فى إتخاذ القرارات لتنفيذ أحلام الشعب .. الرئيس أم رئيس الحكومة ؟
فى رأيي رئيس الحكومة هو الرئيس الفعلى لمصر، نتيجة لما أعطاه الدستور من صلاحيات، فهو الذى يستطيع إتخاذ القرارات، وله اصدار القوانين الملحة التى بها يستطيع حل الأزمات، ويعمل على تنفيذ أحلام وطموحات الشعب.
مارأيكم فى مسمى انقلاب الذى يطلقه أنصار المعزول على ثورة30يونيو ؟
ثورة 30 يونيو ثورة شعبية بكافة أركانها، وإرادة شعبية خرجت بالملايين لتقف أمام الظلم والفساد والاستبداد والطغيان، ولايمكن أن نطلق على كل هذه الملايين أنهم انقلابيون .
كيف ترى ما يحدث فى مصر الآن من صراع بين السلطة الحالية ومن يدعون أنهم يدافعون عن الشرعية ؟
من يدعون أنهم يدافعون عن الشرعية أناس بلا عقل، وهم فئة ضالة أرادت أن تبيع مصر وشعبها، لأن الشرعية للشعب وحده، يعطيها لمن يريد ويسحبها ممن يريد وتمثل ذلك فى ثورة 30 يونيو، بعدما ادرك الشعب خطورة نظام مرسى، لذا خرجوا مطالبين برحيل المعزول محمد مرسى وجماعة الاخوان نهائياً من الحياة السياسية .
مارأيكم فى قانون التظاهر ؟
برغم الجدل الذى أثير حوله وموافقة البعض واعتراض البعض، إلا أنه يحوى فى مضمونة الشئ الجيد، ولا أرى فيه وجها للإعتراض عليه .
كيف ترى البيان الصادر من جماعة الإخوان بشأن الاعتذار؟
هذا البيان ماهو إلا طريقة لخداع الشعب لتنفيذ الكثير من العمليات الإرهابية والأعمال الإجرامية يستطيعون بها النيل من استقرار البلاد .
هل ترى فى طريقة تعامل الداخلية مع الإرهاب انتهاكاً للحرية كما يدعى البعض ؟
لا يوجد انتهاكاً فى تعامل الداخلية مع الإرهاب فهى تتعامل وفق معايير حقوق الإنسان الأدميه بالرغم من أن الإرهاب يتطلب فى التعامل معه الحزم والقوة والصلابة .
ترددت الأقوال من بعض المنظمات الحقوقية بأن الداخلية تمارس القمع للحريات وقامت بسجن أشخاص لا علاقة لهم بالإخوان .. فما رأيك ؟
هذا خطأ فجميع المحبوسين بالسجون الان اشخاص ينتمون لجماعة الإخوان الإرهابية، أما بالنسبة للمنظمات فلا طائل منها خاصة ان اهدافها مفهومة جيدا، خاصة انهم يعدون على الأصابع، واغلبهم يحصلون على تمويلات من الخارج لنشر الفتن والفوضى حتى تقع فريسة سهلة المنال فى أيدى الغزاه، ومصر بها العديد من المنظمات الحقوقية، معظمها " حبر على ورق " .
ماقولك فيما يتردد بشان الصفقة التي يُدبر لها بن السلطة والاخوان، ونتج عنه قرار رفض أبو الفتوح المشاركة فى انتخابات الرئاسة ؟
صراحة أنا أتوجه بخالص التحية إلى هذا الرجل الذى علم قدر نفسه، وقرر ألا يخوض الانتخابات الرئاسية مرة أخرى، بعدما فقد شعبيته فى الشارع المصرى وسقط القناع عن وجهُ، وبالمناسبة عدم الترشح لا يعنى أن هناك صفقة تدبر للحصول على بعض المكاسب .
مارأيك فى مبادرة المصالحة للدكتور حسن نافعة ؟
حسن نافعة جاء من الدوحة دون أن يعلم شيئاً عن الشعب، ولا يعلم كيف كان يعيش، ثم فجأة يطلب المصالحة مع هذه العناصر الإرهابية، التى قامت بإهدار العديد من الدماء لأبناء هذا الوطن الغالى، وبالتالى من غير المقبول بالمرة مجرد الفكير فى مثل هذه المبادر، ومرفوضة تماماً.
هل تكونت لديك انطباعات من زيارة السيسى لروسيا؟
أنا سعيد للغاية بهذه الزيارة، لأنها كانت من القرارات الضرورية، التي لابد من اتخاذها، حتى يعلم الأمريكان أن الشعب المصرى لايمكن أن يستكين ولا يمكن ان ينحنى، ولا يخشى أحداً سوى الله عزوجل، وخاصة، بعدما أفسد السيسى خطتهم فى تفتيت الشعب، وإنقسامه برعاية النظام الإخوانى .
فى ظل مايتردد ان هناك صراعاً على السلطة .. من الأفضل والأجدر بحكم مصر؟
ليس هناك صراع، ولكن هناك تنافس، فكل من يجد نفسه يصلح للرئاسة يتقدم ويعرض برنامجه على الشعب، والأفضل سيختاره الشعب، وبالطبع لابد ان تتخذ كل الإجراءات الضرورية، حتي تتم الإنتخابات دون تزوير أو تزيف ومن يأتى سيقتنع به الشعب، لأنه أتى بالإرادة الشعبية .
من ستدعم رئيسأ لمصر ؟
أنا لا أدعم شخص معين، وإنما أدعم من يراه الشعب مناسباً، أو من أقتنع به وبالطريقة التى يتعامل بها مع الشعب .
مارأيك فى تفويض المجلس العسكرى للمشير السيسى ؟
تفويض السيسى هو تمهيداً ليحسم أمره ويتقدم للرئاسة وليس الغرض منه تدعيمه أو ترجيح كفته عن باقى المرشحين.
هل تعتقد سيؤثر هذا التفويض على نزاهة العملية الانتخابية؟
لا بكل تأكيد .. لأن القوات المسلحة بعيدة تماماً عن الحياة السياسية، وتعمل من أجل حماية إرادة الشعب .
ما هى الأليات التى لابد أن يضعها الرئيس القادم فى الإعتبار حتى يستطيع العبور بمصر إلى بر الأمان ؟
عليه أن يعلم جيداً أنه لا يمكن بأى حال من الأحوال الضحك على الشعب مرة أخرى، وعليه عدم تجاهل أرائه ومطالبه، وعليه أن يعمل لتحقيق آماله وطموحاته وتحقيق مبادئ الثورة "عيش – حرية – عدالة اجتماعية
هل تشعر بالتفاؤل أزاء المرحلة المقبلة ؟
نعم بكل تأكيد .. فمصر مقبلة على الإستقرار التام، دون وجود لمن يهدد أمن شعبها .. وإستقرار أرضها .