راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

عمرو موسى .. ثورة تحت وثورة فوق .. 25 يناير وضعت الرجل فى معسر الفلول .. و30 يونيو اعادت له الاعتبار

السيسي يعتبره رجل دولة .. وتوليته منصب سياسي كبير على الأبواب

عمرو موسى
عمرو موسى

محمد مدين

   وكأن الزمان يسترد للرجل حقه .. بعد أعوام من التشويه والقصف الإعلامي المستتر، أو حتي الظاهر ومحاولة القاء معطف الفلول على تاريخه الكبير، خاصة ان الرجل كان حتى وقت قريب أحد شرايين النجاة لمصر،  بعدما إنسدت جميع أوعيتها بسبب شلة فساد نظام مبارك، وهو ماجعلهم ينفونه بعيداً عن الزخم السياسي والاعلامي، فى أوج مجده بوزارة الخارجية، والقوا به في براكين وعواصف جامعة الدول العربية، ظنا منهم أن الرجل سيختم حياته فى هدوء بعدما تحول مساره، الى طريق اجبارى ..

 واذ فجأة يتحول الرجل الى دينامو فى الجامعة العربية، ويشعل تحركاتها ويجعل منها نجماً ومحركاً للعديد من القرارات اثناء اندلاع ثورات الربيع العربى، وسط أجواء جديدة تماماً على الدول العربية .. ثم قرر الرجل بنفسه اخلاء الطريق لدماء جديدة، والتركيز فى شئون بلده الأم مصر، ولم يرشح نفسه لفترة جديدة فى الجامعة العربية، وقام بانشاء حزبا سياسياً، يحاول من خلاله انشاء قواعد ساسية تعبر عن افكار الرجل، وبغض النظر عن الحزب، وجد عمرو موسى نفسه أمام حملات ترهيب لاتوصف من غالبية وسائل الاعلام، والحركات الثورية التي وضعته على ابرز قوائم من اسموهم " فلول النظام السابق " مرجعين ذلك الى قبول الرجل مناصب هامة فى ظل نظام فاسد .

  اجتهد الرجل كثيراً فى الدفاع عن نفسه، ونفى مبررات هذه التهم، وأصر الإعلام ومعه سائر الحركات الشابة على وضعه فى نفس الخانة، حتي جاءت الانتخابات الرئاسية ووقع الرجل فى فخ الاعلام، وكان اول من وافق على اجراء مناظرة هي الاولي من نوعها فى تاريخ البلاد، تتم بين اثنين من مرشحي الرئاسة، بعدما كانت مصر تتمني ان يتم تغير مواد الدستور لجعل المنصب بالإقتراع الحر،  بدلاً من بدعة الاًستفتاء على حكم الرئيس، وأخذت منه كثيراً هذه المناظرة – خاصة ان ابو الفتوح اجتهد فى اغتيال شخصه، بذكر تقدم سنه تارة، والتلويح باصابته بامراض خطيرة ومطالبته باستخراج شهادة صحية تارة اخري .

  بعد حمي الإنتخابات، خرج الرجل " ليرمم " مواقفه .. وظهر بعد مساوئ حكم مرسى " ملتحماً " بجبهة الانقاذ، وبعد عزل مرسى – حاول بكل ماأوتي من قوة تسويق الغضب المصري على نظام مرسى، مستبعدا المزاعم التي لصقت بما حدث فى الثلاثين من يونيو، تهمة الانقلاب العسكري، وبالفعل نجح الرجل فى بعض المهام الدولية، حتي استعاد بريقه تماما فى لجنة الخمسين، وظهر الرجل من خلالها فى ثياب قيادي محنك، لديه القدرة الفائقة على القيادة، وادارة الأصوات المعارضة بطريقة حكيمة، وهو تقريباً ماكانت تحتاج اليه البلاد، منذ بداية الثورة وحتي الأن، رجل يستطيع ادارة "الخلاف والإختلاف"، حتي بات محط انظار المشير السيسي، الذى يقف عمرو موسى خلفه بكل قوة، وترددت فى الأيام الأخيرة نية السيسي الاستعانة بموسى، حال توليه منصب رئيس الجمهورية، وتأكدت التسريبات سريعا بعد اللقاء الذى جمع موسى بالمشير عبد الفتاح السيسى، نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع والإنتاج الحربى، وخرج موسى منه رافضاً التحدث عن تفاصيل مكتفيا فقط بالتحدث بطريقة مابين السطور بما يؤكد الموافقة النهائية للمشير على الترشح لإنتخابات رئاسة الجمهورية .
وتشير التوقعات أن الرجل سيكون له أدواراً رئيسية فى النظام القادم، اذا ماسارت الأمور الي توليه السيسي منصب الرئاسة،  وبات من الواضح أنه يجهز دوراً محورياً " للداهية العجوز "،   بداية من حملة السيسى للترشح للرئاسة والإستفادة بخبرته الطويلة فى العمل كرجل دولة ، ثم  توليته دوراً أكثر أهمية عقب حسم نتيجة انتخابات الرئاسة المتوقع فوز السيسى بها نظرا لما يتمتع به من شعبية جارفة.

  وترددت أنباء قوية تتحدث عن تفاصيل اللقاء الذي جمع بين المشير وموسى بداية الأسبوع الماضي بمقر وزارة الدفاع، وتضمن التشاور والإتفاق علي تكليفات بمهام خاصة، سيقوم بها موسي في الملف الدولى والخارجي، وخصوصًا في كيفية التعاطي مع رد الفعل الدولى بعد إعلان المشير السيسى ترشحه للرئاسة، لصد الهجوم الإعلامى المرتقب من جانب لوبى التنظيم الدولى للإخوان فى العديد من وسائل الإعلام العالمية .
وبات من الواضح  أن اللقاء تضمن أيضا تولى موسى مسئولية هذا الملف بالتنسيق مع وزارة الخارجية، حيث إنه من المتوقع أن تشن قطر وتركيا هجومًا حادًا علي السيسي والترويج لشائعات من ضمنها مزاعم أن المشير السيسى أطاح بالنظام الإخوانى طمعاً في تولى الحكم، وهو ماقد يطلب يحتاج إلي سياسى محنك له خبرة فى التعامل مع مختلف الحكومات، وله علاقات خارجية قوية ومميزة مع القيادات الدولية  وهو مايتوفر فى عمرو موسى، علي اعتبار أنه الشخص الذي تتوافر فيه كل هذه الإمكانيات، بالإضافة إلي دوره الكبير في وضع الدستور الجديد وماحواه من مواد كثيرة  وجدت رضا من كل أطياف الشعب المصري .
وبعيداً عن الدور المحورى فى الحملة، تتردد أنباء عن أن السيسى يدرس إمكانية تولى موسى منصبًا تنفيذيًا كبيرًا فى الفريق الرئاسي القادم، إذا ما فاز المشير بمنصب رئيس الجمهورية، يتراوح بين اختياره مساعدًا لرئيس الجمهورية، أو مستشارًا لرئيس الجمهورية، أو المبعوث الخاص لرئيس الجمهورية للعلاقات الدولية، أو نائبًا لرئيس الجمهورية للشئون الخارجية، وهو المنصب الذى كان أول وآخر من تولاه الدكتور محمد البرادعى عقب ثورة 30 يونيو، والذى تقدم باستقالته رسميًا فى أغسطس الماضى،  خاصة ان بعض الخبراء القانونيون يؤكدون عدم وجود نص في الدستور يمنع تعيين نائب أو أكثر لرئيس الجمهورية.
وبغض النظر ان كان الدستور يوافق ام لا، لن يجد السيسي صعوبة، فى تولية موسى منصبًا تنفيذيًا كبيرًا، أيا كان مسمى المنصب، لإجادته التعامل مع دول العالم المختلفة، وكذلك الإعلام الغربى، ويؤكد مقربون من موسي أنه يميل لهذا الاقتراح  ويرحب به .. بما يجعلنا أمام دور جديد لرجل دولة من طراز فريد سيكشف حتما عن قدراته الحقيقية التي توارات على مدار سنوات طويلة  بعدما أراد له النظام السابق التوقف فى محطة الخارجية دون غيرها .

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register