مصطفى محمود

فى الماضى عندما كنا فى المرحلة الإبتدائية تعلمنا درسا بسيطا جدا ولكنه كبير جدا فى المعنى فكان هناك رجلا لديه أربعة أبناء و قد أوشك هذا الرجل على الموت ، فجمع أولاده وأمرهم أن يأتوا بحزمة حطب و عندما فعلوا ذلك جمع الحطب و أمر كل منهم أن يكسر هذا هذه الحزمة ولم يستطع أى منهم ذلك . فأخذ الرجل يقسم الحزمة على أبناءه و أمر كل منهم ان يكسر ثلاثة اعواد من الحطب ، فكان ان تم تكسير الحطب بسهولة.. و كان هذا هو الدرس فقال لأبناءه مادمتم متحدين فأنتم أقوياء و أشداء و أما الضعف كل الضعف عندما تتفرقوا.

وهكذا كتب الدرس و حفظه الجميع ولكن كالعادة نحن نحسن الحديث فقط نعشق الكلام و الحواديت و التمثيليات اما التطبيق عندنا شىء آخر .. مرت ثورة 25 يناير و بعد وحدة الميدات تم تفكيكه وكل مجموعة ذهبت لتبحث عن مطامع هنا و مكاسب هناك .. ومرت الأيام بعد ان حزن المصريون لنتائج الثورة وما افرزته الإنتخابات من شخصيات كادت ان تودى بالبلد فقد جلبت على مصر خيبة الأمل وقامت الثورة الثانية و الأهم انها قضت على نظم كان اشرس و اغبى مما كان قبله و توحد هذه المرة الشعب المصرى وطالب بأهداف معينة .. ولا ننسى ايضا ان حركة تمرد كانت سببا كبيرا فى هذه الثورة الثانية 30 يونية ولكن كالعادة لم نستوعب الدرس القديم الذى لم يستفد منه احدا ونحن جميعا على يقين ان القوة فى اتحادنا ولكن الاطماع الشخصية تكون هى سيد الموقف وها نحن نجد حركة تمرد ذاتها قد انقسمت على ذاتها و فى هذا الأنشقاق طبيعة لكل تجمع يحدث على ارض مصر فمجموعة اصبحت مؤيدة للمشير السيسى فى ترشيحه لرئاسة الجمهورية ومجموعة اخرى ذهبت لتاييد حمدين صباحى .

هل بهذا المنطق تذهب المجموعات الى حيث مصلحتهم الشخصية ؟ لماذا لا تذهب هذه المجموعات الى البحث عن مصلحة مصر ؟ والى متى سنظل نتحدث المبدأ ، (مبدأ الإتحاد؟) دون العمل به . ان الشعار الرئيسى الذى اتخذته ثورة يولية 1952 كان (الإتحاد و النظام و العمل) اذن فالاتحاد هو اول شىء يجب فعله من اجل النجاح فى اى عمل وعلى الجميع ان يعلم ويدرك ان التفتت هو اهم اسباب الضعف و الفشل.

و يبقى النداء الخالد الذى هو سر نجاح اى دولة وهو الإتحاد .. الإتحاد حتى نصبح دولة عصية على اى عدوان .. الإتحاد من اجل التقدم .. الإتحاد من اجل ان نصبح امة فريدة ،متفردة قائدة ،قادرة ،قوية .. اما اذا بقيتمم هكذا متفرقون تبحثون عن المصالح الشخصية و يريد جميعكم ان يصبح رئيسا اذن فمن المرؤوس ومن يكمل دوره فى الحفاظ على الوطن بالصبر و العمل المخلص وان لم تفعلوا هذا فلن يجنى احد منكم الاخيبة الأمل