كلمة القنصل الصيني بالإسكندرية خلال حفل استقبال العام الجديد
نظمت القنصلية العامة الصينية بالإسكندرية، اليوم الخميس، حفل استقبال بمناسبة حلول العام الميلادي الجديد 2025، وذلك بمقرها بحي محرك بك.
وشهد الحفل حضور الدكتورة منال أيوب، رئيس مجلس إدارة مؤسسة زهرة التحرير الإعلامية، وفي هذا السياق ننشر كلمة يانغ يي، قنصل عام الصين بالإسكندرية كلمته:
عزيزي السيد رزق نقيب الصحفيين بالإسكندرية.
اعزائي الصحفيين
أود أن أعرب عن خالص الشكر لكم جميعًا على حضوركم حفل الاستقبال الذي نظمته القنصلية العامة الصينية في الإسكندرية بمناسبة حلول عام 2025. بالنيابة عن جميع زملائي في القنصلية، أهنئكم بحلول العام الجديد، وأتمنى لكم في العام الجديد الصحة والعافية وتحقيق كل ما ترغبون فيه.
خلال العام الماضي، شهدنا معًا تطور العلاقات الصينية-المصرية. الصين ومصر هما دولتان عريقتان، وتعدّان شريكين وأخوين. في عام 2014 اجتمع الرئيس شي جين بينغ والرئيس السيسي مرتين، حيث أوليا اهتمامًا مشتركًا وقادا العلاقات نحو الاحتفال بالذكرى العاشرة للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر. وقد أثمرت هذه الشراكة نتائج مثمرة، إذ تعكس مستوى عالٍ من الثقة السياسية المتبادلة، وتعاونًا عمليًا غنيًا، وتنسيقًا دوليًا وثيقًا، مما يبرز المستوى العالي والطبيعة الاستراتيجية للعلاقات الثنائية.
الصداقة التقليدية بين الصين ومصر تزدهر بحيوية جديدة في العصر الجديد، وأصبحت نموذجًا للتضامن والتعاون والمنفعة المتبادلة بين الدول النامية. في ظل الظروف الجديدة، فإن بناء علاقات أعمق وأكثر تقدمًا وأكثر شمولًا بين الصين ومصر يتوافق مع مصالح شعبي البلدين.
الإسكندرية تربطها علاقات صداقة مع مدينة شنغهاي ومقاطعة قوانغدونغ الصينية، كما أقامت علاقات صداقة مبدئية مع مقاطعة شاندونغ ومدينة تشينغداو. وقد وقّع ميناء الإسكندرية اتفاقيات شراكة مع ميناء تشينغداو وميناء قوانغتشو. تحظى العلاقات مع الإسكندرية باهتمام كبير من قِبَل القادة الصينيين والسفارة والقنصلية الصينية في مصر، وكذلك القادة المحليين والشركات الكبرى في الصين.
في العام الماضي، زارت وفود من هذه المقاطعات والمدن الإسكندرية لتعميق التعاون وتعزيز الشراكات العملية. كما عززت المؤسسات التعليمية الصينية التعاون مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، وجامعة فاروس، وجامعة الإسكندرية، خاصة في مجالات تعليم اللغة الصينية والتدريب. في الأسبوع الماضي، قمت بزيارة مدرسة الإسكندرية المشتركة الرسمية للغات ومدرسة هدى شعراوي الثانوية، حيث تم افتتاح دورات لتعليم اللغة الصينية في هاتين المدرستين.
إلى جانب ذلك، شهد التعاون الثقافي بين الصين ومؤسسات الإسكندرية مثل المكتبة والمتحف اليوناني الروماني والمتحف الوطني وقلعة قايتباي تطورًا كبيرًا. مؤخرًا، قدّم مركز الإبداع بفوجيان عرضًا ناجحًا في الإسكندرية، وفي غضون شهر من الآن، ستستضيف دار أوبرا الإسكندرية عرضين فنيين صينيين على مستوى عالٍ
فيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية والتجارية التي يوليها الجميع اهتمامًا، شهد العام الماضي زيادة مستمرة في الاستثمارات الصينية في مختلف المجالات في مصر. وفقًا للإحصاءات المصرية، جذبت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس استثمارات تجاوزت 6 مليار دولار، منها 40% قادمة من الصين. وقد جذب هذا المشروع نحو 160 شركة صينية تعمل في مجالات متعددة مثل الألياف الزجاجية، مواد البناء الجديدة، معدات النفط، الأجهزة الكهربائية عالية ومنخفضة الضغط، وتصنيع الآلات.
في عام 2024، قامت العديد من الشركات الشهيرة مثل ميناء شاندونغ، هايسنس، ونيو هوب بتكثيف استثماراتها في الإسكندرية، ونحن متفائلون جدًا بمستقبل التعاون بين الجانبين. نحن مستعدون للعمل مع جميع الأطراف في المنطقة لتحقيق التوافقات المهمة بين قادة البلدين، ورفع مستوى العلاقات الثنائية نحو الهدف المشترك لبناء مجتمع مصير مشترك في العصر الجديد، ودفع العلاقات الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر إلى آفاق جديدة
أصدقائي الأعزاء، بينما نعمل على دعم تقدمنا في عملية التحديث المتبادل، فإننا نواصل أيضًا التنسيق الاستراتيجي والتعاون الوثيق للدفاع عن العدالة والإنصاف على الصعيد الدولي. نحن نسعى أيضًا لتعزيز الحوار والمفاوضات من أجل تحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وقد عقد وزيرا خارجية الصين ومصر مؤخرًا حوارًا استراتيجيًا توصلوا فيه إلى العديد من التوافقات. سنوافيكم لاحقًا بنسخة من البيان الصحفي المتعلق بذلك
في تعزيز التبادل الثقافي بين الشعبين الصيني والمصري، ودعم الصين في التوجه نحو العالم، ومساعدة مصر في فهم الصين بشكل أفضل، قدم الجميع اليوم مساهمات فعّالة. أود أن أغتنم هذه الفرصة لأعبر عن شكري الخاص للجميع، على تغطيتهم الشاملة لعلاقات الصين ومصر، والعلاقات بين الإسكندرية والصين، وعلى الترويج للتبادل الثقافي والتعليم بين البلدين، وعلى الدعم الكبير الذي قدموه للعمل القنصلي.
في أكتوبر 2022، كان أول حفل استقبال أقيم في الإسكندرية هو حفل استقبال للصحفيين، وفي بداية عام 2025، سيكون أول حفل استقبال أيضًا موجهًا لكم جميعًا. آمل أن نواصل في العام الجديد العمل المشترك بين القنصلية والجميع، لخدمة تطوير العلاقات الصينية-المصرية
الآن، سنقوم بتقديم شهادات التقدير لجميع الحضور، ومن ثم نلتقط صورة تذكارية معًا.