الجيل الرابع من الحروب
بقلم: مصطفى محمود
صامدون.. غادرون… متسلطون.. جاهلون… خائنون .. كلمات شبيهة بالكلمات التى قالها صفوت حجازى الذى نصب نفسه عالم إسلامى وهو خريج معهد فنى ولو عدنا إلى الفترة الماضية لوجدنا أن معظم أئمة السلفيين معهم دبلومات صناعية , زراعية أو تجارية و منهم من ترقى فى سلم التعليم وحصل على معهد وقليل منهم حصل على بكالوريوس أو ليسانس كان معظمهم يمشى فى طريق الرزيلة وعندما تاب و أناب إلى الله فرغ نفسه للدعوة – ولا مانع أن يتكسب منها – ولا يمكن أن يصل عقل هؤلاء إلى فهم أنهم مُستخدمون بشكل غير مباشر فيما يطلق عليه حرب الجيل الرابع و هم غير واعين أو مصدقين لذلك.
الولايات المتحدة الأمريكية أرادت أن تنفذ هذا النوع من الحروب من أجل الوصول إلى غايتها وهو مخطط تقسيم مصر و الشرق الأوسط الجديد ليصبحوا جميعا دويلات فى حجم إسرائيل وذلك من خلال الفوضى الخلاقة التى تحدثت عنها كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية فى عهد بوش الابن ( الولايات المتحدة تضع الخطط ثم تحاول تنفيذها وان لم يتم هذا الآن سيحاولون بأساليب جديدة بعد عام وهكذا).
هذا النوع من الحروب يتم من خلال تجنيد أناس أو مجموعة أو حزب أو قل (جماعة) لا يهم الولايات المتحدة أن يكونوا مسلمين أو متأسلمين المهم أن تتوفر فيهم عدم حبهم أو ارتباطهم بالوطن و تم ذلك فى مصر مع مجموعة من الخونة الذين يعتقدون أنهم أفضل من على هذه الأرض .. وعلى قلوبهم أقفال و على عقولهم أغلال فلا يفهمون ابعد مما يريدون فعله.
لم تكن أمريكا تريد أكثر من هذا .. فخططت لثورات الربيع العربى وقامت ثورة الخامس و العشرين من يناير التى كانت صناعة أمريكية – (حسب كتاب الكاتب الصحفى خالد سليمان الصحفى فى جريدة الشرق الأوسط و المتخصص فى شئون الجماعات الإسلامية – ثورات الربيع العربى صناعة أمريكية). قامت الثورات وعمت الفوضى الخلاقة الشرق الأوسط وجاءت الخطوة التالية وهى تمكين من سينفذ خططنا فتمت الانتخابات ووصل مرسى وشفيق إلى المحطة قبل النهائية … وفاز شفيق..!؟ .. نعم فاز شفيق وطال إعلان النتائج لسببين أولا: خروج الإخوان و إعلانهم أنهم سيحرقون مصر أن لم يعلن مرسى رئيساً ثانيا: تدخل الولايات المتحدة الأمريكية وإصرارها على مرسى رجل الأمريكان . أنه مرشح إسلامى وأمريكا تريده . أترون أمريكا تريد مرشح إسلامى ! الم يجل بخاطركم لماذا وهى التى تحارب الإسلام!. جاء مرسى – كما اشتهت أمريكا – ورفاقه , فإذا بنا نرى أولى خطوات الجيل الرابع من الحروب تبدأ مع الإعلان الدستورى الذى قسم مصر إلى جزأين مع و ضد للمرة الأولى فى التاريخ.
الجيل الرابع من الحروب هى الحرب بالوكالة كأن ادفع أموالا ضخمة كى يقوم الشعب على نفسه يقاتل نفسه و أنا أمول الطرفين وعندما تنتهى الحرب بينهما وبعد أن خسروا كثيرا من أبناء الوطن الواحد تأتى الولايات المتحدة وتحاول الصلح من خلال التقسيم فهؤلاء يأخذون الشمال و أولئك يأخذون الجنوب وهكذا.
الجيل الرابع من الحروب تتمركز حول شخصية تابعة للولايات المتحدة الأمريكية تلبس عباءة مايحبه الوطن فإذا كان المصريون يحبون الدين , فليلبس عباءة الدين و إذا كانت الدولة ليبرالية فيلبس قناع الليبراليين وهكذا.. يأتى هذا الرجل ثم يبدأ باتخاذ قرارات من شأنها عمل فتنة فى الدولة لتبدأ الحروب بين أبناء الوطن الواحد لينتهى الأمر بالتقسيم إلى دويلات وإذا طبقنا هذا لوجدناه ينطبق على مرسى الذى أصدر إعلانا دستوريا قسم الأمة ثم بدأت أثيوبيا فى بناء السد عقب مغادرة مرسى لها فى آخر زيارة له هناك ثم تم رصد مبالغ تدفع من المنظمة العالمية للإخوان للغزاويين وحماس من اجل شراء أراضى فى سيناء.. ثم بدأ التخلى عن حلاب وشلاتين للسودان وكان يهتم بتصدير المشكلات للشعب مثل الكهرباء و البنزين والسولار وكله كان يأخذ طريق إلى غزة. ثم انه أصبح فى عداء دائم مع الشرطة و الجيش و القضاء يسعى حثيثا لهدمهم فإذا تمكن من هذا فبالتالى يكون قد هدم الدولة أليست هذه حقيقة يا معتصمى رابعة .
أما الجانب الأخر تمثل فى التمكين للجماعة من خلال اختيار رؤساء أحياء لامانع أن يكون كل مؤهلاتهم أنهم يعملون فى المجارى وتعيين 33 ألف إخواني فى وظائف حكومية وكل مؤهلاتهم أنهم إخوان ثم نرى خروج دعاية تقول انضم للإخوان واحصل على وظيفة ثم يتم اختيار وزراء ولا افشل ورئيس وزراء جاء من وزارة الرى للمرة الأولى فى تاريخ مصر القديمة و الحديثة – بدلا من أن يأتى بوزير اقتصادى ينتشل الدولة من العجز- فشل حتى فى وقف مشروع سد النهضة وهذا تخصصه الأصلى فأتى به رئيسا للوزراء كى يتمكن من الخراب الكامل.
أتى مرسى أيضا بمستشارين انفضوا جميعا من حوله بعدما لم يعرفوا ماهو رأيهم ولا يتخذ رأيهم فى أى شىء و بقيت فقط المستشارة السياسية باكينام الشرقاوى التى لم يكن يعرفها احد وليس لها اى إمارة تدعوها لتكون مستشار سياسى لرئيس مصر وهى بالطبع صاحبة مجموعة من الكوارث ومنها إذاعة الاجتماع السرى الشهير وحققت النكتة الثانية بعد المطار السرى.
وهكذا وقف الشعب المصرى بفطنته و فطرته لإزالة هذا الهم عن قلب مصر , فإذا بمجموعات فى رابعة وميدان النهضة يدافعون عن الإسلام و معتقدين أن قيادات الإخوان هم ممثلى الشرعية و الشريعة فى حين أنهم ممثلى الكراهية المريعة لدى سائر الشعب المصرى فنقول لإخواننا فى رابعة : اقرأوا و افتحوا عقولكم لمن هم أكثر منكم خبرة فأنتم هدفكم الإسلام ونحن أيضا , ولكن قادتكم قادتكم لا يمثلون الإسلام بل يمثلون أمريكا و الجيل الرابع من الحروب ولعل أهم ما يؤكد ذلك المرتبات الضخمة التى كانوا يتلقونها من قطر . وما معنى أن يحصل مسئول على أموال من دولة أجنبية هل لديكم أى سبب سوى من اجل الخيانة؟ كذلك من الدلائل , الزيارات المتوالية للأمريكان لقادتكم ولمن جئتم من أجله … الم تفهموا .. منذ متى و أمريكا تريد الإسلام؟! أمريكا تريد مصلحتها ومصلحتها أن تعيد هؤلاء إلى الحكم ليقضوا على مصر بالوكالة ومن اجل تنفيذ حربها التى صرفت عليها المليارات. أما آن لكم أن تفهموا ؟! افهموا يرحمكم الله.