راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

المجد ..و الشهرة .. و أمور أخرى

مصطفى محمود
مصطفى محمود

 

بقلم : مصطفى محمود

فى يوم من الأيام كان العرب يتحدثون عن الإعلام المصرى الرائد .. وكم أثرى هذا الإعلام عقول العرب وكم فتح مداركهم لأمور لم يكن ليعرفوا عنها شيئا مطلقا وكم كانت اللهجة المصرية هى الأسهل بين بنى الوطن العربى بسبب الإذاعة والتلفزيون المصرى و نتيجة الأفلام المصرية و الأغانى المصرية .. كل ذلك كان يحدث أيام كان أبناء المهنة هم المسؤولون عنها.
وعندما جاء ثلة من غير أبناء مبنى الإذاعة و التليفزيون و ادعوا أن أبناء المبنى غيرمثقفين ولا يستطيعون مجاراة العصر – عصر المعلومات – وذلك قبل انتهاء عصر مبارك بنحو 10 سنوات .. إلا وجاء الصحفيون من كل حدب و صوب ليحتلوا أماكن غير أماكنهم فى التليفزيون المصرى و بدأوا التسلل إلى الإذاعة المصرية وبالطبع فى الفضائيات ..
ولكن بعد ثورة يناير و بناء على شكوى أبناء ماسبيرو صدر قرار بعدم عمل الصحفيين بمبنى الإذاعة و التليفزيون – إلا ضيوفا على البرامج أو لتغطية أخبار المبنى لجرائدهم ومجلاتهم – فتسللوا أفواجا تترى إلى حيث جمع المال من الفضائيات ، وهم ليسوا أبناء مهنة الإعلام و لايعرفون ميثاق شرفها – نعم هناك ميثاق شرف للمهنة يعرفه فقط أبناء المهنة ومنشور فى مجلة الفن الإذاعى التى تصدر عن معهد الإذاعة و التليفزيون، ولكن هم ينظرون غلى أن الأمر كله فوائد .. فهو شهرة و مجد وعقود بالملايين و الكل يعلم ماذا فعلت الفضائيات فى المجتمع المصرى .. ونلاحظ أنه منذ ظهور هؤلاء على قنواتهم قد حدث تدمير للذوق العام فى كل شىء .
و الفضائيات فى الأساس قائمة على تجميع الثروة والثراء على حساب كل شىء حتى يوفوا عقود الصحفيين التى يحصلون على الملايين ولعلنا نرى أن أى قناة فضائية كلما علا صوتها بإبراز أسوأ ما فى مصر وكلما كانت فضائح المصريين أكثر وكلما انفضحت مصر فى العالم أكثر جائت الإعلانات التى تغدق الملايين على القناة ونلاحظ أن الإعلانات تحمل فى طياتها معانى غاية فى السلبية مثل المياة الغازية
وغاية أمل الشاب أن يصبح لاعب كرة وليس مخترعا مثلا وهكذا لاحظوا إعلانات البطاطس و البرفانات التى تسبب سرطان الجلد وغير ذلك – أصحاب معظم هذه المنتجات هم يهود ويشجعون أى شىء سلبى فى مصر- أما إذا خسرت القناة و أغلقت فنجد نفس الأشخاص يتسللون إلى قنوات أخرى ويدعون البطولة ويتلونون بتلون الظروف، وإما أن يعودوا إلى مهنتهم الأساسية وهى الصحافة – وهذا لم نره.
أما المضحكات المبكيات أن هؤلاء الصحفيين بدأوا يتجرئون على أصحاب المهنة الأصلية فى ماسبيرو ومن خلال القنوات التى لا يحق لهم أن يجلسوا على عروشها و نسوا أن ماسبيرو مازال به كنوزا من المذيعين ومقدمى البرامج فالمبنى يحمل أساطين فى الإذاعة وجوههم غير معروفة للعامة ولكن معروفين بأصواتهم وأعمالهم الأدبية التى تحمل قيما مصرية خالصة .
الإذاعيون قبل أن يتحدثوا وقفوا أمام لجان غاية فى القوة و القدوة وتعلموا على أيدى أساطين الإذاعة والتليفزيون وكالعادة كنوز الإذاعة من الإذاعيين باقية خالدة أما الزبد فيذهب جفاء ، فالجواهر الحقيقية تبقى على أصلها دائما لا تتغير إلى حديد أو نحاس فتبقى متمسكة بالقيم و الأخلاقيات الحقيقية وما زالت تنشر الثقافة الحقيقية و تحافظ على قيم المجتمع كما نرى فى الإذاعة المصرية فالإذاعى لا يتحدث بمهاترات ولا يتحدث بكلمات نابية إنه يتحدث بشكل ثقافى مبسط و يعمل للكلمة ألف حساب قبل أن ينطقها لكى لا تؤثر سلبا على المجتمع ولا يتعامل مع الأغانى المسفة بل كل شىء فى الإذاعة مقنن فهى تحمل لواء الثقافة الأصيلة بعد أن أضاعها كثيرون .
و الآن وبعد أن أصبح لمصر رئيسها السابع ونحن نبحث عن العمل الجاد والحقيقى من أجل رفعة الوطن فهل سيذهب صاحب كل مهنة الى مهنته الأصلية ليجد ويجتهد فيها؟ أم سيظل الوضع كما هو؟ .. ولو أننى أعرف الإجابة مقدما إلا أننى حزين جدا على مهنة أضاعها المنتفعون .. وأحزننى كثيرا أن رئيس مصر لم يبدأ حملته الانتخابية من ماسبيرو بيت الإعلام العربى ، ولكنه بدأها من عند المنتفعين.

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register