راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

سرطان التحرش يفترس المجتمع المصرى

 دينا فاروق:   مرض مجتمعي" وعلينا الاعتراف به ومواجهته  .. والمتحرش يلزمه " إعادة تأهيل"

تحرش 4-

   أحمد العسكري: غياب الأخلاق و القيم " سبب رئيسي"   .. وغدير صبري: "الدفاع عن النفس".. حل مؤقت للمشكلة

 

  ندى ممدوح عبدالله

  ازدادت حوادث التحرش الجنسي في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ، إلى أن أصبحت تواجه أفراد المجتمع المصري بشكل يومي، بعد أن كانت تظهر أيام الأعياد و المناسبات التي يتجمع بها الآلاف، وبدأ الحديث عن تلك الحوادث يشق طريقه للنور و يظهر على الملأ بصعوبة بالرغم من معاملة المجتمع،  بنوع من الحساسية و عدم التقبل أو الخوف من الأفصاح عنه. و بالرغم من وجود قوانين تجرمه، إلا أنها كانت تعامل بنوع من الاهمال وعدم الجدية من المجتمع، و الخوف من  المجني عليهم لمواجهة الجناة

  في البداية تقول دينا فريد مؤسسة حركة بنات مصر خط أحمر، "التحرش الجنسي" هو أي فعل تطفلي يحمل معنى جنسي، و لايصل إلى حد الاعتداء أو هتك العرض أو الاغتصاب، و يأخذ أشكال عديدة مثل النظرات أو الكلمات التي تحمل إيحاءات جنسية، أو اللمس الذي لا يصل إلى عورات المجني عليها، لانه بوصوله لها،  تندرج تلك الحالة تحت مسمى " الاعتداء الجنسي"، و قد يستخدم المتحرش أنواع أخرى مثل المكالمات الهاتفية أو شبكات الانترنت، أو الإشارة بأضواء الليزر على جسم الفتيات.

   و أرجعت دينا فريد أسباب التحرش لعدة عوامل أهمها التمييز و العنصرية ضد المرأة، و الفقر و الجهل و انتشار المفاهيم الدينية المغلوطة، و قلة الثقافة بالمدارس و المنازل، ويدخل ضمنها أيضاً عدم تنفيذ القانون الرادع للتحرش .

و تابعت منتقدة التعتيم المجتمعي على الظاهرة والذي يؤدى إلى تفاقمها قائلة : بدلاً من مواجهة المشكلة، والبحث عن حل لها، وقياس مدى فعاليته بعد تطبيقه، تخشى الأسر المصرية من الحديث في الأمر و كأنهم هم الجانيين وليس المجني عليهم، ولذلك نرى العديد من الفتيات لا يجرؤن على الإفصاح عن وجود متحرش بهم في مكان ما، و قد يكتفون بالهروب منه.

  وعلى الجانب الآخر يستمر المتحرش بدون خوف من تكرار الأمر، مرات أخرى عديدة واثقاً من عدم وجود رادع له، موضحة ضرورة  أن يعترف المجتمع أن التحرش مرض مجتمعي لابد من علاجه.

  و انتقدت فريد القوانين الموضوعة لمواجهة تلك الظاهرة برغم الاهتمام الحكومي بالقضاء عليها، مطالبة بالاستعانة بمتخصصي حركات و مؤسسات المجتمع المدني في وضع القوانين الخاصة بمواجهتها، لافتة الي قيامهم بدراسة تلك الظاهرة بشكل متخصص وواقعي،

 وشدد على ضرورة المتابعة الأمنية و المجتمعية لتلك القضية، موضحة أنه فى الغالب لايصل المتحرش إلى قسم الشرطة، لانه لايتم عمل بلاغ ضده، مؤكدة أن ذلك لايندرج الا تحت مسمى تعاطف المجتمع مع المتحرش بشكل غريب، معللين ذلك بالظروف الصعبة، أو الخوف من الفضيحة، و ينتهى الأمر بضياع الحقوق و غياب العقاب

 وأكدت أنه في الوقت الذي يعتبر فيه المتحرش مجرم،  ومتعدى على حقوق غيره، فهو أيضاً ضحية نتيجة ظروف المجتمع و العديد من العوامل السابق ذكرها. لذلك ينبغى على المجتمع وضع برنامج لإعادة تأهيل المتحرش وعدم الاكتفاء بعقابه أو نبذه مجتمعياً.

 و أيدت دينا فاروق بعض المطالبات التي انتشرت مؤخراً بتقنين حمل السيدات لبعض أدوات الدفاع عن النفس مثل الصاعق الكهربائي و غيره، وترى أن الحل في الاستعانة بالأمن و مؤسسات المجتمع المدني في عمل مشروع قومي لمناهضة التحرش، يتضمن حملة إعلانية طويلة المدى تخاطب المتحرش و الضحية  و المارة باللشارع، كلاُ حسب لغته وحسب خصائصه، و عمل توعية بالمدارس و الجامعات عن تلك الظاهرة، بالإضافة لتدعيم المعاملة الحسنة و الاحترام للمرأة من خلال الخطاب الديني السليم، ثم وضع و تنفيذ قانون يتماشى مع الواقع  و المعطيات المصرية لمناهضة التحرش و العنف الجنسي.

  ومن جانب أخر ظهر شكل جديد من المواجهة لتلك الظاهرة ، فتقول غدير صبري إحدى مؤسسات حركة أمان لمناهضة العنف، ان ظاهرة التحرش الجنسي تكون بشكل كبير ضد المرأة، وتحتاج لحل مؤقت يساعد الضحية لحماية نفسها من التحرش و حماية مساحتها الشخصية لحين تطبيق القوانين ومواجهة المشكلة، و لذلك تقوم الحركة باعطاء عدة دروس خاصة بالدفاع عن النفس للفتيات؛ لتدريبهن على حماية أنفسهن من أي اعتداء، و اكسابهن بعض المهارات التي تمكنهن من التنبؤ بتعرضهن للتحرش من خلال اكسابهن مهارات مراقبة تصرفات و نظرات و تحركات الأشخاص في محيطهم، و مساعدهن على كسر حاجز الخوف من المواجهة في حال تعرضهن للتحرش، وتعتمد التدريبات على استخدام قوة المتحرش بها ضده، وتدريبها على مواجهة المتحرش الذي يحمل السلاح و استخدامها لادواتها الشخصية البسيطة مثل حقيبة اليد و دبوس الطرحة و النظاره الشمسية أو كعب الحذاء.

 و أرجعت غدير صبري خوف الفتيات من مواجهة تلك الظاهرة إلى دور الأسرة فى التوعية و اكسابهم الثقة بالنفس و توعيتهن أنهن ضحايا و ليسوا جناه، و في الكثير من الأحيان نرى الأب أو الأخ في حالة نكران لمجرد التخيل أن أبنته أو أخته قد تتعرض لمثل تلك الحوادث لثقته في أخلاقها أو ملابسها، ولكنهم فى حال تعرضهن لها يخفن من الإفصاح بما حدث، لعدم ثقتهم فى رد الفعل الصادر تجاههم، حيث تعتبر بعض الأسر الفتيات سبب رئيسي في التحرش من خلال حركتهن في الشارع، أو ذهابهن لبعض الأماكن أو ارتدائهن لملابس معينه قد تلفت الأنظار وهو أمر خاطيء تماماً، فنحن نرى التحرش بالمنتقبات و الأمهات و حتى الأطفال الأمر الذي يدل بشكل واضح عدم اهتمام المتحرش بشكل الضحية أمامه، و فقط اهتمامه بإطلاق رغبة جامحه بفكره، وعدم النظر لوجود انسان آخر مثله له نفس حقوقه.

  ويقول الخبير الحقوقي أحمد العسكري، أنه من الخطأ ارجاع الأزمة لاسباب دينية أو سياسية أو اقتصادية فقط ، فهو يرى أن السبب الرئيسي فيها هو غياب الأخلاق و القيم، واستشهد بوجود مجتمعات غربية لا يتعدى فيها التحرش المرحلة اللفظية إن وجد. و أكد على ضرورة  تنشئة أجيال على وعي بمعنى "آدمية المرأة" وكونها أنسان لها نفس حقوقه و واجباته، وتكون واعية بشكل كافى اختلاف تركيب المرأة الجسماني عنهم، والابتعاد تماما عن قول الجمل "الكارثية" التي تربط التحرش بلبس المرأة  والتي تساهم في نقل عبء المسئولية من على عاتق الجاني لعاتق المجني عليه.

  وتابع قائلا، يصيب الفتيات العديد من الأضرار النفسية نتيجة التحرش بهن، منها فقدان الثقة بالذات، أو التركيز في هدف حياتهم و السعي وراء تحقيقه، و الخوف من التعامل مع الجنس الأخر أو الدخول فى علاقات صحية مثل الصداقة أو الزمالة في العمل و حتى الارتباط أو الزواج، لذا يجب على الأهالى توعية أبناءهم من الجنسين حول تلك المشكلة بشكل صحيح و تشجيعم على الافصاح بأي مضايقات قد يتعرضوا لها، و اعطاءهم الثقة في عدم لومهم على مضايقات يتعرضوا لها و ليس لهم بها أي مسئولية.

وبالتطرق لوجود تلك الظاهرة في المجتمع، تقول مريم عادل طالبة جامعية، لا اخجل من مواجهة المتحرش و الدفاع عن نفسي مطلقاً، فالأمر يزعجني كثيراً، و لا انتظر تفاعل افراد المجتمع من المتواجدين حولي في نفس اللحظة معي، ففي الغالب لا يكترث أحد لما يحدث، بل و قد يلومون الفتاة على تعطيل مصالحهم أو ازعاجهم،أو يتطرقوا لوجودها في مكان ما أو طريقة لبسها، فالنسبة لي، أعلم أنني قادرة على تسليم المتحرش لأقرب قسم الشرطة بلا خوف، لأن ذلك أحد حقوقي.

  ويقول أحمد عبدالله طالب جامعي، أنه يصادف حالات تحرش بفتيات في طريقة يومياً، ويرى وجوب مساعدته لتلك الفتيات، وعدم تركهن فريسة لشباب يتحكم بهم غرائزهم، ويرى أيضاً ضرورة توعية الشباب و الأطفال بأفعالهم الغير سليمة حتى يتم تبديلها بأخرى مناسبة لكونهم بشر، و يستنكر لوم المرأة فى ظاهرة التحرش ويرجعها للفكر الخاطىء و انعدام الثقافة و الاخلاق و المبادىء للمتحرش.

 وتقول سملى عادل موظفة، أن بعض حملات مواجهة التحرش على مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك، تساعد الفتيات بشكل كبير فى مواجهة التحرش و عدم الخوف من أخذ رد فعل ضد المتحرش من خلال نقل تجارب بعضهن من التعرض للتحرش مما يكسبهن تشجيعاُ للحفاظ على حقوقه، كما يساعد الافصاح عن الطرق التي يستخدمها المتحرشون في التحرش بغيرهم أو أكثر الاماكن التي يكثر بها التحرش، في تجنب الفتيات التعرض لها، ومعرفة كيفية مواجهتها بشكل سليم. 

ورجال الدين : أرجعوا الي الله !

الداعية عمرو جبران: العودة إلي ديننا الصحيح يحد منها  .. وأمجد فتحى:  رجال الدين في رقبتهم " مسؤليات تاريخية 

 

  سلوى يحيى زيتون

 كالعادة في أي أزمة لها علاقة بالسلوكيات في المجتمع، يتبوأ رجال الدين منزلة خاصة، وتتباين وجهات النظر من اللجوء اليهم أو الهجوم عليهم بسبب تركهم غلاظ المشايخ يفترشون المنابر والساحات وينفرون الناس من الدين بما ينتهي الي ترك الدين، وممارسة أفعال لاتليق بالانسانية .

  وبعد ما حدث فى ميدان التحريروالحادثة التى أثيرت فى وسائل الإعلام لذلك تم فتح الملف مرة أخرى لنعرف أسباب وجود ظاهرة التحرش بهذه النسبة الكبيرة و الحلول المقترحة لمحاولة القضاء على هذه الظاهرة على الرغم من وجود عقوبة على التحرش، خاصة بعدما تم الحصول علي أول حكم قضائي لـ نهى رشدى، كأول فتاة فى مصر تحصل على حكم قضائى فى قضية تحرش جنسى .

  وحكمت المحكمة على المتحرش بالسجن المشدد ثلاثة سنوات وغرامة 5000  ألاف جنيه،  بعدما زاد  التحرش، لأرقام غير متوقعه، منذ بدايةعام 2008 وحتى الآن، خاصة أن مصر ارتقت لتصعد كثانى دولة فى العالم  بعد أفغانستان فى التعرض للمراة، والتحرش  بها .

  فى البداية وضح الداعية عمرو جبران معنى التحرش فى اللغة هو تعرض الرجل للمرأة مثلاً باعتداءه عليها أو غيره وهو من الأمور التي حرمها الله عز وجل، قال تعالي في حكم نظر الرجل للمرأه ( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ} (30) سورة النــور ، حيث أمر الحق سبحانه المؤمنين بغضّ أبصارهم ، والأمر بغض البصر فيها يفيد الوجوب لأنه حقيقته وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( إنّ الله كتب علي ابن آدم حظه من الزني ، أدرك ذلك لا محالة ، فزني العين النظر ، وزني اللسان النطق ، والنفس تتمنّي وتشتهي ، والفَرج يُصدِّق ذلك أو يُكذِّبه

وتابع: فقد أفاد الحديث أن العين تزني ، وزناها النظر إلي ما حرم الله تعالي علي النّاظر، وقال ابن بطال : سُمِّي النظر زني، لأنه يدعو إلي الزنا الحقيقي إذا كانت هذه النصوص تدل علي حرمة نظر الرجل إلي المرأة الأجنبية عنه لغير ضرورة أو حاجة، لذلك فإن التحرش الجنسي محرمًا لاشتماله علي كثير من المحرمات مُفض إلي غيرها، كما أنه يؤدي إلي الإساءه بسمعة المتحرش بها وإفساد حياتها والنبي يقول لاضرر ولا ضرار .

وتابع جبران أن أسباب التحرش كثيرة منها:  -الإبتعاد عن تعاليم الدين، وحالة البطالة التي يعيشها الكثير من الشباب، بالتناقض مع حالة الترف التي يعيشها البعض، وعرقلة الزواج .

   وأضاف: للأسف الشديد، لقد انتشرت في مجتمعاتنا عادة قبيحة، وهي عرقلة الزواج وبناء أسر جديدة، غياب دور الاسرة، وعدم وجود منكر لهذا السلوك أو عدم احترامه، وعدم وجود الأنشطة الجماعية، وإنعدام أو ندرة البرامج الهادفة في وسائل الإعلام، وكذلك كثرة الأفلام والمسلسلات التي تلعب علي وتر الجنس والدعارة وإظهار الأمر علي أنه عادي، فقدان القدوة واضطراب معايريها، وتبذُّل بعض النساء وإغرائهن ممَن يتحرش بهن.

ووضح جبران أن علاج التحرش يكمن فى العوده إلي ديننا الصحيح، وإلي القيم والعادات الإسلامية التي فقدنا كثيراً منها، وبث البرامج الهادفة في وسائل الإعلام و تيسير سُبل الزواج بين الجنسين، وإعادة النظر في الأعراف والتقاليد التي درجت عليها بعض المجتمعات،  وتفعيل دور القانون وعقاب المتحرش عقابا رادعاً.

 وتابع جبران :  ذكر القرأن الكريم للمعتدي عليها أن تدافع عن نفسها ذلك بل يجب عليها أن ترد الاعتداء قال تعالي (فمن اعتدي عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدي عليكم ) وقول رسول الله صلي الله عن الرجل الذي قتل وهو يدافع عن عرضه بإنه شهيد (مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ."

  من ناحيته أكد أمجد فتحى رئيس مجلس أمناء المؤسسة الإفريقية للتربية المدنية وحقوق الإنسان أن ظاهرة التحرش ظاهرة غريبة ودخيلة على المجتمع المصرى ودخيلة على ثقافتنا ولكن على الرغم من ذلك،  فأسباب وجود هذه الظاهرة يعود إلى عدة أمور.. وهى

 غياب دور المؤسسات الوطنية، عن القيام بدورها الحقيقى، مثل  المجلس القومى للمرأة الذى لايتبني سياسات حقيقية، أو يحاول إيجاد حل لعدة قضايا للمرأة مثل الطلاق والعنوسة وزواج القاصرات الموجود إلى الآن فى الريف المصرى، بالإضافة لغياب دور المؤسسات الدينية، كالأزهر والكنيسة فى التوعية للفرد، وتغييب المؤسسات التعليمية، وانشغال الاعلام بالصراعات السياسية عنه في مواجهة السلوكيات الاجتماعية ومحربتها وتركيز الضوء عليها.

 وتابع: كل ذلك بالاضافة لنشر الأفلام والبرامج الغيرهادفة، فضلا عن شيوع حالة من الإنفلات الأخلاقى بين جيمع الطوائف، اضافة لانعدام دور الأسرة، وعدم تربية الطفل على السلوكيات الصحية، ومعاقبتة على السلوكيات الخاطئة.

 وأشاء  أمجد أن المتحرش، ماهوا الا ضحية لسياسات خاطئة فى المجتمع، ولا يجب أن نأتى عليه بكل اللؤم، بل يجب أن نحاول تغيرها، موضحاً أن تغليظ العقوبة على المتحرش، لا يمنع من اختفاء الظاهرة بدليل أن هناك عقوبات كثيرة على من يتعاطى المخدرات ولكن مازالت منتشرة على الرغم من وجود عقوبات رادعة

 

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register