راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

الكاتب والمفكر دكتور محمد حسن كامل يكتب : دموع الماس

محمد حسن كامل

 

لم تتذكر سوى هذا المشهد الأخير من رؤيتها , مريم المجدلية ورابعة العدوية تتعانقان وقد اختلطت دموع الآولى بالثانية , بينما
الدماء لطخت ثيابهما البيضاء !
استيقظت فتاة الليل على هذا المقطع من رؤيتها العجيبة .
فكرت طويلاً وقالت لنفسها… لماذا لا أكون مثلهما…؟ رابعة أو مريم وكلاهما تابا لله ودخلا التاريخ من باب التوبة … المفتوح دائما
ولكننا لا نراه !
هكذا كان الحوار بينها وبين نفسها , وظهرت في عينيها عَبْرة , ثم انحدرت دمعة وأجهشت في بكاء مرير سافرت به نحو الماضي
المظلم بالإثم !
لقاء دراهم معدودة كشأن فتيات الليل!
وفجأة مزق سكون الليل صوت شئ صلب رقيق يصدم الأرض, مثل حبات عقد فرّت من خيوط سجنها لتتناثر في كل حدب وصوب .
نظرت بدهشة إلى هذا الشئ ..المتناثر على بلاط غرفتها .. انه قطع من الماس .. ولكن من أين جاءت تلك القطع .. ؟ فهي لم تعرف للماس طريقاً من قبل !
وسرعان ما أكتشف السر .. دموعها تحولت إلى بلورات ماسية في الحال .. شئ ساحر .. شئ عجيب .. !
واستمرت في البكاء, واستمر الماس في تساقطه .. حتى جفت دموعها توقف الماس عن التساقط .!
جمعت هذا الكنز في علبة وحفظته في مكان أمين !
وتحول مخدعها إلى خلوة بينها وبين ربّها في الصلاة والدعاء والاستغفار.. بعد أن هجرت هذا العمل البغيض إلى نفسها !
وتحولت حياتها إلى ناسكة ولمّا اشتد بها الفقر , تذكرت صندوق الماس , وقررت أن تبيع بعض القطع لتواجه شظف العيش وقسوة
الحياة !
توجهت إلى كبير تجار الماس , وكان رجلا حكيماً , طاعناً في السن , قالت له : أريد أن أبيع تلك القطعة الماسية فهل لك أن تقدر لي ثمنها……؟
نظر الرجل طويلا إلى تلك القطعة العجيبة وقال لها :
لم أر في حياتي قطعة ماسية بهذا الجمال… فهي لا تقدر بثمن
عودي يا بُنية بها.. أنا لا أستطيع بكل ثروتي أن أشتريها .. لا لا يا بُنية .. لن أستطيع فهي أغلى من كل ما أملك !
حاولت الفتاة . وقالت له : أرجوك أريد أي ثمن لهذه القطعة .. .قال:
لا أستطيع شراء هذه القطعة .. فهي أغلى من كل ثروتي !
دفعت الفتاة القطعة بقوة في يده محاولة التأثير عليه .
قال الرجل لماذا يا بُنيتي .. بصوت فيه حسرة وندم
ونظر إلى قطعة الماس الساحرة في يده بحسرة والتي سرعان ما تحولت إلى قطرة من قطرات الماء فرّت بين أصابعه لتفوز بها حبات الرمال !
هنا نظر الكهل للفتاة وقال لها :
ألمْ اقل لك أنها أغلى من كل ما أملك…..؟
يا بُنيتي
) دموع التوبة لا تُباع ولا تُشترى , كذلك دموع الماس(

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register