ـ أخرجت للتليفزيون الكثير .. والقنوات العربية أذاعت لي العديد من المسلسلات

ـ التحقت بالكلية وأنا أعمل بجانب دراستى

 
حاوره / ناصر عثمان
التقت جريدة زهرة التحرير مع الفنان و المخرج و السيناريست العراقى صباح رحيمه، والذي قدم للسينما والدارما العربية الكثير من الأعمال الناجحة، وكان لنا معه هذا الحوار
فى البداية نريد أن نتعرف على شخصكم الكريم
أنا اسمى صباح رحيمة خريج كلية الفنون الجميلة عام 1976 و خريج دورة الإخراج التليفزيوني عام 1975 و كذلك حصلت على شهادة فى الإنتاج و أيضا فى كتابة السيناريو، و سبق لى كتابة العديد من السيناريوهات للإذاعة و التليفزيون، و أخرجت أربعة مسلسلات للإذاعة وأيضا أخرجت للتليفزيون العديد من المسلسلات و الأفلام .
و أذيع لى فى أكثر القنوات العربية العديد من المسلسلات من تأليفى ، و قد ألفت كتاب أسمه كيفية كتابة السيناريو عام 2008 و هناك كتاب آخر تحت الطبع اسمه الدراما التليفزيونية من الفكرة إلى المتلقى و هو يتناول مراحل الدراما التليفزيونية ابتداء من الفكرة التى تخطر برأس الكاتب حتى تصبح صورة أمام المتلقى
وأوضح فيه أيضا اختصاص كل من القائمين على العمل الفنى سواء المؤلف أو المخرج أو المصور و المنتج و مساعدى الإنتاج و مساعدى الإخراج و الإكسسوار و الإضاءة و جميع مفردات العملية الفنية ليأخذ كل من أعضاء هذا الفريق ما يخصه من العمل و يعمل عليه و هذا الكتاب يلخص تجربة أربعين عاما بالنسبة لى .
صباح رحيمة الطفل .. أين ولد .. و أين كان يعيش ؟
أنا ولدت فى بغداد عاصمة العراق فى منطقة شعبية فى وسط عائلة فقيرة و أتممت دراستى الابتدائية فى هذه المنطقة و كذلك دراستى المتوسطة و حينما وصلت إلى دراستى بعد المتوسطة جمعت بين العمل و الدراسة فحصلت على الثانوية، والتحقت بالكلية وأنا أعمل بجانب دراستى ، فكنت أعمل بالنهار وأدرس بالليل أثناء دراستى الثانوية أما عندما التحقت بالكلية انقلبت الآية فكنت أدرس بالنهار و أعمل بالليل و الحمد لله استطعت أن أوفق بين العمل و الدراسة .
نريد أن نتعرف على صباح رحيمة الشاب!
أنا التحقت بكلية الفنون الجميلة قسم المسرح و تخرجت منها عام 1974 و تم قبولى بهذه الكلية ليس بسبب المجموع الذى حصلت عليه بالثانوية و لكن بسبب موهبتى، وكانت اللجنة التى اختبرت موهبتى تتكون من تسعة أساتذة من كبار أساتذة المسرح، وكل منهم يقوم بتوجيه سؤال لى و كان هذا الامتحان يشبه العملية القيصرية لأن كان من يجتازه هو الموهوب فقط و الدليل على ذلك أن جميع من اجتاز هذا الامتحان بنجاح أصبح من المشهورين فى عالم الفن سواء فى المسرح أو السينما أو التليفزيون
و ماذا عن صباح رحيمة الرجل ؟
قبل تخرجى من الجامعة قمت بالتدريس فى البيت الثقافى العمالى و هو عبارة عن مجموعة من الفرق المسرحية كل فرقة مرتبطة بنقابة معينة مثل نقابة السواقين و نقابة السكك و نقابة الخدمات و النقابة الصحية فانا كنت باحاضر على هذه الفرق و من بعدها توجهت إلى الإخراج التليفزيونى و عملت فى تليفزيون العراق كمخرج .
و متى عملت بالفن خارج العراق ؟
عام 1998 و بسبب عدم وجود قنوات فضائية عراقية فى هذا الوقت كانت أعمالى التليفزيونية تعرض على القنوات العربية غير العراقية و فى بعض الأحيان لم تكن أعمالنا تحمل أسماءنا لأننا كنا نكتب النص و نبيعه و حتى لم نستطع رؤيته على الشاشة بعد عرضه لعدم امتلاكنا لقنوات فضائية فى حينه و قد عملت أكثر من عشرة أعمال سواء كمؤلف أو مخرج و لكننى لم أر أياً منهم حتى الآن لأن المخرج المنفذ كان هو المتحكم فى المكان الذى يعرض هذه الأعمال .
و هل بدأت عملك كمؤلف أم كمخرج ؟
أنا عملت كمؤلف حتى قبل التحاقى بالكلية أثناء دراستى الثانوية، وأيضا كانت هوايتى التمثيل و أول ما عملت بالتليفزيون عملت به كممثل و قمت ببطولة بعض الأعمال الفنية و نفس الحال فى المسرح فقد قمت ببطولة مسرحية أبو الإسعاد، و اشتركت مع الفنان الشعبى الكبير الخليل الرفاعى و من بعده عملت فى الإخراج
و كيف أصبحت مؤلفا محترفا ؟
شاءت الصدفة أن احد الأساتذة وقد كان رئيس قسم التمثيليات قد كتبت له تمثيلية إذاعية و بعد قراءته لها اتصل بى و قال لى أنت مشروع كاتب جيد و كان ذلك عام 1973 و قد كتبت من بعدها العديد من الأعمال للإذاعة و أيضا للتليفزيون لدرجة أن أى عمل يحمل اسمي لا يمر على الرقابة بل يتم الموافقة عليه ثقة من أعضاء الرقابة فى كتاباتى .
هل الأفضل أن يخرج المخرج العمل الذى من تأليفه أم من تأليف غيرة ؟
أنا أفضل أن يكون المؤلف غير المخرج و ذلك حتى يكون هناك عمل نتاج عقلين و ليس عقل واحد، ووجهتى نظر .. أفضل من وجهة نظر واحدة .
و عندما تقوم بإخراج عمل من تأليفك ..هل تكون بشخصيتين أم بشخصية واحدة ؟
لابد أن أكون بشخصيتين، الأولى هى المؤلف و عندما انتهى من كتابة النص تنتهى شخصيتى ككاتب و اتسلم النص بشخصيتى الأخرى كمخرج
لو طلبنا نصيحة من الأستاذ صباح رحيمة إلى الشباب الذى ينشأ فى أسرة فقيرة و يشعر باليأس من تكملة دراسته فماذا تقول له ؟
أقول من طلب العلا سهر الليالى و القضية تكمن فى الشخص نفسه فأنا على سبيل المثال ليس عندى شىء مستحيل فقد تجاوزت الستين عاما و لكنى أملك نشاط شاب يبلغ من العمر عشرين عاما و ليس هناك مستحيل لأن الإنسان يملك طاقات غير محدودة و هناك بعض الناس لا تكتشف ما بداخلها من طاقات و هناك البعض الأخر إذا اكتشفها لا يطورها و هناك من يفكر فى العقبات التى تواجهه نحو تحقيق النجاح و من ثم لا يكمل مشوار النجاح و كل هذا لا يوجد عندى بل على العكس فاننى اعتبر الفشل درجة من درجات النجاح و يكون ذلك حينما أدرس أسباب الفشل و أتلافاها فى المستقبل و بالتالى أحول الفشل إلى نجاح
إذا أردنا أن نعقد مقارنة بين الفن قديما و الفن حاليا ماذا نقول ؟
ليس الفن فقط الذى تغير بل الحياة كلها فقد أصبح إيقاع الحياة أكثر سرعة عما كان ، فقديما كان العمل الفنى يأخذ حقه فى كل شىء مثل الطفل الوليد الذى لابد أن يأخذ حقه فى الرضاعة ثم الحبو ثم الوقوف ثم المشى ثم التعلم فكان العمل الفنى يأخذ حقه فى القراءة و البحث و الاستفسار و أيضا فى التشاجر
فقد كنا كثيرا نتشاجر من أجل لقطة أو كلمة أو جملة من باب الحرص على تقديم عمل جيد ، و قديما كنا نستمتع بسماع الثناء من الآخرين على عمل نقوم به فمجرد سماعى لتهنئه لى بنجاح عمل من أعمالى أشعر بسعادة لا تقدر بمال أما الآن فإن مستلزمات الحياة أصبحت كثيرة و أكثر صعوبة و لابد من توافر المال الكثير للحصول عليها .
ما النصيحة التى تقدمها لشباب الفنانين ؟
أقول لهم إياكم و الغرور فان الغرور يقتل أكبر فنان و من تواضع لله رفعه و لابد أن تكون متجدد يوميا .
و هل يستطيع المخرج أن يعدل فى النص المكتوب من قبل المؤلف ؟
يتم ذلك بالاتفاق ما بين المؤلف و المخرج لأن المؤلف حينما يسلم المخرج العمل المكتوب فإنه يسلمه ابنا من أبنائه فلا يجوز للمخرج أن يخون الأمانة و يتصرف فى الابن دون الرجوع إلى الأب ، فمشروع الكتابة و مشروع الإخراج هو مشروع تضامنى و تلاقح بين فكر الكاتب الذى كتب الكلمة و المخرج الذى سيحول هذه الكلمة إلى صورة .
و هل يستطيع المؤلف توجيه الممثلين أثناء التصوير ؟
المؤلف طالما تم الاتفاق بينه و بين المخرج على الخطوط العريضة تنتهى مهمته بمجرد تسليمه النص المكتوب للمخرج و إذا حضر إلى مكان التصوير فانه يحضر كضيف أو مشاهد فقط و أنا كمخرج لا أسمح للمؤلف بتوجيه الممثلين أثناء وجودى .
ما علاقة صباح رحيمة بالتحكيم الفنى ؟
من التسعينات و أنا خبير قراءة نصوص و قد تعلمت من جميع النصوص التى قرأتها حتى النصوص التى رفضتها فقد تعلمت منها و أعتبر جميع من كتب أساتذتى و من خلال هذه القراءات العديدة زادت خبرتى و توصلت إلى نظرية جديدة جعلتنى أقوم بتأليف كتاب اسمه فن الكتابة تمت طباعته عام 2008 و قد أصبحت عضوا فى لجنة التحكيم فى العديد من المهرجانات الدولية فى السينما و التليفزيون و الإذاعة و أيضا أصبحت رئيس لجنة المشاهدة و التقييم .