الإسكندرية "مقبرة المحافظين".. ننشر كواليس الإطاحة بـ10 محافظين في 30 عاماً

محمد أبوزيد
استقبلت مدينة الإسكندرية على مدار الـ30 عاماً الماضية 10محافظين فقط، نرصد لكم كواليس الإطاحة بـهم، لكل محافظ قصته وظروفه الخاصه، التي أدت إلى الإطاحة به، وبالرغم من اختلاف الخلفيات الثقافية والتعليمية وحتى المهنية للمحافظين، إلا أن الكلمة الفاصلة – في بقاء محافظ من عدمه – كانت دائما للشعب السكندري.
10. المستشار/ السيد إسماعيل الجوسقي
فترة تولية المنصب : 10يوليو 1986 ـ 8 يوليو 1997
عمل محافظ الأسبق للإسكندرية "إسماعيل الجوسقى" -رحمة الله عليه- على جعل بحر الإسكندرية للجميع، وأصر على إزالة كل ما يحجب الرؤية او أى أبنية عالية حتى لو كانت تتبع للمحافظة وتدر عائداً مالياً عليها.
اللواء شفيق البنا الذي كان مسئولاً عن القصر الرئاسي لمدة 25 عاماً في عهد الرئيس مبارك يحكي كواليس إقالة "الجويسقي"
قرأ الرئيس ذات مرة إعلاناً لمصنع بويات فى الإسكندرية، فطلب منى الاتصال بصاحب المصنع ودعوته لمقابلتى فى القصر، وبالفعل ودخل الرجل من البوابة 2 المخصصة للزوار، وتقابل معه الرئيس فى مكتب علاء، وتناقش معه فى الاستثمار فى العامرية وفيها كم مصنع وما المشاكل التى تواجه الصناعة، فالرجل حكى مشكلته أن مصنعه يعمل منذ 8 سنوات، إلا أن محافظة الإسكندرية تتعنت فى تملكه للأرض وتتعامل معه كمستأجر، رغم أن ذلك مخالف للقانون، وطلب الرئيس الاتصال بالجوسقى محافظ الإسكندرية، واستفسر عن المشكلة، وقال للجوسقى حبعتلك صاحب المصنع تحل له مشكلته، وبعد أسبوع سألنى الرئيس عن هذه المشكلة، فاتصلنا بصاحب المصنع الذى أكد أن المحافظ تجاهل حل المشكلة، فاتصل الرئيس بالجوسقى الذى تعلل بأن الأرض عليها نزاع قضائى بين المحافظة ورجل أعمال سورى، فقال له الرئيس حل الموضوع وملك الرجل أرض المصنع، ولما السورى ييجى ادوله قطعة أرض أخرى.
وبعد إنهاء المكالمة فوجئت بالرئيس يطلب تجهيز قرار بإقالة الجوسقى وفور إخطاره اتصل بى جمال عبد العزيز وهو فى ثورة عارمة بسبب هذا الموقف، وحملنى مسئولية إقالة الجوسقى وسألنى مين صاحب المصنع ده اللى الرئيس يحلله مشكلة ويقيل محافظ بسببه.
9. اللواء / محمد عبد السلام المحجوب
فترة تولية المنصب : 9يوليو 1997 ـ 28 اغسطس 2006
تم تلقيبه بـ «حبيب الإسكندرانية»
هو رجل مخابراتي محنك، برز اسمه حينما تولى منصب محافظة الإسكندرية، باعتبارها العاصمة الثانية لمصر، وباشر "المحجوب" العمل على بناء وتجديد العديد من المنشآت والمرافق العامة بالمدينة ومنها كورنيش الإسكندرية، وكوبري استانلي.
بالرغم من أن عصر "المحجوب" يسمى بـ"عصر الإنجازات" إلا أنه..
اختلفت الأقوال في استبعاد "المحجوب" من الإسكندرية، البعض يقول انه تم ترقيته ليتولى حقيبة "للتنمية المحلية"، والبعض الأخر يعزو الإستقالة لانتشار الفساد في أخر عهده،مثل انتشار ظاهرة المباني المخالفة، ففي الأونة الأخيرة طهرت وثائق تنال من نزاهة هذا الرجل، فقد أصدر الجهاز المركزى للمحاسبات تقريراً رسميا يفيد بأنه أهدر أكثر من 600 مليون جنيه، ناهيك عن البلاغات المقدمة ضده.
8. اللواء/ عادل لبيب
فترة تولية المنصب: أغسطس 2006 – فبراير 2011
كان تاريخ لبيب المشرف في ذلك الوقت يجعله الرجل الأنسب لمهمة إصلاح ما تم إفساده في عهد المحجوب.. بدايةً من هدم العديد من المباني المخالفة.. ومحاولة إصلاح الطرق, والقضاء على الفوضى.
لكن رجال الأعمال وأصحاب المصالح.. بادروا بشن الحملات الإعلامية ضده، والزج بإسمه في قضية "خالد سعيد".
ويقول البرلماني مصطفى بكري: إنه من الطبيعي أن يتم إبعاد عادل لبيب عن المسئولية بالإسكندرية بعد ثورة "25 يناير ".. خصوصا بعد قيام الإخوان بإحراق مسكنه ومبنى المحافظة.
7. الدكتور/ عصام سالم
فترة تولية المنصب: 13ابريل 2011 – يوليو 2011
كان سالم ملما ً بما يؤرق الشارع السكندري في ذلك الوقت، فتعهد في بداية توليه منصب محافظ على الإسكندرية، بأنه سيعمل على تحسين العشوائيات والقضاء على أعمال البلطجية و الإجرام.. وأضاف قائلا "سوف يشعر الإسكندرية أن البلد بلدهم.. وسوف أتواجد بينهم دائما".
لكن إرتباط اسم سالم بالحزب الوطني وقربه من السلطة، لم يلاقي قبولاً بين أبناء الإسكندرية، فكان ذلك كفيلا باستبعاده.
6. الدكتور/ أسامة الفولي
فترة تولية المنصب : 4أغسطس 2011 – يوليو 2012
كان هدف "الفولي" الأول هو إرجاع الإستقرار إلى المدينة، لكن الشعب السكندري الثائر، رأى أن الفولي لا يلبي تطلعاته بعد ثورة يناير.. فوصفوه بـ"العاجز". وبنزاهة شديدة ، اعترف الفولي بعجزه، ولكنه أعزى ذلك العجز لعدم تعاون أجهزة المحافظة معه، وأوضح الفولي أنه قدم استقالته 5 مرات، لكن تم رفضها 4 مرات لعدم وجود بديل مطروح، وتم قبولها في المرة الخامسة.
5. المستشار/ محمد عطا عباس
فترة تولية المنصب : من 4 سبتمبر 2012 إلى 1 يونيه 2013
إفتتح المحافظ العديد من المشاريع القومية، لكن خلفيته الإخوانية كانت مصدر قلق دائم له و للشعب السكندري.. فكان هناك شعور دائم بتدخل الحزب الحاكم -"الحرية والعدالة" آن ذاك- في إدارة المحافظة، الأمر الذي اطاح به في حركة المحافظين الجديدة.
4. المستشار/ ماهر محمد الظاهر بيبرس
فترة تولية المنصب : من 16 يونيه 2013 إلى 12 أغسطس 2013
كانت الثلاثة أشهر غير كافية لعمل إنجازات تذكر، لكن شهدت فترته جدلاً واسعاً، ورفضه أهل الإسكندرية للاشتباه في خلفيته الإخوانية.
3. اللواء/ طارق المهدي
فترة تولية المنصب : من 13 أغسطس 2013 وحتى 6 فبراير 2015
جاء اللواء المهدي وسط ترحيب عارم من أغلب جماهير الإسكندرية، بينما أصيب البعض بالإحباط بسبب خلفيته العسكرية.. لإن الشعب السكندري وجد نفسه مخيراً بين محافظ ذي خلفية إخوانية او عسكرية.
واجه "المهدي" نفس المشكلات التي واجهت "لبيب" فلم يستطع التصدي لمشكلة العقارات الخالفة، والباعة الجائلين.. و تكالبت المشاكل والحملات الإعلامية ضده، حتى فقد شعبيته في الشارع السكندري ورحل عن المدينة الثائرة.
2. الدكتور/ هاني المسيري
فترة تولية المنصب : من 7 فبراير 2015 وحتى 25 اكتوبر 2015
أصيبت الإسكندرية بنوع من الاندهاش، لاختيار محافظ مثل هاني المسيري، فهو الأصغر سننا بين المحافظين، ويتمتع بثقافة غربية،بسبب استكماله لبعض المراحل التعليمه في الولايات المتحدة، لم نعتد في بلادنا على هذا النوع من المحافظين، .
إنصب جهد "المسيري" على تطوير الترام، وتقنين أوضاع الباعة الجائلين، وبدأ بفتح ملف البناء المخالف، لكنه لم ينتبه لملف البنية التحتية للمدينة.. فغرقت الإسكندرية في مياه الشتاء والصرف الصحي.. وازدادت في تلك الفترة ظاهرة " مقالب النفايات" فغرقت المدينة فيها أيضا.
وكما هو واضح من التجارب السابقة، بدأت الحملات الإعلامية الشرسة تناهل عليه واحدة تلو الأخرى، واستجاب لها الشعب السكندري على الفور، ونالت من شعبية المحافظ حتى أطاحت به.
1. المهندس / محمد عبد الظاهر
فترة تولية المنصب : 26 ديسمبر 2015 – 7 سبتمبر 2016
دفعت الحكومة بمحافظ سكندري بعد سنوات طوال من المحافظين الدخلاء على المدينة، لعله يكون كلمة السر لتهدئة امواج الشعب السكندري العاتية التي تطيح بالمحافظين، لكن عبد الظاهر سرعان ما لقب نفسه بـ"المحافظ المنحوس"، لإنه استلم الإسكندرية غراقة في الفساد والنفايات، بالإضافة إلى تهتك البنية التحتية, لم يكن أيضا على علاقة طيبة بزكي بدر وزير التنمية المحلية، وأيضا ساءت علاقته برجال الأعمال بسبب تعارض مطالبه مع مصالحهم.. فمتنعوا عن مساعدته، وهكذا لم يتمكن عبد الظاهر من تحقيق طموحاته أو طموحات أبناء محافظته، وترك منصبه للمحافظ الحالي، اللواء الدكتور رضا فرحات.
وهكذا استطاعت الإسكندرية أن تطيح بـ10 محافظين في 20 عاماً.. وتابى أسوار الإسكنرية العاتية حتى الأن وعلى مر العصور ان ترضخ لرجلٍ واحد.