تحسن ملحوظ وزيادة في الإقبال .. عودة السياحة.. بوابة "الدولارات" لـ مصر
رحاب محمود بدر
حدثت طفرة كبيرة فى السياحة المصرية على مدار الأشهر الماضية بعد انتهاء عام 2013 الذى وصفة وزير السياحة المصرى هشام زعزوع بالعام الأسوأ فى التاريخ الحديث ، وخاصة على قطاع السياحة نظراً لتهريب عدد كبير جداً من الآثار المصرية فى ذلك العام نتيجة الانفلات الأمني الذى عانت منه مصر ذلك العام وقد سعت مصر جاهدة لاستعادة الآثار المصرية المُهربة .
وبالفعل نجحت فى أوآخر عام 2013 من مُلاحقة آثارها المُهربة واستعادة 90 قطعة أثرية مصرية من إسرائيل قبل بيعها فى احد المزادات ،وبعد السوء شهدت الأشهر الأخيرة من عام 2013 خطوات تطويرية فى السياحة المصرية من بينهم توجيه اللواء احمد عبد لله محافظ البحر الأحمر دعوة للمستثمرين العرب لإنشاء عدد من المشروعات السياحية والفندقية.
حيث وعد بتخصيص أرض لهذه المشروعات من جانب هيئة التنمية السياحية ، نظراً إلى أن محافظة البحر الأحمر تتميز باستقرار الوضع الأمني، مما يمثل عنصر جذب لأى استثمارات عربية، موضحا أن هناك فرصا استثمارية للمستثمرين العرب في مشروعات التعدين والمحاجر من خلال مشروع المثلث الذهبي لتنمية سفاجا والقصير وقنا، خاصة أن هذا المشروع يتميز بوجود ميناء بحري لسهولة التصدير للخارج وشبكة طرق حديثة.
في الوقت نفسه، أكد الدكتور يوسف العميري، رئيس البيت الكويتي للأعمال الوطنية، خلال اجتماعه مع محافظ البحر الأحمر لجميع وسائل الإعلام ، أن الكويت أخذت على عاتقها تقديم كل الدعم المالي والمعنوي لمصر، حتى تسترد قوتها ومقوماتها.
وصولاً لشهر إبريل من عام 2014 حيث شهدت فيه طابا استقبال 1445 سائحاً قادمين من منطقة إيلات الإسرائيلية عبر منفذ طابا البرى لقضاء إجازتهم بمنتجعات طابا ، نويبع ، دهب وشرم الشيخ حيث صرح المتحدث الرسمى لجنوب سيناء بعودة السياحة الإسرائيلية إلى طابا .
كما شهدت السياحة قفزة كبيرة الأشهر الأخيرة من عامها الحالى 2014 وذلك بعد استقرار الأوضاع الأمنية واستعادة ثقة الدول مرة أخرى والتى كانت قد تراجعت بعد تفجير حافلة تقل سياحا كوريين في طابا الواقعة بشبه جزيرة سيناء فى فبراير الماضى والذى أدى إلى حظر ألمانيا وبولندا مواطنيهم من السفر إلى سيناء و تلاه بعد ذلك تحذير مماثل من حوالى 15 دولة .
ولكن بداية من أغسطس الماضى ألغت ألمانيا وكثير من تلك الدول تحذيرات السفر ، وأخيرا أعلنت وزارة السياحة المصرية يوم الأربعاء 6 أكتوبر 2014 أن بولندا رفعت حظر سفر مواطنيها إلى الأماكن السياحية فى البحر الأحمر وشرم الشيخ ، والذى اعتبرته وزارة الصحة بمثابة إشارة تعكس التغير الفعلى فى الرأى العام العالمى تجاه الأوضاع فى مصر وخاصة فيما يتعلق بمسألة الأمن والاستقرار فى المناطق السياحية المصرية .
أمــا عن آخر تطورات السياحة الفرعونية ،تم إفتتاح معرض للآثار المُستردة داخل المتحف المصرى ، والذى يضم 200 قطعة تنتمى لعصور مختلفة ،و تمكنت مصر من استعادتها من ألمانيا وبلجيكا وفرنسا وإسبانيا وأستراليا وبريطانيا والبرازيل وسويسرا .
ومن أبرز المعروضات وآخرها وصولا إلى مصر ثلاث قطع وصلت إلى القاهرة يوم السبت الماضي من ألمانيا ومنها تمثال من الجرانيت الأسود لعائلة امرأة وأولادها. وكانت القطع الثلاث خرجت من البلاد بشكل غير مشروع قبل أربع سنوات واشتبهت السلطات الجمركية بمدينة شتوتجارت الألمانية في أنها مهربة فضبطتها عام 2009 أثناء محاولة تهريبها إلى بلجيكا ثم استعادتها مصر بحكم قضائي ، من بينهم 140 قطعة استعادتهم مصر خلال الثلاث سنوات الماضية إضافة إلى 10 قطع من مسروقات المتحف المصرى والتى تم سرقتهم فى أحداث فبراير 2011 أثناء الثورات التى أنهت حكم مبارك ..
ويضم المعرض أيضا 10 قطع منها تمثال للملك توت عنخ آمون واقفا. وفقدت هذه القطع في "جمعة الغضب" 28 يناير 2011 فى معمعة الاحتجاجات التي أنهت حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك .
كما يضم المعرض أيضا 48 قطعة تم استردادها بعد أن تعرضوا للنهب فى أغسطس 2013 أثناء فض اعتصامين بالقاهرة لأنصار جماعة الإخوان المسلمين ،أثناء إفتتاح المعرض قال محمد إبراهيم على وزير الآثار "إن إسترداد هذه القطع رسالة للعالم كله أن مصر لم ولن تُفرط فى اى قطعة أثرية" ، وتابع محمد إبراهيم ناصحاً للعالم "توقفوا عن شراء الآثار المصرية المسروقة"
ولاتزال محاولات مصر الدبلوماسية ولجوءها للطرق القانونية مستمرة لاستعادة باقى الآثار المصرية المُهربة .
وفى الإسكندرية قام وزير الآثار المصرى ممدوح الدمياطى بإعادة افتتاح متحف المجوهرات الملكية بالإسكندرية والذى تم إغلاقه سابقاً فور اندلاع ثورة 25 يناير حفاظاً على مقتنياته الفريدة والنادرة خوفاً عليها من السرقة أو التلف فى ظل حالة الانفلات الأمنى التى كانت تعانى منها البلاد .
وقد حضر الافتتاح دومينيك فاج قنصل عام فرنسا بالإسكندرية، وأسامة الخشاب قنصل عام لبنان، ومحمد عبد المجيد هندى مدير عام المتحف، والدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية، وجمعية أصدقاء المكتبة من 20 دولة .
وقد رافق الوزير محافظ الأسكندرية فى جولته لتفقد المعروضات الأثرية بالمتحف ،أثناء المؤتمر الصحفى المُقام يوم الإفتتاح لذلك المتحف الذى يحتوى على 1045 قطعة منها 683 قطعة معروضة و362 غير معروضة، والباقى لم يتم عرضه حرصا على عدم تكدس المعروضات الأثرية، مشيرا إلى أن أهم القطع الأثرية هى تاج الأميرة شويكار الزوجة الأولى للملك فؤاد، وتاج الأميرة فريدة الزوجة الأولى للملك فاروق، وشطرنج مهدى من شاه إيران إلى الملك فاروق بمناسبة زواجه من شقيقته الأميرة فوزية .
وصرح الوزير إن المتحف تستغرق أعمال تطويره 3 سنوات من بداية العمل فى الترميم وسوف يتم افتتاحه قريبا، كما أنه سينقل محافظة الإسكندرية نقلة حضارية كبرى لتكون منارة فى دول حوض البحر المتوسط، ويضع الإسكندرية على خريطة السياحة العالمية، بالإضافة إلى الإعداد لمشروع استثمارى كبير للآثار الغارقة بالتنسيق مع محافظة الإسكندرية .
ويقع القصر على مساحة 4185 مترا مربعا ويتكون من جناحين شرقى وغربى يربط بينهما ممر نوافذه من الزجاج المعشق من الجانبين ويحكى قصة حب أحد النبلاء أما الأرضيات فهى من أجود أنواع الرخام الملون وأرضيات الحمامات منفذة على شكل ألواح ورسومات نباتية. وقد تم تقسيم القصر إلى 10 قاعات لتضم مجوهرات العائلة المالكة ولذلك سمى المتحف بقصر المجوهرات الملكية وقد ظل القصر مستخدما للإقامة الصيفية حتى عام 1952 وفى عام 1986 تم ترميم القصر وصدر قرار جمهورى بتحويل القصر إلى متحف لمجوهرات العائلة المالكية .