إسرائيل تُعلم مواطنيها اللهجة المصرية العامية ما الهدف؟..تقرير
تواصل إسرائيل تواغلها وتطلعها على الثقافات الآخرى ولاسيما ثقافات ولهجات الدول العربية ومما لا شك فيه أنها من الدول المتقدمة للغاية على كافة المستويات, وأكدت السلطات الإسرائيلية أن الهدف ليس خبيث أو أغراض تجسُسية, هل هذا الكلام صادق, هل تل أبيب سليمة النية في تعليم اللهجة المصرية العامة؟
في هذا الصدد تنظم جامعة "بار إيلان" الإسرائيلية، خلال عشرة أيام، دورة لتعليم اللهجة المصرية، بدعوى مساعدة الإسرائيليين على "التعارف على جيرانهم في الجنوب"، دون أي أهداف تجسسية، وفق صفحة على موقع "فيسبوك"، تابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية.
وذكرت صفحة "إسرائيل تتكلم بالعربية"، أن الدورة متاحة للإسرائيليين، وأنه جرى اختيار صحفي مصري مقيم في إسرائيل منذ سنوات، يدعي هشام فريد، لتعليم اللهجة المصرية في هذه الدورة، دون تفاصيل أكثر عنها.
ونقلت الصفحة عن روني بيالر، وهو مدير معهد "حكمة" لتعليم اللغة العربية الفصحى والعامية في إسرائيل، أن "اللهجة العامية المصرية هي أكثر اللهجات شيوعا في العالم العربي ومسموعة في الأفلام والمسرحيات والأغاني الكلاسيكية، ويمكنها أن تكون المفتاح للتواصل بين جميع أبناء الدول العربية على اختلاف لهجاتهم".
وتابع بيالر قائلا: "تخيل أن عراقيا ومغربيا لا يتقنان الفصحى يلتقيان، فما هي اللغة التي ستمكنهما من تبادل الحديث ؟". قبل أن يجيب: "لا شك أنها اللغة المصرية التي تعتبر لغة الهوليوود العربي".
فيما نقلت صفحة "إسرائيل في مصر"، الناطقة باسم السفارة الإسرائيلية في القاهرة الخبر ذاته، وقالت: "في إسرائيل يوجد العديد من الناس، الذين يستمعون إلى أغاني أم كلثوم و(محمد) عبد الوهاب، كما يتابعون الأفلام المصرية على القناة الأولى منذ 50 عاما، وهناك تفاعل كبير مع الثقافة المصرية".
وتفاعل العشرات مع الإعلان عن هذه الدورة بتعليقات ما بين سلبية وإيجابية، وفق ما اطلع عليه مراسل الأناضول، كان أبرزها تعليق اعتبر أن الأمر مرتبط "بالتغلغل وسط أبناء مصر والبلدان العربية، وبالتالي دراسة تسهيل عملية التجسس عليهم ودراستهم".
وردت صفحة "إسرائيل تتكلم بالعربية" على هذا التعليق قائلة: "الله يعينكم مع هذه التفسيرات الخيالية، ونحن نعلم الشباب اللهجة المصرية لكي يتعارفوا على جيرانهم في الجنوب هذا فقط ولا غير".
وترتبط مصر وإسرائيل بمعاهدة سلام، جرى توقيعها عام 1979، وعلى عكس العلاقات الرسمية الحكومية، يخيم على المستوى الشعبي سلام يصفه البعض بـ"البارد"، لا سيما في ظل الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني.