العالم هذا الصباح .. أبرز الأخبار والملفات العالمية اليوم .. تقرير
منظمة الصحة العالمية تدق ناقوس الخطر من انتشار البكتيريا الشرسة المقاومة للمضادات الحيوية، وتوجه اللوم للأشخاص الذين يتناولون المضادات الحيوية بشكل عشوائى وبدون الرجوع للطبيب ، وخاصة عند الإصابة بأدوار البرد، حيث أكدت الأبحاث والدراسات التى أعلنتها منظمة الصحة العالمية، أن كثرة تناول المضادات الحيوية أدى إلى إنتاج سلاسلات جديدة من البكتيريا تقاوم المضادات الحيوية الموجودة حاليا .
وأدى إلى انتشار أنواع من البكتيريا كانت موجودة بالمستشفيات فقط الآن اصبحت موجودة فى المجتمع، وتقاوم بشدة المضادات الحيوية الموجودة حاليا ، مما دعا منظمة الصحة العالمية لمطالبة شركات الأدوية بإنتاج أنواع أخرى جديدة من المضادات الحيوية تعالج الأنواع الجديدة التى ظهرت فى العالم .
من جانبها، كشفت دكتورة مها طلعت مستشار اقليمى لمكافحة العدوى ،ومقاومة المضادات الحيوية، عن أن المنظمة تسعى الى ترشيد استهلاك المضادات الحيوية لكى نمنع مقاومة الجسم للمضادات الحيوية ،وتكوين بكتيريا أصبحت كلها تقاوم المضادات الحيوية ، مضيفة أن المضادات الحيوية موجودة منذ اكتشاف البنسلين فى أواخر الأربعينات ،وهى نفس أشكال المضادات الحيوية ،ولم تختلف كثيرا، ولكن البكتيريا هى التى اختلفت، موضحة أنه يوجد أنواع من البكتيريا تقاوم جميع أنواع المضادات الحيوية فى العالم كله، لذلك الحملات فى العالم كله بأن مقاومة البكتيريا والميكروبات للمضادات الحيوية أصبحت مشكلة أمن قومى ،وإلا يمكن الرجوع مرة أخرى إلى ما قبل الأربعينات ،وقبل اكتشاف البنسلين ،وعدم وجود أى علاج لأى عدوى تحدث سواء فى المستشفيات أو غيرها .
وقالت: "الحقيقة أن المضادات الحيوية تعالج الالتهاب البكتيري، ولكن من كثرة استخدام المضادات الحيوية فى غير محلها مثل استخدامها فى علاج أمراض البرد، والانفلونزا ، نجد أنها أصبحت لا تقوم بدورها فى العلاج ،وظهرت بكتيريا جديدة مقاومة للمضادات الحيوية الموجودة فى العالم ،موضحة أن 60 الى 70 % من المجتمعات تعالج أدوار البرد بالمضادات الحيوية ،رغم أننا نعلم جميعا أن أدوار البرد قد يكون سببها فيروسات ،ولا تستجيب للمضادات الحيوية ، لذلك فان اساءة استخدام المضادات الحيوية فى غير محلها نتج عنه أن الفيروسات والبكتيريا تقاوم هذه المضادات الحيوية وبدل ما نستفيد بالعلاج ،أصبحنا نضر الجميع بان تفقد المضادات الحيوية فعاليتها من كثرة استخدامها، ولذلك الرسالة موجهة لكل فرد فى المجتمع، وفى الــ 22 دولة باقليم الشرق المتوسط بضرورة التعامل بحرص شديد واستشارة الطبيب قبل تناول المضادات الحيوية، وعدم الضغط على الطبيب لكتابة المضادات الحيوية .
وأضافت، أن هناك أبحاث كثيرة تؤكد أن المريض لا يرتاح عند عدم كتابة الطبيب للمضاد الحيوى، ونتمنى أن تصل رسالتنا للجميع لكى نقاوم البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.
انتشار أنواع من البكتيريا كانت موجودة فى المستشفيات فقط
وأكدت الدكتورة رنا الحجة مديرة قسم مكافحة الأمراض المعدية والوقاية منها بالمكتب الاقليمى لمنظمة الصحة العالمية بالقاهرة ، أن هناك دراسات أكدت أن نسبة مقاومة المضادات الحيوية بلغت نسبة كبيرة جدا على مستوى إقليم شرق المتوسط ، مشيرة إلى أن هناك أنواع من البكتيريا معينة، وهى خطيرة ونخاف منها مثلبكتيريا " الميرسا و"CRE"سى ار اي ،وهى بكتيريا تسبب التهابات بالجروح، وبالدم ،والبول، موضحة أن هذه البكتيريا يلتقطها المريض من المستشفيات عادة ، وحاليا نجدها خارج المستشفيات ،وأصبحت موجودة فى المجتمع ، وذلك بسبب زيادة تناول المضادات الحيوية لكل الأمراض ،موضحة أن المضادات الحيوية ليس لها داعى إلا فى حالة التهاب ميكروبى ،وإذا كان هناك فيروس بسيط لا يتم علاجه إلا من خلال "البنادول" ،والراحة بالمنزل، وطبعا الأطباء يعلمون متى يمكن استعمال المضادات الحيوية، وعدم استعمالها ،والرسالة الأساسية هى أن المضادات الحيوية شىء قيم ،ولكن لابد من استعمالها بحرص شديد ،ولابد قبل تناول المضادات الحيوية استشارة الطبيب، ولا يمكن أخذ مضاد حيوى من تلقاء أنفسنا ،وتناوله عند الحاجة.
الأطباء عجزوا عن علاج انواع من الالتهابات مقاومة للمضادات
وأوضحت رنا الحجة، أن هناك دراسات وأبحاث لابد أن تجرى، وذلك للتوصل لأنواع جديدة من المضادات الحيوية تعالج البكتيريا الموجودة حاليا ، مضيفة أنه بحلول عام 2050 ، فإن نسب الوفيات الناتجة عن مقاومة المضادات الحيوية تفوق عدد الوفيات الناتجة عن كافة أنواع السرطانات، حيث يوجد حاليا التهابات بالمستشفيات عجز الأطباء عن علاجها.