خبراء : إغلاق القنوات بأحكام قضائية "عار"
غريب : نحن فى عصر إعلام "جوبلز"
زارع : بعض القنوات خرجت عن المألوف ولا تحترم المشاهد
عبدالله عويس
لا شك أن الإعلام المصرى لعب دورا كبيرا فى الأحداث الماضية بدءا من ثورة يناير وحتى يوليو ..تباينت النسبة المُعطاة من الحرية فى الفترات السابقة والحالية ففترة اتسمت بالرقابة الشديدة وأخرى اتسمت بانتقاء ما يحلو لها وأخرى أطلقت فيها الحريات بشكل مطلق ولا شك بأن الإعلام لم يكن بحال جيد فى هذه الفترات كلها .. إذا فما الضابط الذى من خلاله نحكم على العمل الإعلامى من.. هل هو حرية أم هناك مغالاة فى استخدام الأطر الإعلامية دون حساب لرد الفعل .. وهل يجوز فى عصر الحريات أن تغلق القنوات بأحكام قضائية أو بتدخل من السلطة أو وقف بعض البرامج أو بعض المذيعين بحجة الحفاظ على الأمن العام .. وكيف الخروج من هذه الأزمة الإعلامية الراهنة وما هو مصير الإعلام المصرى إذا استمر بهذا الشكل الذى هو عليه ؟
من جانبه قال الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة والخبير الإعلامى: أنا ضد عملية إدخال القضاء فى إصدار أحكام قضائية على قنوات فضائية لأن الأمر بهذا الشكل يضر بحرية الإعلام والرأى والتعبير وأتصور انه من الملائم والمفيد أن يتم تفعيل لجان الرصد والتقييم لتقييم أداء الفضائيات تقييما يتسم بالمهنية والموضوعية وأن تشكل هذه اللجنة من كبار الإعلاميين والمتخصصين وأن تكون هذه التوصيات والقرارات الصادرة من هذه اللجان تتسم بالتدرج فى العقوبة ابتداءً من الغرامات المالية للمخطئين أو وقف المذيع المخطئ لمدة معينة أو إغلاق القناة لمدة زمنية محددة أو إغلاقها بشكل نهائى إذا ما تكرر الخطأ .
وأضاف العالم :الأخطاء الإعلامية متعددة وقد يكون الخطأ من مذيع فما ذنب الباقى وقد يكون الخطأ ضار بالجمهور محدودا وقد يكون متكررا وعظيما وبالتالى لا يمكن أن يتم قصر الحكم على الفضائيات فى إطار من الأحكام القضائية لأننا بهذا الشكل لن نحل أى مشكلة ولن نطور الأداء الإعلامى .
ورأى الخبير الإعلامى بأن هذه اللجان ستقيم آداء الإعلاميين وبالتالى سيعرفون أخطاءهم لأن الذى يأخذ القرار خبير إعلامى والتدرج فى العقوبة مطلوب لأن هناك افتراض أولى أن الخطأ فى الإعلام ليس مغرضا أو مقصودا ولكنه خطأ جاء نتيجة الحرص على حرية التعبير والرأى وممارسة مهنية معينة فى مجال الإعلام أما إذا تبين العكس فالعقاب إذا هو القرار .
واستنكر العالم رفع أحكام قضائية تجاه بعض القنوات لإغلاقها أو عودتها قائلا هذا الأمر لن يفيد المشاهدين ولن يفيد فى تطوير أداء الإعلاميين
وطالب بتطوير أدوات الرصد والتقييم والتحليل للجان المتخصصة فى إطار تفعيل سياسة المجلس السمعى المرئى .
وقال إننا اليوم نرى بعض القنوات بلا ضبط كبعض الإعلاميين وبعض الإعلانات التى تروج للمنشطات والأدوية بما يضر بالصحة مرورا ببعض الإعلاميين الذين يخطئون أخطاء فادحة يوميا فلا بد من ضبط كل هذه الأشياء قبل أن نفاجأ برفع دعوات قضائية لإغلاق بعض القنوات .
أما الدكتورسعيد غريب أستاذ الصحافة بجماعة القاهرة فقال : المسألة اكبر من غلق القنوات فقد وصلنا لحرق الإنسان .. المشاكل أكبر من الإعلام الذى لن يصلح فى مثل هذه الظروف باى حال والآن لايوجد إعلام فى مصرإنما يوجد إعلام جوبلز .
وأكد على إن الإصلاح الإعلامى متوقف على الإصلاح السياسى فى المقام الأول فالاعلام فى مصر كان دوما على مر التاريخ لسان السلطة وأداتها الفعالة فى تشكيل الرأي العام الذي يؤيد السلطة ونظامها الحاكم.. باستثناء فترة مرسي لأن مرسي لم يحكم فكان الإعلام لسان من يحكمون وهم أجهزة الدولة العميقة .
وعن مستقبل الإعلام المصرى قال أستاذ الصحافة سيستمر الإعلام المصري هكذا لسان من يحكم ومضلل للشعب طالما لم تتحول مصر إلى دولة مدنية تعيش ديموقراطية حقيقية آنذاك يوضع ميثاق شرف إعلامي يلتزم به الجميع يضع الضوابط بين الحرية المطلقة والحرية التى لها ضوابط .
أما الدكتور أحمد زارع الأستاذ بكلية الإعلام بجامعة الأزهر وعميد كلية الإعلام بجامعة الأقصى الأسبق فيقول إن العمل الإعلامي يجب أن لا تكون عليه أية قيود مطلقا ولكن هناك استثناء فى حالات الأمن القومى وما يهدد الأمن العام وسلامة المجتمع وفى هذه الحالة يجب التدخل لوضع قيود للصالح العام ويكون التدخل بحساب وبقدر معين ولكن أن يكون التدخل لهوى شخصى أو لهوى حزبى أو هوى من أحد هنا أو هناك أو تقييد حرية الأشخاص وليس للمصلحة العامة فهذا ما لا ينبغى وجوده .
وأضاف زارع أن الذى يتدخل لوضع القيود المقننة ليس الجهات الأمنية ولكن عبر مجلس إعلامي يفهم بالعمل الإعلامى لأن الإدارة الأمنية لها فكر أمنى بحت لكن الإدارة الإعلامية تفهم العمل الإعلامى ومارسته من قبل وهي الأقدر على الحكم على العمل هل أضر بالصالح العام أم لا .
واستنكر زارع بعض ممارسات الإعلاميين على بعض الشاشات قائلا : لا يحترمون القيم المصرية ويتفوهون بألفاظ لم نكن نسمعها على الشاشات من قبل .. يجب أن تكون هناك شاشات مصرية تحترم المشاهد المصرى المحافظ والذى لديه القيم والثوابت الحميدة .