قنصل الصين بالإسكندرية خلال حواره مع زهرة التحرير: لقاء الرئيسين السيسي وشي جين بينغ عكس قوة وعمق العلاقات بين البلدين .. بكين الشريك التجاري الأول للقاهرة ونتطلع لزيادة استثماراتنا المستقبلية .. الشركات الصينية شيدت أول قطار كهربائي في مصر .. ميناء أبو قير الجديد من أكبر المشروعات الاقتصادية وسيوفر الآلاف من فرص العمل للشباب
د.منال أيوب خلال إجرائها حوار زهرة التحرير مع السيد / يانغ يي، قنصل عام دولة الصين بالإسكندرية
أصبحت الصين الشريك التجاري الأول لمصر حيث سجل حجم التبادل التجاري بين البلدين 20 مليار دولار أمريكي خلال العام الماضي، وتضاعف خلال السنوات العشر الماضية، وهذا انعكاس لعمق قوة العلاقات التاريخية بين البلدين، ومؤخرًا التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي نظيره الصيني شي جينبينغ على هامش فعاليات القمة العربية الصينية التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض حيث أعرب الرئيس الصيني عن تطلع بلاده لتنويع أطر التعاون بين القاهرة وبكين لا سيما في الشراكة التجارية بين البلدين، وفي تلك السياقات أجرينا حوارًا صحفيًا مع يانغ يي، قنصل عام دولة الصين بالإسكندرية:
سعداء للغاية بإجراء هذا الحوار معكم مُجددًا، الرئيس عبد الفتاح السيسي التقي نظيره الصيني على هامش القمة العربية الصينية بالسعودية، كيف رأيتم هذا اللقاء؟
أهلا بكم، نعم لقد كان لقاءً مُثمِرُا للغاية، الرئيس الصيني شيجينبغ هنأ الرئيس عبد الفتاح السيسي بنجاح القمة المناخية في شرم الشيخ، كان مؤتمرًا هَامًا وجاء في توقيت استثنائي في ظل الأوساط الدولية المعقدة، ويُعد حدث رفيع المستوى لتعزيز التعاون بين البلدين نحو رؤية مشتركة.
الرئيسان ناقشا الكثير من الملفات الإقليمية والدولية والاقتصادية، وكيفية تعزيز الشراكة التجارية بين البلدين، الرئيس شيجينبنغ أعرب عن تطلعه لتنويع أطر التعاون وأيضًا زيادة حجم الصادرات المصرية للصين.
العلاقات المصرية الصينية تزدهر يومًا بعد يوم، كيف ترى مستقبلها؟
التبادل التجاري بين البلدين سجل 20 مليار دولار أمريكي خلال العام الماضي، وتضاعف في السنوات العشر الماضية، وبكين أصبحت الشريك التجاري الأول للقاهرة خلال 5 سنوات متتالية.
الصين دائمًا ما تدعم مصر في كافة المجالات، رؤيتنا المستمرة نحو مصر تكمُن في الحفاظ على أمنها وسلامتها واستقلالها وتحقيق مصالحها الجوهرية من أجل التنمية، مهتمون بالاستثمار في المشروعات القومية في مصر حيث قامت الشركات الصينية بتشييد أول سكة حديد مكهربة تربط بين العاشر من رمضان والقاهرة حتى العاصمة الإدارية الجديدة إضافة إلى المدينة الصناعية الكبرى بالسويس «تيدا» التي تُعد إحدى أهم المناطق الاستثمارية الصينية في مصر حيث يوجد شركة «جوشي مصر» لإنتاج الفايبر جلاس، وتعد مصر ثالث أكبر دولة في العالم في هذا القطاع الحيوي.
في قطاع الصحة، البلدين لديهما تجربة ناجحة للغاية في مجال صناعة اللقاحات ضد فيروس كورونا، وأيضًا في مجال تغير المناخ وكان ذلك من خلال مؤتمر COP 27، وفي مجال الطاقة المتجددة هناك استثمارات هائلة بيننا.
الصين تتطلع إلى مزيد من التعاون الأممي مع مصر للحفاظ على السلم والأمن الدوليين لا سيما في الدول النامية.
بوجه عام، أقول لكم إن بكين ترغب في تعميق العلاقات الاقتصادية والشراكة التجارية مع القاهرة من خلال مبادرة الحزام والطريق.
وماذا عن التعاون بين البلدين في مجال التكنولوجيا؟
يوجد تعاون كبير من خلال شركة هاواووي الصينية التي لديها تكنولوجيا خاصة بها، ولديها استثمارات كبيرة في كافة البلاد أيضًا.
والقطاعي السياحي؟
القمة العربية الصينية ناقشت سُبل تعزيز التعاون في هذا المجال، نُعدل سياستنا الوقائية تجاه كورونا من أجل تدفق أعداد كبيرة من السائحين الصينيين لمصر ونتوقع ذلك في المستقبل، وستقوم الصين بتدريب 1000 موظف مصري في 500 شركة سياحية.
والتعاون العسكري؟
نعم، يوجد تعاون في المجال العسكري، هناك تدريبات مشتركة بين القوتين البحريتين في جيشي البلدين، والأعمال المشتركة الثمانية للأمن والاستقرار في هذا الإطار، وبين القوات المسلحة الصينية ونظيرتها العربية لحفظ الأمن البحري.
هل هناك جامعة صينية في مصر؟
لا يوجد ولكننا نسعى إلى تعزيز التعاون في المجال التعليمي، لدينا معهد كونفوشيوس بجامعة القاهرة لتعليم اللغة الصينية، وأيضًا تبادل بين جامعات البلدين لبعثات الأساتذة والطلاب، وكثير من الطلاب الصينيين يقومون بدراسة اللغة العربية الآن.
نرغب في التعرف على الاستثمارات الصينية في الإسكندرية؟
هناك مشروعات جارية الآن بالفعل، بينها ميناء أبو قير الجديد ومحطة الحاويات، وهو من أكبر المشروعات الاقتصادية، سيتم الانتهاء من مرحلته الأولى في سبتمبر 2023 على أن يتم الانتهاء من المشروع بالكامل في 2024، سيُوفر الآلاف من الوظائف وفرص العمل المختلفة للشباب وسيرفع القيمة الاقتصادية لمنطقة أبو قير بأكملها.