إبراهيم خليل إبراهيم:-

الإنسان مهما طال عمره أو قصر فسوف يرحل إلى الدار الآخرة وهناك من يفقد والده أو أمه  أو يفقدهما وهو في سن صغيرة فيصبح من اليتامى واليتم في اللغة هو الانفراد واليتيم  هو من فقد أباه قبل البلوغ واللطيم هو من فقد أبويه معا أمه وأباه وكفالة اليتيم من الأمور التي حث عليها ديننا الإسلامي وكفالة اليتيم ليست  ماديا فحسب بل الكفالة تعني القيام بشئون اليتيم من التربية والتعليم والتوجيه والنصح والقيام بما يحتاجه من حاجات تتعلق بحياته الشخصية من المأكل والمشرب والملبس والعلاج ونحو هذا وتعتبر كفالة اليتيم من أعظم أبواب الخير وقد جاءت آيات القرآن الكريم دالة على بيان فضل رعاية اليتيم وعظم أجر كافله.

في القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تحدثت عن اليتيم ومنها قوله تعالى في الآية 83 بسورة البقرة : ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ ) وفي الآية 2 بسورة النساء : ( وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا ) وفي الآية 10 : ( إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ) وفي الآية 17 بسورة الفجر : ( كلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ ) وفي الآية 9 بسورة الضحى : ( فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ) وأوردت السنة النبوية الكثير من الأحاديث في فضل كفالة اليتيم والإحسان إليه منها : ( عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما ) رواه البخاري وفي حديث أبي هريرة رضيىالله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ( إن أردت أن يلين قلبك فأطعم المسكين وامسح رأس اليتيم )

إن كفالة اليتيم تكون بضمه إلى أسرته والإنفاق عليه وتربيته وتأديبه حتى يبلغ وهذه الكفالة هي أعلى درجات كفالة اليتيم حيث إن الكافل يعامل اليتيم معاملة أولاده في الإنفاق والإحسان والتربية وغير ذلك فالصحابة رضي الله عنهم كانوا يضمون الأيتام إلى أسرهم.

أذكر هنا أن أحد الزملاء كان يبلغ من العمر 10 سنوات وفقد والده وبعد سنة فقد أمه وأثناء الاحتفال بيوم الأم بكى بشدة ولكن خالته قالت : أنا أمك وكل أمهات مصر أمك وكلنا سوف نرحل عن الحياة الدنيا لأن البقاء والخلود لله تعالى ولذا أقبل الزميل على الدراسة أكثر وذاكر واجتهد وحصل على الشهادة الإعدادية بتفوق ثم الثانوية العامة بمجموع كبير فالتحق بكلية وتخصص في مجال الأطفال وفتح عيادة وكان يكشف على اليتامى بالمجان بل يسدد ثمن الأدوية من ماله ، وقبل أن نفترق أذكر هنا مقاله الشاعر عبد الرحمن العشماوي :

انظرْ إلى وجه اليتيمِ، ولا تكنْ

 إلا صديقاً لليتيمِ حميما

وارسمْ حروفَ العطف حَوْل جبينهِ

 فالعَطْفُ يمكن أنْ يُرى مرسوما

وامسح بكفِّكَ رأسه سترى على

كفَّيكَ زَهْراً بالشَّذَا مَفْغُوما

ولسوف تُبصر في فؤادكَ واحةً

 للحبِّ تجعل نَبْضَه تنغيما

ولسوف تبصر ألفَ ألفِ خميلةٍ

 تُهديك من زَهْر الحياةِ شَميما

ولسوف تُسعدكَ الرياضُ بنشرها

وتريكَ وجهاً للحنانِ وسيما .