الإحترام فى العلاقات.. أسئلة وإجابات!
بقلم: العميد محمد سمير
تعرف العلاقات الإجتماعية بأنها الروابط الموجودة بين الناس بدافع التعامل المستمر فيما بينهم، وتتميّز هذه العلاقات بأنّها لا تقوم على تبادل المصالح والمنافع المادية، بل تقوم على المنافع المعنوية كإشباع رغبة الإنسان في التواصل مع غيره، بالإضافة إلى تكوين دائرته الخاصة من الأشخاص الذين يجدهم عندما يحتاجهم.. وهى تتضمّن العلاقات بين شركاء الحياة، والأصدقاء، والجيران، بالإضافة إلى زملاء العمل، وتعتبر العلاقات الإجتماعية مهمّة جدّاً في حياة كل إنسان، لما تضفيه من بهجة وسعادة ومعانٍ إلى حياته وشخصيته.
ولكى تكون هذه العلاقات سوية، وناجحة، ومستمرة، فإنه من المهم للغاية أن نجيب على الأسئلة الآتية:
1- هل يغنى توافر الحب فى العلاقات عن تواجد الإحترام؟..
مما لا شك فيه أن الاحترام من العوامل الأساسية والمهمة لبناء العلاقات العاطفية الصحيّة بين الأفراد، فهو مرتبط بشكلٍ رئيسي مع الحب، لأنه يعتبر ببساطة هو أحد نتائجه، حيث إنّ انعدام الاحترام يؤدي إلى حدوث خللٍ وشرخ مؤكد في العلاقة، بالإضافة إلى ذلك فإنّه لابد أن يكون متبادلاً بين الطرفين، لأنه هو الأساس في جميع العلاقات الإنسانية، لذلك يجب إعطاء الأولوية له عند تكوين العلاقات، حيث يمنع الاحترام الشخص من ارتكاب الأخطاء، أو القيام بالتصرفات التي قد تؤذي الشريك وتجرح كرامته، فالاحترام يساعد على تعريف الشريك بالحدود التي لا يجب تجاوزها، والتداعيات التي ستنتج عن مثل هذه التجاوزات.. والإحترام يفرض على الشريكين حال الاختلاف فى وجهات النظر أن يتعاملا معًا بأدبٍ وتهذيب، وعدم تجاوز للحدود، مثل الصراخ، أو التلفظ بالشتائم، أو ممارسة الإبتزاز العاطفى عن طريق التهديد المتكرر بإنهاء العلاقة على أتفه الأسباب.. لذلك فالعلاقات مثل الطائر لا يمكن أن يحلق بجناح الحب فقط، وإلا سيصبح طائر كسيح سيتحتم سقوطه أرضًا.. لذلك يبقى الاحترام سيدًا فى كل العلاقات.
يقول "نزار قبانى":
"إذا كنت لا تتقن الاحترام، إياك أن تتحدث عن الحب".
ويقول "غاندى":
عندما تكون على حق تستطيع أن تتحكم فى أعصابك، أما إذا كنت مخطئًا فلن تجد غير الكلام الجارح لنفرض رأيك".
2- متى يستحيل إستمرار العلاقات؟..
فى حال إصرار أحد طرفى العلاقة على تكرار ممارسة نفس أخطائه المسيئة لعشرات المرات، دون أن يحاول أن يضع حدًا أو سقفًا لهذه الأخطاء التى تنال من كرامة الطرف الآخر.
يقول "تشي جيفارا":
"إنسى الخطأ فى المرة الأولى، وسامح فى الثانية، وارحل فى الثالثة ولا تلتفت".
ودعنى أطلب منك يا صديقى أن تزيد على ما نصح به جيفارا ليصبح مائة مرة بدلًا من ثلاثة حتى تكون قد أديت واجبك كاملًا فى الصبر عل المكاره أمام الله سبحانه وتعالى.
3- متى يطلق على إنهاء العلاقات غدرًا، ومتى يطلق عليها حتمًا وواجبًا؟..
حال كون الخطأ الذى يصدر من أحد الأطراف بسيطًا، وتكراره قليل ولم يتم لفت نظر هذا الطرف من قبل لما يرتكبه من إساءة، يصبح إنهاء العلاقة فى هذه الحالة غدرًا بكل تأكيد.. أما حال أن الخطأ الذى يصدر يكون جسيمًا، ومتكررًا، ولفترة طويلة تصل لعدة سنوات، فلابد هنا لكى نكون منصفين وعادلين أن نسأل أنفسنا سؤالين حاسمين:
الأول:
هل من المنتظر أن يتغير سلوك الطرف المسىء فى المستقبل؟.. فإذا كانت الإجابة بنعم.. هنا لابد من التسامح واستمرار العلاقة.. أما إذا كانت الإجابة بلا.. فهنا يبرز السؤال
الثانى:
هل الطرف الذى يتم الإساءة إليه لديه إستعداد لأن يتحمل المزيد من الإساءات مرة أخرى؟..
فالطبع إذا كانت الإجابة بلا..فقولًا واحدًا يجب هنا إنهاء هذه العلاقة فورًا أيًا كان نوعها.. وهنا يتحمل المسئولية كاملة أمام الله جل وعلا الطرف الذى يرغب فى أن يستمر الآخرين فى تحمل إساءاته إلى ما لا نهاية، دون أن يحاول هو أن يعالج أخطاؤه.
يقول الإمام "على بن أبى طالب":
"الأدب لا يباع ولا يشترى، بل هو طابع فى قلب كل من تربى".
نقلًا عن فيتو