راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

التسرب من التعليم.. أزمة بلا حل !

طلاب

هاجر هلال:

تسرب الطلاب من التعليم.. تعد مشكلة كبيرة من أخطر الآفات التى تواجه العملية التعليمية؛ ومستقبل الأجيال فى المجتمعات, لكونها إهدار تربوى لا يقتصر أثره على الطالب فحسب, بل يتعدى ذلك إلى جميع نواحى المجتمع, فهى تزيد معدلات الأمية والجهل والبطالة, وتضعف البنية الاقتصادية والإنتاجية للمجتمع والفرد وتزيد الاتكالية والاعتماد على التغير, كما تفرز للمجتمع ظواهر خطيرة؛ كعمالة الأطفال واستغلالهم وظاهرة الزواج المبكر, الأمر الذى يؤدى إلى زيادة حجم المشكلات الاجتماعية, كانتشار السرقات, والاعتداء على ممتلكات الآخرين, مما يؤدى إلى زيادة حجم المشكلات الاجتماعية, وبالتالى ضعف المجتمع وانتشار الفساد فيه.
وتعد هذه المشكلة إحدى المشكلات الدراسية الأكثر انتشارا, و يترتب عليها العديد من المشكلات الأخرى, وتختلف تلك المشكلات من مجتمع لأخر, وفقا للظرف الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية, وفى مجتمعنا المصرى تمثل هذه المشكلة نسبة كبيرة بين الإناث عن الذكور.
وتشكل مشكلة التسرب عائقا اجتماعيا على قدر كبير من الخطورة, مما يؤثر على الحقوق الأساسية للإنسان فى الحصول على الحد الأساسى من التعليم, وما يصاحب ذلك من فقد الحقوق الأساسية الأخرى, ومنها "فرص العمل- التمتع بمستويات صحية واجتماعية واقتصادية ونفسية لائقة", مما ينعكس على معدلات التنمية البشرية, فالتسرب من التعليم يعد إهدار للموارد البشرية والاجتماعية.. وهذا ما دفع "زهرة التحرير" لرصد هذه الظاهرة و معرفة الأسباب الحقيقية, وراء تلك المشكلة..
فى البداية قال الدكتور سمير النيلى, مدير عام إدارة غرب التعليمية بالإسكندرية, إن للتسرب أسباب عديدة متشبعة ومتداخلة تتفاعل مع بعضها لتشكل ضغطا على الطالب, تدفعه إلى التسرب والسير فى طريق الجهل والأمية, حيث تتمثل هذه الأسباب فى؛ تدنى قدرة بعض الأسر فى توفير الوجبات لأبنائها؛ وبالتالى تلجأ تلك الأسر إلى إرسال أبنائها للمدرسة بهدف حصول أبنائها على الوجبة المدرسية وليس بهدف التعليم, وبعدها  يهرب من المدرسة, ومن الأسباب التربوية أيضا, سوء معاملة المعلمين للأبناء, مما يترتب عليه رعب الطلاب من المدرسة, بجانب ضعف المستوى التعليمى للطالب, وذلك بجانب صعوبة المناهج, وطرق التدريس التقليدية, وتعقيد الامتحانات, والرسوب المتكرر, وعدم تحقيق احتياجات الطالب داخل المدرسة, وأيضا عدم توافر الأنشطة داخل المدرسة, وإتباع النظام التقليدي للتعليم.
وأكد النيلى أنه كانت هناك تجربة فى الإسكندرية تسمى "إدارة الحد من التسرب" وتتمثل فى مواجهة التسرب من التعليم قبل وقوعه, ولاقت نجاح بالفعل من قبل وزارة التربية, ولكن لم يكتب لها النجاح بسبب عدم الدعم و استهلاكها لميزانية ضخمة.
وقال الدكتور هانى خميس أحمد عبده, أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة الإسكندرية, إن الأسباب الاجتماعية وراء ظاهرة التسرب, هى أن البيئة غير مشجعة لإتمام التعليم, وأمية الوالدين, وعدم حرص الأبناء على إتمام العملية التعليمة, ويتم توجيه الأبناء للعمل بغرض مساعدة الأسرة, لاكتساب مهارة توفر له فرصة عمل جاد, أو ما يسمى بالعمل الحر!.
وأشار الدكتور عبد الفتاح ماضى, أستاذ  العلوم السياسية بكلية التجارة جامعة الإسكندرية, إلى أن الأسباب السياسية وراء تسرب الطلاب من المدارس ترجع إلى النزاع السياسى بين القوى السياسية, مما أدى إلى عدم استقرار المناخ, وبالتالى عدم الاستقرار داخل المدارس, مما يؤثر سالبا على إتمام العملية التعليمية.

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register