راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

الشعب المصري بين رصاصات "الإخوان" ومعتقلات "الداخلية"

 

 

 أحمد إبراهيم عصر

علي الرغم من المعاناة التي كان يعيشها الشعب المصري علي مر الأعوام الطويلة السابقة, وخاصة في فترة حكم المخلوع مبارك, ورغم قيام الشعب بثورة مجيدة نبعت من تلقائية شبابية وإصرارعلي التغيير لم يشهده العالم من قبل, وبالفعل تغير المشهد بعد ثورة يناير إلا إنه لم يتغير بالنحو الذي كان يرغبه هذا الشعب الذي نزل غاضبًا وثار علي نظام فاسد وأسقط رأسه, فبعد أن كان الشعب المصري يمارس ضده كل أنواع الاضطهاد والاستبداد من طرف واحد وكان الجميع بمثابة الدمية في يد مبارك ورجاله يحركونها كيفما يشاءون, بعد سقوط كل هذا وبعد مرور ما يقرب من الثلاثة أعوام علي الإطاحة بهذا النظام الطاغي نجد الشعب المصري مرة أخري يقع فريسة التصارع حول كراسي الحكم في مصر, ولكن هذه المرة لم يكن المصريون ضحية لطرف واحد فقط يتحكم في الجميع, وإنما أصبح ضحية لأطراف عدة وخصوم سياسية يتناحرون فيما بينهم ويريد كل منهم أن يستأصل الطرف الآخر ولن يكون ذلك في نهاية المطاف إلا علي حساب الشعب المصري الذي كان كل ذنبه خروجه للتعبير عن رأيه والذي ما زال يحاسب عليه حتى الآن بغض النظر عن هوية من يحاسبه.

سيناريو عبد الناصر يتكرر علي نطاق أوسع

ما نراه الآن لا يختلف كثيرًا عن موقف الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حيث قام مع أول خلاف نشب بينه وبين جماعة الإخوان المسلمين بفتح السجون لهم بل وقام بإعدام بعضهم وقتها, وما يحدث الآن قد يكون مؤشرًا لعودة هذا السيناريو مرة أخري إلا إنه هذه المرة لن يكتفي بجماعة الإخوان المسلمين, فمنذ أن تم فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بالقوة وما زالت حملات الاعتقالات مستمرة للمنتمين لجماعة الإخوان المسلمين وكل من كان يقف بجانبهم بل ومن يتظاهرون رافضين لهذا الفض ومطالبين بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي مرة أخري, فبخلاف أعداد ضحايا فض الاعتصام والذين لم يعرف عددهم بشكل نهائي حتى الآن إلا أن هناك اتفاق علي أنهم كُثر ويعدون بالمئات, بخلاف ذلك نجد مئات المعتقلين من الشباب وتقديمهم للمحاكمة فضلًا عن أعداد كثيرة تختفي بدون مقدمات ولا يتم العثور عليهم أحياء أو أموات, وهذا كله إن دل فإنما يدل علي أن مشهد عبد الناصر يتكرر الآن وبأكثر شراسة ولكن مع اختلاف الوجوه في الطرفين, وإن كنت أري أن إعادة هذا الأسلوب مرة أخري قد لا يجدي نفعًا وإنما سيكون ضرره أكبر من نفعه و لم تتدرك الحكومة والنظام الحالي أنه لا بديل عن الحل السياسي قبل فوات الأوان فقد لا تتمكن من السيطرة علي الوضع بعد ذلك لأنهم سيجدوا أنفسهم أمام جيل كامل تربي على حمل السلاح وعلم أن حقه لن يأتي سوي بالعنف.

الإخوان يحصرون الشعب بين "مؤيد" و "خائن"

ما تفعله الجماعات المتطرفة الموالية لجماعة الإخوان المسلمين وما تقوم به من عنف وقتل خاصة لضباط وجنود الشرطة والجيش, فإن هذا يشير إلي أن هذه الجماعات تضع الشعب المصري بين خيارين لا ثالث لهما, إما مؤيد لهم ولفكرتهم وراضيًا عن كل هذه التصرفات وفي هذه الحالة يكون المواطن أحد المهددين بالاعتقال في أي وقت من قبل الدولة, وإما خائن ينتمي إلي خصومهم السياسيين الذين يروهم أخطر عليهم من أعداء الوطن, وفي هذه الحالة تبيح هذه الجماعات قتل هذا المواطن الذي ينتمي إلي صفوف الأعداء!!, وبذلك نجد الشعب المصري محاصر بين كأسين كليهما مر وهوا الأمر الذي جعل الكثيرون يعودون مرة أخري إلي الامتناع عن الحديث في السياسية تخوفًا من هذا أو ذاك غير مطمئن علي مستقبل مصر التي أصبحت مثل قطعة اللحم التي يتخطفها الأسود الجائعة من أفوه بعضهم البعض.

لك الله يا مصر

ما وصلنا إليه الآن من ارتباك سياسي وتوتر وقلق ظاهر علي وجوه كل المصريين سواء المؤيدين لهذا التيار أو ذاك وسواء كان المواطن البسيط الذي لا يريد سوي الأمن والاستقرار الذي يجعله يعيش حياة هادئة , كل هذه لا يجعل أمامنا سوي اللجوء إلي الدعاء لمصر وأهلها, خاصة وأن الوضع الحالي لا تظهر عليه ملامح الخروج من الأزمة في وقت قريب, وإنما يظل التعنت والعناد والكبر هي السمات الرئيسية المعبرة عن المشهد, الأمر الذي قد يؤخر عودة الحياة إلي طبيعتها مرة أخري, فبعد أن عجز البشرعن حل أزماتهم بأنفسهم لم يكن لدينا بدا سوي اللجوء إلي رب هذا البشر لعله يستجيب لنا ويكشف عن مصر وأهلها السوء.

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register