اقتحامات ومطاردات وسيارات محترقة ..وخسائر تقدر بثلاثة ملايين جنيه

حسن فتحي عبد النعيم

تقع مدينة الغنايم ,على بعد 50 كيلو جنوب محافظة أسيوط ,آخر مراكز المحافظة ,على  الحدود مع محافظة سوهاج ,ويحتضنها الجبل الغربى ويحيط بها من جميع الجهات ,لا يتعدى سكانها 200 ألف نسمة ,وعلى الرغم من ذلك إلى أن أكثر من ربع سكانها يعملون بالخارج من الشباب والكبار .

  تتميز المدينة بطبيعة جبلية ,تغلب على سكانها ,ويلاحظ أنها أكثر مراكز المحافظة تأييدا ودعماً للرئيس المعزول محمد  مرسى ,بدءاً من الانتخابات الرئاسية التى جاء ترتيبها الثانى على مستوى المحافظة بأكثر من 90 بالمائة انتخبوه ,ثم الإعلان الدستورى  في نوفمبر الماضي، وكانت أعلى المدن تصويتاً بنعم على الدستور المعطل حالياً , بالإضافة إلى المشاركة في كافة المظاهرات التي تدعو لها التيارات الإسلامية .

ولكن سرعان ما تبدل حال المدينة من الهدوء إلى موجات من التقلب المستمر ,بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة ,فى الرابع عشر من أغسطس,وما شهدته المدينة من خراب ودمار وسط ضجر المواطنين وقوات الأمن عقب حريق مركز الشرطة ,وبعض المنشآت الهامة.

   اقتحام مركز الشرطة ومطاردة الضباط  وحرق 12 سيارة بداخله

   يروي"إيهاب سعد" أحد سكان المدينة ماحدث  تزامناً مع  فض الميادين بالقوة  قائلاً : قام المئات من الأهالي بالتجمع أمام مسجد الفردوس بالميدان ، لتنظيم مسيرة تجوب الشوارع ثم تنطلق بعد ذلك  إلي مركز الشرطة للرد علي ما فعلته الداخلية ، وبالفعل تجمهر الآلاف أمام مركز الشرطة بعد وصول مسيرة أخري من قرية المشايعة .

بدأت قوات الأمن بإطلاق الغاز الكثيف تجاه الأهالي ثم تطور الأمر لاستخدام الأسلحة النارية بين الطرفين  ،الضباط وأفراد الأمن كان رد فعلهم  ضعيفا جدا في المقاومة ،فجميعهم لزم الهرب من السور الخلفي للقسم  بعد مصرع مواطن من ناحية الغنايم غرب وإصابة 24 آخرين ، مما زاد من تصميم الأهالي علي  اقتحام القسم ونهب محتوياته وإشعال النيران في 8 سيارات شرطة و4 سيارات أهالي كانت ضمن المضبوطات وإتلاف المبني بالكامل بعد إضرام النيران  .

حرق مجمع المحاكم ومبنى الشهر العقاري والسجل المدني وفرم المستندات

بعد ما تحولت المدينة لساحة من الانفلات الأمني لم تشهده من قبل,استغل الصبيان وأصحاب المصالح  الوضع،وقاموا  باقتحام مجمع المحاكم والسجل المدني والشهر العقاري وإضرام النيران في المستندات والتخلص منها وتخريب طابقين بمجلس المدينة ، كأن الأمر مخطط له من قبل .

يوضح "محمد مراد "موظف بالشهر العقاري : أثناء تواجدنا في مكان العمل بالقرب من مركز الشرطة وردت لنا أنباء عن تجمهر المواطنين بالخارج ، قمنا بإغلاق النوافذ والأبواب ولكن الغاز المسيل للدموع كان سيد الموقف فقمنا بالفرار من الباب الخلفي للمحكمة بمساعدة أحد قيادات التيار الإسلامي بالمدينة ،وسمعنا بعد ذلك أنه تم اقتحام وتكسير أبواب مكان عملنا وسرقة أجهزة الكومبيوتر وإتلاف محتوياته .

سرقة مخازن الإدارة الزراعية ومحتويات 3 مدارس على هامش الأحداث

أشار" شوقي خليفة " مدير الإدارة الزراعية بالمدينة أن المسروقات شملت 22 مواتير  متنوعة  تستخدم في حملات رش المبيدات الحشرية والمخصبات الزراعية وكذلك الدراجات البخارية الخاص بالعاملين ،فضلا عن سرقة جميع محتويات إدارة التعاون من أثاث وخزن  وإشعال النيران في بعض الأجزاء وتم السيطرة عليها .

ويضيف  "خلف خليفة " مسئول قسم المخازن بالإدارة الزراعية,أثناء تواجدنا بمكان العمل  شاهدنا العشرات من الشخصيات المجهولة عن المنطقة والصبية ،وبأيديهم الأسلحة النارية والبيضاء ،يقومون بتسلق الأسوار مستغلين هروب الخدمة الأمنية من قبل المركز، وقاموا بفتح المخازن بعد مطاردة الموظفين بالأسلحة وسرقة كميات المخدرات .مضيفا أن الكميات المتواجدة منذ عدة سنوات تزيد عن 3 طن من نبات البانجو أحراز 5 مراكز .

وفي نفس السياق قال "سامي المصري"  مدير الإدارة التعليمية أنه أثناء اقتحام مركز الشرطة وتواجد أعداد كبيرة من المواطنين ،قام العشرات من الصبية  مستغلين الوضع ،باقتحام المدارس الموجودة بمحيط المركز والمحكمة وهي المدرسة الثانوية بنين والثانوية بنات والمدرسة الابتدائية ، وسرقة الأجهزة الكهربائية وإتلاف بعض المحتويات  من نوافذ وأبواب، وتم إخطار المديرية ومديرية الأمن لاتخاذ اللازم  .

3 مليون جنيه خسائر أولية فى المنشآت التالفة

وأكد المهندس "فراج محمد أحمد " رئيس المدينة أن الخسائر المبدئية ,بلغت مليون جنيه قيمة تلفيات المحكمة الجزئية,ومليون جنيه خسائر حريق مركز الشرطة ،و250 ألف جنية تلفيات مجلس المدينة ،وكذلك 270ألف جنية سرقة محتويات المدرسة الثانوية بنين والثانوية بنات والابتدائية المشتركة بالغنايم بحري.

 فضلاً عن 150ألف قيمة سرقه 22 موتور رش ,والأسمدة والمبيدات والدراجات البخارية بالإدارة الزراعية ،و50ألف جنية سرقة محتويات نقطة دير الجنادلة ،و30ألف جنيه أدوات وأبواب التعاون الزراعي ، مضيفاً أنه جاري إدراج باقي الخسائر في باقي المنشآت .