برلماني: أصول "التربية والتعليم" غير المستغلة تقدر بالمليارات
طالب الدكتور محمد فؤاد، عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي، بعدد من الإصلاحات التي يجب أن يولي لها اهتمامًا كوزير يؤمن بأن لديه فكر ورؤية مختلفة عمن سبقوه، خاصة مع ما طرحه الوزير من خطط يسعى إليها لإصلاح المنظومة بتطوير أداء المعلمين والمناهج.
وأوضح فؤاد، أن الوزارة عليها أن تبدأ بالنظر إلى جانب تطوير المناهج وتدريب المعلمين إلى الأصول غير المستغلة التابعة لها، حيث أن تلك الأصول بدلاً من أن توفر عائد يمكن من خلاله الصرف على الوزارة، فإنها تُكلفها مصروفات إضافية، حيث تبلغ تكلفة الأصول التابعة لوزارة التربية والتعليم ملايين الجنيهات مقابل إدارتها، في حين أن العائد منها لا يتعدى المليون الواحد، وذلك كجزء من المليارات التي تضيع مع الأصول العديدة غير المستغلة، وذلك ضمن خطة الدولة وما تقوم به حالياً بالقضاء على التعديات على أراضي وممتلكات الدولة من جهة، وما يجب القيام به باستغلال أصول كل قطاع ليتمكن من سداد ديونه من خلال ما يمتلكه من جهة أخرى.
وأوضح فؤاد، أن تلك الأصول تتنوع بين مباني مدرسية مؤجرة لجهات خارجية بأثمان زهيدة، وبين مراكز تدريبية وملاعب فقدت الوزارة السيطرة عليها رغم أنها خاضعة لملكيتها، فضلاً عن عشرات الشقق والمباني السكنية، وعلى سبيل المثال المدينة التعليمية، والقرية الكونية، والمجمع التعليمي بالإسماعيلية، والمراكز الرياضية التابعة للوزارة، بالإضافة إلى المدينة العلمية الاستكشافية "ديسكفرى سيتى"، بالإضافة إلى أصول برأس البر والأقصر ومطروح والإسكندرية.
وأوضح فؤاد، أن هناك أصول مدرسية للتربية والتعليم لا تستطيع إعادتها، ومنها مساحة 8 أفدنة تسمى أرض الرأس السوداء بالإسكندرية، وهي مملوكة لمدرسة ليسيه الحرية، ومقام عليها حالياً مباني سكنية وحدائق، واستحوذ عليها الأهالي بعيداً عن التربية والتعليم.
وأضاف عضو لجنة الخطة والموازنة، أن من أهم أصول وزارة التربية والتعليم مدارس المعاهد القومية التابعة لجمعية المعاهد القومية والتي يبلغ عددها 39 مدرسة على مستوى الجمهورية تقام الواحدة منها على عدة أفدنة، والتابعة قانوناً إلى الوزارة، وهذه المدارس منشأة في أرقى المناطق بالقاهرة والجيزة والإسكندرية والمنيا وبورسعيد، ومنها المدرسة الفرنسية بالمعادي، التي كانت تستغلها السفارة الفرنسية لتعليم أبناء الجالية الفرنسية بالقاهرة، وتضم المدرسة الواحدة من هذه المدارس عدة مبان في فراغ كبير، وبعضها يمتلك العديد من الفصول المغلقة لأنها تلتزم بقبول عدد محدود من الطلاب، ولا تستغل هذه الفصول.
وأشار فؤاد، إلى "نُزل الطلاب" المملوك للوزارة والواقع بشارع إسماعيل أباظة، ويضم أربع شقق، وكان في الماضى يستخدم للطلاب القادمين من المحافظات البعيدة للمشاركة في المسابقات التي كانت تقيمها الوزارة، وكذلك نزل الطلاب بالأقصر، وهو مبنى كبير يضم مطعماً ومكتبة، ولكنه مغلق رغم أنه يقع في منطقة من أرقى مناطق الأقصر، وكذلك الحال في نزل أسوان.
وأشار فؤاد، أن المجمع التعليمي بالإسماعيلية مثلاً يبلغ مساحته 140 فدان، وأنشئ فى منتصف الثمانينيات، من خلال جمعية خيرية كويتية، وكان الهدف منه أن يكون مؤسسة تعليمية من المرحلة الإبتدائية وحتى درجة الدكتوراة، وتكلف إنشاؤه مليارى جنيه، ويضم عدد من الفنادق والقاعات التي يمكن استغلالها بشكل يدر الكثير من الموارد المالية التي تساهم في تطوير المنظومة التعليمية، بالإضافة إلى المراكز الرياضية المنتشرة في المحافظات المختلفة التي لا تحقق الهدف من وجودها في تأسيس جيل رياضي، حيث أن تلك المراكز خالية من أي أنشطة والبعض منها قد توقف العمل بها.
وأضاف فؤاد، أن القرية الكونية التابعة لوزارة التربية والتعليم تأتي ضمن أصولها الغير مستغلة، والتي أعلنت اللجنة الخاصة بحصر الأصول أنه قد تم اتخاذ قرار ببيعها، والتي تم تأسيسها كقرية ثقافية علمية ترفيهية تاريخية على مساحة 190 فدان بمدينة السادس من أكتوبر، وبدأ جهاز الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة فى بنائها عام 2007 بتكلفة مادية تقترب من 355 مليون جنيه من ميزانية وزارة التربية والتعليم، وكان المشروع هدفه تطوير منظومة التعليم في مصر، ولكنها الآن متوقفة عن العمل بعد حادثة غرق أحد المواطنين بالبحيرة الموجودة بالقرية.
وأوضح فؤاد، أن أصول التربية والتعليم تمتد لتشمل عدد من المعسكرات في أماكن ومحافظات مختلفة، ومنها، معسكر حلوان الذي تبلغ مساحته 200 فدان، وتسيطر عليه جامعة حلوان، رغم أنه مملوك للتربية والتعليم، وجميع سندات الملكية الخاصة به توجد في إدارة التربية الرياضية، والأغرب أن التربية والتعليم تدفع قيمة استهلاك المياه والكهرباء في المعسكر المستغل من قبل جامعة حلوان.
وقال فؤاد، أن الوزارة تمتلك أيضاً جملة من الأصول غير المستغلة وعلى رأسها معسكر رأس البر، والذي يقع في شارع 101 برأس البر، ويعد واحد من أكبر المعسكرات الرياضية والسياحية، ويسع 500 فرد في وقت واحد، وكذلك ملاعب الوادى الجديد، وهى غير مستغلة رغم حاجة طلاب المدارس إليها، ومعسكر بكلى بالإسكندرية ويسع 200 طالب، وهو يحتاج إلى صيانات بسيطة ليعود إلى العمل بكامل طاقته.
كما أن هناك معسكر للتربية الرياضية بمرسي مطروح، ويقع على البحر مباشرة، ويسع 300 طالب، ومع ذلك فهو غير مستغل، وفى مرسي مطروح أيضاً يوجد مركز سوزان مبارك الفندقى وغير مستغل الاستغلال الأمثل، رغم أنه يقع في مكان مميز ومجهز بكافة الأجهزة.