"تاريخ الحضارة في العصر القبطي" كتاب يرصد التاريخ بعيون مصرية
رصدت وسائل الإعلام المختلفة، تفاصيل مناقشة كتاب تاريخ الحضارة في العصر القبطي، بحضور الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة، الذي صرح معلقاً على الكتاب :آن الأوان لنعيد النظر في تقسيمات التاريخ التي وضعها الغربيون.
وقال النمنم، ، "منذ أكثرمن 10 سنوات طالبت بتأسيس مركزا علميا للدراسات القبطية في جامعة القاهرة، مركزا مدنيا لا يتبع أي هيئة دينية، يتولى دراسة هذه المرحلة من تاريخ مصر، لأنها لم تدرس بشكل كافي في الجامعات والمراكز البحثية".
جاء ذلك خلال مناقشة كتاب "تاريخ الحضارة في العصر القبطي" للدكتور ميخائيل مكسي إسكندر، بالمركز الدولي للكتاب، بحضور الدكتور هيثم الحاج على رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب أدارتها الدكتورة زبيدة عطا أستاذ العصور الوسطى، وشارك بها الدكتور سمير مرقس والدكتور محمد زايد استاذ العصور الوسطى بجامعة الفيوم.
وأضاف وزير الثقافة، آن الأوان لنعيد النظر لتقسيمات التاريخ التي وضعها الغربيون، والتي تقسم تاريخنا إلى "تاريخ العصر القديم ثم العصور الوسطى ثم العصر الحديث"، لأنه لا يصح أن نصنع فجوات في تاريخنا، ولابد أن ندرس كل مرحلة ولا نخاف.
وأوضح وزير الثقافة، أننا فوجئنا في الـ 40 سنة الماضية بحوادث الإحتدام الطائفي، التي هي غربية عن طبيعة هذا الشعب، ولأن نسيج هذا الشعب واحد، بدليل الموالد الشعبية مثل مولدي الحسين والسيدة تجد الأقباط يشاركون بها، وكذلك موالد السيدة العذراء اكثر من يشارك بها هم المسلمون.
وأكد وزير الثقافة، أن الوزارة تحاول الإهتمام بكل فترات مصر وخاصة التي لم تجد الإهتمام من الباحثين ومنها العصر القبطي، وكذلك نجد أن المرحلة العثمانية وفترة أسرة محمد على لم يدرسا بالشكل الكامل.
وشدد وزير الثقافة، على أن العصر القبطي لم يتجاهل عن عمد، ولكن هو جزء من فترات كثيرة أهملت مثل فترة الخديو محمد سعيد الذي هو أول حاكم يتيح للمواطن المصري حق تملك الأرض بعد أن كانت بالإنتفاع، وكذلك أول واحد دخل عصر المواطنة من خلال مرسوم يقضي بتجنيد أبناء المصريين مسلمين ومسيحين، الأمر الذي ترتب عليه إسقاط الجزية، وأختزلوا كل هذا في حبه للممكرونة.
ونوه وزير الثقافة، أن الإسلام ونبيه محمد قد كرما القبطية المصرية، حين هاجر المسلمون في بداية الإسلام إلى أثيوبيا التي كانت تتبع الكنيسة المصرية في ذلك الوقت.
من جانبه أكد الدكتور ميخائيل إسكندر على أن العصر القبطي جُهّل لأسباب إستعمارية، لأن المؤرخون الغربيون هم من وضعوا المسميات "البيزنطي والبطلمي"، بالرغم من أن المسمى الصحيح يجب أن يكون العصر القبطي الأول، ثم العصر القبطي الثاني "بعد دخول الإسلام مصر" .
وأكد ميخائيل، أن أقباط مصر يرفضون كلمة "نصراني" لأنها في المسيحية "شتيمة"، وأشار أن مصر ذكرت في الإنجيل 817 مرة، وأوضح، أن الأشهر القبطية مازالت حتى الأن تستخدم لتحديد موسم الزراعة في مصر وكذلك هناك الكثير من الكلمات والعادات والتقاليد التي مازالت تستخدم بين المصريين إلى الآن، كما أن الأقباط كان لهم دور كبير في الحياة الفكرية والأدبية المصرية القديمة.
وثمن الدكتور سمير مرقس، ظهور مثل هذا الكتاب للقارئ العادي، لأنه يؤكد على الذاكرة المصرية الوطنية، مؤكدا على أن الأقباط ليسوا طائفة بل هم مواطنون مصريون ولهم وجود في التاريخ وفي اللحظات الصعبة يكونوا موجودين. وأوضح أن الكتاب يبرز دور الأقباط في الطب والهندسة والجغرافيا وفي الحياة العامة المصرية، ويحررهم من رؤية الأقباط من منظور ديني.
فيما أكد الدكتور محمد زايد، على ضرورة البحث عن مصادر غير تقليدية للتاريخ، وبعيدا عن المصادر الدينية لأن رجال الدين دائما ما يكتبون من خلال إعقادهم الديني، لابد أن نبحث عن المصادر التي تظهر الحياة العامة والعلاقة الحميمية بين المصريين، مشيرا إلى أننا لدينا برديات تبين تلك العلاقة، ومؤكدا على ضرورة مراجعة بعض المصطلحات التاريخية.