بقلم : جمال على

جماعة الاخوان المسلمون جماعة نشأت بعد الحرب العالميه الاولى فى محاولة لاستعادة
الخلافه الاسلاميه بعد سقوط الدوله العثمانيه 1924اختلفت الاراء حول نشأتها وان كان البعض يرى ، من ساعد فى نشأتها الانجليز لضرب المد الشيوعى ورغم ان تلك الفتره شهدت مقاومه شعبيه من مختلف طوائف الشعب ضد الانجليز فنرى ان جماعة الاخوان لم ترفع السلاح في وجه الإحتلال الإنجليزي .. بقيت جماعة الاخوان فى صراع دائم مع السلطه يقهرها فتره او يستغلها الاخرى او تكون هناك هدنه فى الظاهر ..ولكن من المفترى على تلك الجماعة أنها “جماعة دعوية”فالحقيقه ان دورها فى الدعوة لا يكاد يذكر .ويتجلى ذلك فى شعارها الذى اتخذته “واعدوا”فإن كانت كما يرى البعض جماعه دعويه كان من الاولى ان يكون شعارها “وادعوا ” مصداقا لقوله تعالى “ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ”.
وكذلك من المفترى على تلك الجماعة انها جماعة “سلمية”والحقيقه ان تاريخ الاخوان ملئ بالمؤامرات والفتن واستباحة الدماءوالذى بلغ زروته بعد ازاحتهم عن حكم مصر .
ويفترى على تلك الجماعة انهم اهل رأى وفكر دينى  و.. والحقيقه اننا لم نجد منهم من الف كتابا فى خدمه الاسلام الا نادرا على عكس رواد التنوير الذين خدموا الدين الاسلامى مثل رفاعه الطهطاوى ومحمد عبده والعقاد وطه حسين وغيرهم الكثيرون
ويفترى على تلك الجماعة ايضا انها جماعة وطنيه والحقيقه ان الوطن ليس الاحفنه من التراب العفن فى فكرهم كما جاء على لسان احد قادتهم.والوطن يتلخص كما قال احد شعرائهم
ولست أرى سوي الإسلام لى وطنا *** الشام فيه وبلاد النيل سيان
وهذا ينعكس على مقولات الكثير كما قال صفوت حجازى عن إدخال مصر فى دائرة إمارات إسلامية عاصمتها القدس وليس القاهرة،
هذه الافكار التى تسعى الى اضعاف مصرالتى تعد أقدم وطن عرفته البشرية، وقامت على أرضه أعظم الحضارات.والغريب ربط تلك الافكار الهدامه بالوازع الدينى فيرى  القاضى عبدالجواد ياسين فى كتابه (مقدمة فى فقه الجاهلية المعاصرة) أن الوطنية هى (مبدأ وتصور جاهلي)، وهكذا صارت مصر فى عهد الاخوان كأنها حى فى قطاع غزه او انها تحت الوصايه القطريه .ترسم سياساتها من الخارج واصبح الوطن مفتوحا على مصراعيه للتدخلات الخارجيه وكأنهم نسوا أن حب الاوطان فطره اصيله فى النفوس وان رسول الله صلى الله عليه وسلم خاطب وطنه قائلا : ” إِنَّكِ لأَحَبُّ بِلادِ اللَّهِ إِلَيَّ ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَيَّ ، وَلَوْلا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ ” .