بقلم : حسام صبرى

منذ فجر التاريخ راود الحلم الصهيونى بحدود دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات وسعت الصهيونية العالمية إلى تحويل هذا الحلم إلى حقيقة وترسيخه بداخل قلب كل يهودى فى أنحاء العالم ودأبت الولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة إلى بعض الدول الأوربية إلى الوصول لتحقيق هذا الحلم لتزرع الإمبراطورية اليهودية فى قلب الدول العربية وجعلت الولايات المتحدة من دولة إسرائيل ولاية أمريكية تتمتع بالحصانة الأمريكية وتتفوق عسكريا على كل الدول العربية وكانت الجيوش العربية بمثابة الكابوس المفزع الذى يؤرق الكيان الصهيونى حيث عاشت إسرائيل عقود طويلة من الصراع العربى الصهيونى تخللها كثيرا من الحروب كانت لها اليد الطولى فيها إلى أن حطمت حرب أكتوبر 1973 هذه الأسطورة واختلفت السياسة الصهيونية تجاه العرب منذ بداية هذا التاريخ فقد علمت إسرائيل أنها لن تستطيع أن تحقق مأربها تجاه الوطن العربى حال توحده وأنها يجب أن تعمل على تفكك هذه الأوطان العربية وجعلها دويلات صغيرة متفرقة ومتصارعة فيما بينها وبالتالى تدمير الجيوش العربية ذاتيا لتحقيق الأطماع الأمريكية الصهيونية فى الشرق الأوسط الجديد لتصبح القوة المهيمنة الوحيدة فى الشرق الأوسط فبدأ المخطط الصهيونى باستهداف الجيوش العربية طبقا لقدراتها العسكرية ومدى تهديدها للدولة العبرية ووضع على قائمة الاستهداف الجيش المصرى والجيش العراقى والجيش السورى رموز القوى الحقيقية للوطن العربى فبدأ المخطط بدولة العراق وبداية الغزو الأمريكي لها بدافع تحقيق الأمن والاستقرار ومساعدة الشعب العراقى على استعادة الأمن وقيام دولة ديمواقراطية بعد عزل صدام و إعدامه وانتشار الفوضى والمليشيات المسلحة وها نحن نرى مايحدث فى العراق من تدمير لمؤسسات الدولة و تسريح للجيش العراقى وأصبحت العراق بدون جيش قوى فهدأ الكيان الصهيونى لهذا الوضع الذى آلت إليه العراق تلا ذلك الجيش السورى والذى تم إعداد العدة له لدخوله فى مستنقع الحرب الطائفية وإثارة الفتن والمكائد ليتم تفريغ سوريا من شعبها ويصبح الجيش فى مواجهة مع الشعب و يزداد الخراب والقتلى وتنهار سوريا وتلحق بمثيلاتها العراق كما نجحت الصهيونية العالمية فى تقسيم دولة السودان إلى ما يسمى بشمال السودان وجنوب السودان والسعى لتفكك أبناء الوطن الواحد وكلنا نرى ما يحدث فى اليمن من انقسامات فتحولت إلى ستة أقاليم وداخل كل إقليم قبائل متعادية لتنتهى اليمن إلى الأبد ويعيش شعبها فى صراع دائم والمستفيد من تردى هذا الوضع بالطبع إسرائيل وأمريكا ولننظر ليبيا ومايحدث فيها من قتل ونهب وميلشيات مسلحة تهدد بتفكك الدولة وانهيارها إلى قبائل متفرقة وبذلك فقد أدى نجاح الربيع العبرى إلى انقسام الدول العربية وتفكك الجيوش العربية وبدون أى تدخل عسكرى من إسرائيل أو فقد لأى جندى إسرائيلى واحد فقد استطاعت الدول العربية أن تنساق وتنجرف إلى هاوية الانقسامات ونفذت بنجاح ما خطط إليه الكيان الصهيونى وبسرعة فائقة أذهلت إسرائيل نفسها إلى ما آلت إليه الأحوال فى الدول المنقسمة وبالطبع لم ينس المخطط الصهيونى قلب العروبة مصر فكان لها النصيب الأكبر من المخططات الصهيونية داخليا وخارجيا فعلى المستوى الخارجى قام بتدعيم وتمويل أثيوبيا لبناء سد النهضة لمحاربة مصر فى الأمن المائي ودخول مصر فى مرحلة الفقر المائى لما تعلمه إسرائيل جيدا من أضرار بناء هذا السد على الحصة المائية لمصر وما يتبعه من أضرار على كافة المستويات (توليد طاقة – زراعة – الخ) إضافة إلى قيام الجانب الأثيوبى ببيع عقود للطاقة المنتجة من كهرباء السد الذى مازال تحت التنفيذ والإنشاء إلى بعض دول الجوار لتصبح مصر فى مشكلة قائمة مع هذه الدول التى تحمى مصالحها وهنا تكون مصر فى صراع ليس مع أثيوبيا فقط بل مع كل الدول المتعاقدة لشراء الطاقة الكهربائية من أثيوبيا و كذلك الدول الأوربية الممولة لبناء السد طبعا هذا السيناريو هو صهيونى حتى النخاع لفرض سياسة الأمر الواقع على الجانب المصرى وهو ما تعمل علية أثيوبيا من إهدار للوقت فى المباحثات مع الجانب المصرى فى حين العمل فى بناء السد يعمل على قدم وساق وبتواصل مستمر بالإضافة إلى ماقامت به إسرائيل من محاولات لاختراق الأمن القومى المصرى وإثارة الفتن والمكائد وإثارة الشائعات بين أطياف الشعب وقد نجحت أجهزة المخابرات العامة فى درء الخطر بالكشف عن عدة عملاء من الموساد الاسرائيلى أثناء محاولاتهم لتجنيد بعض الخونة لجمع المعلومات والقيام بأعمال تجسس لصالح الموساد ولكن هيهات فيد الله فوق أيديهم وليعلم كل أبناء الوطن العربى بخطورة ما يحاك من مخططات صهيونية لتدمير كافة الدول العربية والإسلامية فلندعو الله جميعا أن تنكشف غمة الربيع العبرى وأن تتحد كافة الدول العربية لمواجهة الخطر الصهيونى ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .