راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

دلقوا القهوة من عماهم!

غادة الشريف

 

غادة الشريف

دائما يا حمادة أتوقف أمام مقولة «لا تعليق على أحكام القضاء».. ما أؤمن به أنه لا يجوز التعليق على حكم الله، لذلك أتعجب جدا ممن حرَم التعليق على حكم القضاء وأبحث عنه فلا أجده.. لقد سألت كثيرا من الفقهاء والشيوخ وتأكدت أنه لا يوجد أى تحريم أو إثم على التعليق بل وانتقاد أحكام القضاء، لأن القضاة بشر، بينما الله عز وجل فقط هو الذى لا يسأل عما يفعل!.. ويقينى أن القضاة بتدينهم المعروف عنهم يستحيل أن يضعوا أنفسهم فى منازعة مع الله تعالى فى إحدى صفاته.. لذلك كيف لا نعلق على أحكام القضاء أمام حكم قضى بحبس شباب خرجوا فى مظاهرات ضد مرسى والإخوان قبل الثورة؟!!.. هل نحن أمام عقدة أنه كل من ينتسب لسن الشباب فهو مجرم أو فوضوى ويجب حبسه؟.. لقد كنت أسخر من الرافضين لترشح السيسى بسبب خلفيته العسكرية، وشبهتهم بالسيدة المطلقة التى نالها من زوجها المفترى صنوف العذاب فاتعقدت من صنف الرجالة، فهل هناك فى الدولة أيضا من يحملون ذات العقدة تجاه الشباب؟.. قبل ثورة يناير كان الإعلامى وائل الإبراشى يواجه قضية رفعها عليه بطرس غالى لأنه حرَض على عدم تنفيذ الضريبة العقارية، وكان الإبراشى يواجه حبسا مؤكدا.

 

لكن، قامت ثورة يناير قبل جلسة النطق بالحكم، فكان من العدل أن يحكم ببراءة الإبراشى.. هذا الحال يتكرر الآن مع هؤلاء الشباب الذين قاموا بمظاهرات ضد مرسى وإخوانه، فبأى منطق يحكم بحبسهم وقد تبين صواب ما فعلوا بقيام ثورة عظيمة عزلت الإخوان؟..فهل نحبس الشعب كله؟..إن مجرد استمرار محاكمتهم ينسب لعك حكومة الببلاوى وما كانت تعانيه من انعدام الثورية، لذلك استفزنى بشدة منح الببلاوى قلادة النيل!.. ولست أفهم هل عدلى منصور عايز يفقع مرارة الشعب بمثل هذا التقدير لرئيس وزراء كاد الشعب أن يخرج فى ثورة أخرى مطالبا بعزله؟!..ثم أنا نفسى أعرف، هل قلادة النيل دى حاجة ببلاش كده؟ ولماذا أصبحت لا تمنح إلا لمن يكرههم الشعب؟.. واسترجع معى يا حمادة تاريخها الأسود منذ عهد مبارك حين منحت لمحمد إبراهيم سليمان فى عز كراهية الناس له.. طبعا سنفاجأ بأن تفسير منح القلادة للببلاوى أشد استفزازا من الفعل نفسه وهو «نشكر للببلاوى أنه تولى المسؤولية فى فترة حرجة من تاريخ مصر»!..لا يا شيخ؟!..و كأنه تعطَف علينا بموافقته على المنصب!!.. وأقول «المنصب» وليس «المسؤولية» لأن الفرق كبير بين الاثنين، والببلاوى لم يتحمل المسؤولية.. ده كان بيقفل الدكان الساعة 2 الظهر!!..

 
المسؤول يكرَم لو كان بذل قصارى جهده وشهد له الجميع بأنه كان بيعافر وكانت له رؤية مثلما يفعل «محلب» حاليا، لكن عندما يكون المسؤول عبئا ومعطلا للمسيرة يبقى بنشكره على إيه؟!.. على بطئه الذى حول اعتصام رابعة لمعسكر إرهابى مسلح؟..على إهداره لما تبقى من مواردنا؟..ولَا بنشكره على ضحايا المسيرات الإخوانية التى برطعت فى ظل رفضه تفعيل قانون الطوارئ؟..ألا تعنى القلادة معاشا شهريا؟..طب إذا كان هو لم يشتغل بنكلة من مرتبه كرئيس وزراء، فهل إحنا متنغنغين قوى كده لننفق عليه المزيد؟..معلوماتى أن هذا المنح كان اقتراح أحد مستشارى الرئيس التابعين للبرادعى، فإذا بالصورة مثل الذى دلق القهوة وبدلا من أن يمسح القهوة ويدارى على خيبته إذا به يستبشر!! يا رئيس الجمهورية، وضعنا الإقتصادى لا يحتمل صعبانية وجبر خواطر، فإذا كنت تريد مجاملة الببلاوى فليكن هذا من مرتبك وليس من مال الشعب الذى فرح برحيله.. وبدلا من الانصياع لمقترحات مستشاريك المستفزة، صلَح غلطات الببلاوى وأخرج الشباب المحبوسين ظلما!.

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register