راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

سوار النار والدفاع عن مصر …

امين اسكندر

 

امين اسكندر
منذ أن وقّعَت مصر اتفاقية كامب ديفيد، ويتعرض أمنها الوطنى للأخطار وتهديدات حقيقية، إلا أن الحماية الأمريكية والدور المرسوم لها فى الاستراتيجية الأمريكية فى الشرق الأوسط جعلا الأخطار والتهديدات تحت غطاء سميك لا يرى الشعب المصرى من خلاله الثغرات والانكشافات والفراغات الواسعة التى تتخلل أمن مصر، وعندما انكشف الغطاء السميك بعد 25 يناير 2011 وظهر جلياً للجميع الفراغ الأمنى والاستراتيجى الكبير الذى أشعر المواطن بما وقع من فراغ أمنى أصاب الحدود فعشنا مع عمليات إرهابية شبه يومية، وعشنا انتحار هيبة الدولة المصرية فى ليبيا بقتل المواطنين المصريين على الهوية واختطافهم واختطاف أعضاء من السلك الدبلوماسى، وتتعرض مصر لتهديد بمجاعة مائية من جراء عدم الاهتمام لسنوات طويلة بالعلاقات الاستراتيجية مع دول منابع النيل، ووصل الحال إلى أن الكلمة والنصيحة والرؤية المصرية المعبرة عن المصلحة المشتركة لم تعد مقبولة ولا مسموعة ولا مهابة من قبل شركاء الحياة العائشين على الشريان الحيوى لحياتنا جميعاً، وأصبحت السودان تحت حكم الإخوان مصدرة للإرهاب والسلاح والمؤامرات فى ظل حكمى مبارك ومرسى وما بعدهما، وكأن ذلك لم يكن كافياً، حيث دخل علينا الصراع من جماعة الإخوان بعد وصولهم إلى السلطة فى مصر، وتعاونهم الوثيق والاستراتيجى مع فرعهم التنظيمى فى غزة، والدعم المعطى لهم من قبل حركة حماس، واتهامهم بالهجوم على السجون وأقسام الشرطة، وعلى مواطنين سواء بالقنص أو بالخطف، وهكذا توترت العلاقة وبالذات بعد إخراج الإخوان من السلطة، وتوترت الحدود، وأصبحنا نواجه عدواً استراتيجياً.
لم تستطع كامب ديفيد إلغاء العقيدة القتالية للقوات المسلحة وأعقبتها محاولات عديدة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى ودولة الكيان الصهيونى لإجبارنا على إلغاء تلك العقيدة أو البحث عن أدوار أخرى، غير اعتبار دولة الكيان الصهيونى عدواً واحتلالاً على مدخل مصر الشمالى الشرقى، وهكذا صرنا محاطين بعدو استراتيجى وأخ أو حتى ابن عم لم يحافظ على قضية شعبه وأعطى كل الأولوية والاهتمام لبنى عشيرته من تنظيم الإخوان، كما انفجرت الأوضاع فى سوريا، نافذتنا على آسيا وقدرنا الاستراتيجى النافذ على التاريخ وصناعته، ودخل إلى أراضى سوريا العربية تحت زعم المطلب الديمقراطى- حتى لو كان محقاً- آلاف من الإرهابيين بغرض تقسيم الدولة والوطن، وتداخلت مصالح كبرى لحسم المعركة لصالحها مثل أمريكا وبالطبع «إسرائيل» وتركيا والعديد من دول الرجعية العربية التابعة للسياسة الأمريكية فى الخليج، وهكذا أصبحنا محاطين بسوار النار.
منه تأتى نيران الأسلحة المهربة، ورياح نار الإرهابيين، وكذلك كافة الأخطار والتهديدات، حتى وصلت إلى مياه النيل، إلا أن الغريب رغم كل هذه الأخطار فإن قيادات الأمن القومى والعسكرى فى مصر، وهم المنوط بهم الحديث نظراً لطبيعة المرحلة الانتقالية، لا يهتمون بكل تلك الأحداث ولا يعيرون أى اهتمام لها، سواء فى أحداث رفح حيث قتل بدم بارد على يد الإرهاب 18 جندياً مصرياً، ومن بعدها تم اختطاف مصريين فى سيناء وفى ليبيا، وهنا لا يكفى فى مواجهة تلك الأخطار الاستراتيجية الحديث عن «أى حد هيتعرض للمصريين هنمسحه من على الأرض»، حيث إن الحديث المدغدغ للمشاعر لا وزن له، ولا يجب أن يكون هو طريقنا فى مواجهة تلك الأخطار، ويجب أن نعى أن الدفاع عن مصر لابد وأن يكون دفاعاً إيجابياً لا يكتفى بحراسة الحدود حتى لا يتم اختراقها سواء بالسلاح أو الإرهابيين، إنما لابد من وجود أجهزة الأمن القومى خلف الحدود حتى تستطيع أن تملك قدرة المساهمة فى بناء دول الجوار لصالح العيش المشترك والحدود الآمنة والمتعاونة، والتعاون لصالح مصر الشقيقة الكبرى لكل دول الطوق المحيط بمصر، عندها سيصير سوار النار سواراً من ذهب.

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register