راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

عبد الغفار شكر: فلول مبارك طرف فى الإطاحة بـ"مرسى".. ولن نسمح بعودة الدولة البوليسية

عبد الغفار شكر

 

عبد الغفار شكر
عبد الغفار شكر

 

 

السيسي في طريقه أن يكون بطلاً شعبياً

ما حدث ضد مرسي لم يكن مؤامرة وإنما هي نتاج جهود "تمرد"

30 يونيو ثمرة عناد مرسي.. والجماعة تتحمل مسئولية الدم

السيسي يقوم بدور شعبي ولا يعتدي علي اختصاصات الرئيس

الإخوان ليسوا جماعة إرهابية.. ولكنهم يتجهوا تدريجيًا للعنف

إصرار الإخوان يعنى الحكم علي أنفسهم بالخروج من العملية السياسية

التيار الإسلامي كان أمامه فرصة كبيرة.. ولكنه أهدرها

خروج طرف من المصالحة يعنى عدم اكتمالها

 

 

حوار: أحمد إبراهيم عصر

تصوير: عبد الرحمن عويس

 

تدور الأحداث في مصر الآن علي وتيرة واحدة بين مؤيدي الرئيس المعزول الدكتور محمد مرسي، وما تبقي من الشعب المصري في مواجهة بعضهما البعض, فعلي غرار ما ألفناه منذ فترة طويلة لم يتغير مشهد الدم والعنف في الشارع المصري، بل هو في ازدياد مستمر، خاصة بعد عزل الرئيس مرسي عن منصبه، وبعد دعوة الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع إلي الاحتشاد في الميادين من أجل تفويضه لمحاربة الإرهاب، الأمر الذي يثير التساؤلات حول المسئول الحقيقي عن هذا الدم، وعن مصير مصر في الفترة القادمة، وسط تخوفات كبيره من الانجراف إلي حرب أهلية قد تهلك الجميع.. وفي هذا السياق اختص الدكتور عبد الغفار شكر، رئيس حزب التحالف الشعبي، والقيادي بجبهة الإنقاذ الوطنى، "زهرة التحرير " بحوار يكشف فيه عن رؤيته للعديد من القضايا المُلحة فى هذا التوقيت, وإلى نص الحوار..

في البداية ما ردك علي من يقول بأن ما حدث ضد الدكتور محمد مرسي كان مؤامرة؟

ما حدث للرئيس مرسي كان نتيجة لجهود بُذلت علي مدار ثلاثة أشهر من حركة "تمرد"، التي جمعت من المواطنين 22 مليون استمارة، تطالب بسحب الثقة من الرئيس، وبالتعهد باستئناف ثورة الخامس والعشرين من يناير, وبالتالي ليس هناك ما يمكن أن يوصف بالمؤامرة، خاصة وأن المؤامرة هي عمل يتم تدبيره ليلًا بواسطة أجهزة أو عصابة، علي العكس مما حدث الذي كان بمثابة جهد شعبي مُعلن، وتتابعه الصحف وكل وسائل الإعلام يوميًا، وانتهي بأن ما دعت إليه تمرد قد حدث من نزول الشعب يوم 30 يونيو رافضًا للنظام وشهد العالم أجمع أن البشرية لم تر في تاريخها مثل هذا الجمع الشعبي الرهيب،  فأين تكون المؤامرة, بل إن ما حدث كان ثمرة لعناد مرسي في أن يعترف بالقوي الأخرى، وأن يقوم بدوره كرئيس لكل المصريين، وأن ينفذ ما تعهد به في وعوده أثناء الحملة الانتخابية، فضلًا عن الشعب المصري لم يعد يقبل أن يكون له رئيس لا يعطي لمصالح البلد الأولوية.

من يتحمل مسئولية الدم السائل في الشارع المصري في ظل العنف الذي نراه الآن وبعد الدعوة التي وجهها وزير الدفاع للاحتشاد في الميادين ؟

لقد كان الشعب المصري متواجداً في جميع ميادين ومحافظات مصر في جمعة "لا للعنف" السابقة، ورغم ذلك لم تحدث أي وقائع عنف إلا في ثلاثة مواقع، وهم "مسجد القائد إبراهيم ومسجد الخازندار بشبرا وحادثة مدينة نصر"، حيث وجد الإخوان, وبالتالي فإن الإخوان طرف في العنف الذي يحدث ونره الآن، أما الشعب المصري فهو برئ من هذا العنف، وأكد علي مدار عامين ونصف العام في كل مليونياته علي السلمية، وأنه يعرف أن سلمية الثورة هي أساس بقائها واستمرارها, علي العكس من جماعة الإخوان المسلمين ، فعندما يوجد الإخوان يوجد العنف.

 بعد صدور قرار بحبس الرئيس المعزول علي ذمة التحقيق فيما يخص قضية التخابر هل تتوقع أن ينتهي الحال بمرسي كما انتهي بمبارك؟

 غالبًا سيكون هذا هو الوضع القادم، وأتوقع ذلك، فالموازين انقلبت رأسًا علي عقب، وبدأت خارطة الطريق في تنفيذ أولي خطواتها, والرئيس مرسي الآن يخضع للقانون مثل غيره من المواطنين المصريين، وبالتالي سوف يُسري عليه ما سرى على مبارك وأبنائه, وأن محاكمة الرئيس المعزول ستكون بمقتضي تهم موجهة إليه لا علاقة لها بمدة بقائه في الحكم، فكما أن مبارك تمت محاكمته بتهمة العلم بقتل المتظاهرين، وعدم منعه لها، كذلك سيتم محاكمة مرسي بتهمة التحريض علي قتل المتظاهرين, فلا يوجد هنا فارق بين مدة هذا في الحكم وذاك، وإنما الأساس هو ارتكاب الجريمة فحسب.

ترددت كلمة الفلول كثيرًا في الآونة الأخيرة فعل تعتقد أن فلول مبارك لهم دور في أحداث 30 يونيو وما نراه الآن من عنف؟

عبد الغفار شكر

تعبير الفلول هذا تعبير مخادع، والحقيقة أن نظام مبارك قد ترتب عليه شبكة مصالح من رجال أعمال، وكبار الموظفين ،وإعلاميون ملأ السمع والبصر, كل هؤلاء منذ اندلاع الثورة وهم يعملون بقوة, ويتراجعون حين يكون هناك مد ثوري ثم ينشطون بعد ذلك, وبالتالي الإطاحة بمرسي كانت فرصة لهم حتى يضمنوا مصالحهم, ومن ثم فإنهم كانوا طرفاً حقيقياً فيما كان يجري قبل الإطاحة بمرسي, ولكن ما يهمنا الآن هو عدم عودة نظام مبارك مرة أخري, وأن يصدر قانون العدالة الانتقالية, الذي يضمن معاقبة كل من ارتكب جريمة ذات طابع سياسي أو مالي أو جنائي في حق الشعب المصري, سواء في عهد مبارك أو المجلس العسكري أو في عهد الإخوان.

ما موقفك من اتهام جماعة الإخوان المسلمين بأنها جماعة إرهابية؟

جماعة الإخوان المسلمين منذ عام 1965 قررت أن تهجر طريق العنف، وأن تنهج العمل السياسي السلمي، وبالفعل التزموا بذلك، واندمجوا في العملية السياسية الديمقراطية حتى جاء الرئيس مرسي إلي السلطة, فمنذ أن تولي الإخوان المسلمين السلطة وبدأت المقاومة لحكمهم نتيجة التمكين لأنفسهم في الحكم عاد الإخوان تدريجيًا إلي طريق العنف, ولكن لا يمكن وصفهم الآن بأنهم جماعة إرهابية، لأنه حتى الآن لا يوجد ما يشير إلي ذلك فهي جماعة تتورط تدريجيًا في أعمال عنف إلا إذا سلكت طريق العنف بشكل واضح وكامل، وبدأت تنفذ عمليات إرهابية واضحة الانتساب إليهم هنا يكمن وصفهم بأنهم جماعة إرهابية.

البعض يري أن خروج الإخوان بهذه الطريقة من الحكم سيكون له تأثيره السلبي علي مستقبل التيار الإسلامي ككل.. كيف تري ذلك؟

لقد سنحت الفرصة للتيار الإسلامي أن يتولي حكم البلاد وكان له شعبية كبيرة وتضامن الكثير مع الرئيس مرسي ضد الفريق أحمد شفيق حتى لا يعود نظام مبارك مرة أخري, إلا أنهم أهدروا هذه الفرصة التاريخية، ولم يتجهوا إلي حكم الدولة بالمصالح المشتركة للمصريين، ولم يتوافقوا مع القوي السياسية الأخرى، وكذلك لم ينفذوا وعودهم التي التزموا بها, فخروجهم من السلطة كان بمثابة الضربة القاسية لجماعة الإخوان المسلمين، وكذلك لحلفائهم من التيار الإسلامي المتمثلين في أحزاب البناء والتنمية، والوطن، والوسط، وغيرهم, ونتيجة لهذا فإن تجربة الإخوان المسلمين في الحكم يُنظر إليها الآن نظرة سلبية، ستنعكس بكل تأكيد على شعبيتهم وشعبية حلفائهم في القترة القادمة، وهذا لن يقتصر علي مصر وحدها، بل سيتخطى ذلك إلي العديد من الدول، أمثال تركيا وتونس والسودان وغيرها، وسيكون لذلك تأثير قوي علي تجربة الإخوان المسلمين فى العالم العربي.

ما رأيك في القول بأن القبض علي قيادات الإخوان بعد عزل مرسي وكذلك إغلاق القنوات الدينية مؤشر قوي لعودة الدولة البوليسية مرة أخري؟

لقد أصدرنا بيان من الحزب نقول فيه أننا ضد اتخاذ أية إجراءات استثنائية، وكذلك العديد من القوي السياسية قامت بذلك، ونحن لن نسمح بذلك وسنتصدى له, فنحن لم نطح بنظام مبارك حتى نقع في يد نظام استبدادي آخر, وكذلك أوضحنا أن إي وسيلة إعلامية يجب ألا تُعطل بقرار إداري، وإنما يكون ذلك بحكم قضائي, فكل من يريد اتهام قناة بعينها أو لمذيع أو لشخصية إعلامية لتجاوزه القانون، عليه أن يقدم بذلك بلاغ، وتجري التحقيقات حسب القانون، وتصدر المحكمة قرارها في ذلك, فإن جميع الشعب المصري يرفض الأوضاع الاستثنائية, وكذلك القوي السياسية منتبهة لذلك جيدًا ومهتمة به, ولن نسمح بعودة الدولة البوليسية مرة أخري.

برأيك إلي متى سيظل مؤيدو الرئيس المعزول في الميادين؟

إلي أن تهديهم عقولهم إلي الطريق الصحيح, ويقبلوا بالاحتكام إلي الشعب عن طريق انتخابات رئاسية مبكرة, وبالتالي يقبلوا بخارطة الطريق المطروحة الآن, خاصة وأن أول بند فيها يقول بتعديل الدستور الذي كان قد قبل به الدكتور مرسي من قبل, وأقر بأنه دستور غير توافقي, ومن ثم فلا يوجد اختراع جديد إلا أن ما قاله مرسي من قبل تم وضعه موضع التطبيق, فما سيتم في الفترة القادمة من تعديل الدستور الجديد، وإجراء انتخابات برلمانية، ومن بعدها الانتخابات الرئاسي ما هي إلا طريق ديمقراطي دستوري، لا يوجد به أي نوع من الإجراءات الاستثنائية.

واعتقد أن الإخوان المسلمين وبقية التيارات الإسلامية إذا انتهجوا سبيل الاندماج في العملية السياسية مرة أخري لن يخسروا الكثير, بل سيستعيدون جزءاً من وجودهم ونفوذهم، خاصة وأنهم ما زالوا قادرين علي كسب أصوات ناخبين، وما زالوا قادرين على التواجد في الحياة البرلمانية المصرية، ومن الممكن بعد ذلك أن يستعيدوا الأغلبية مر أخري, ولكن في حال إصرارهم علي التواجد في الشارع بهذه الطريقة ومواجهة الشعب المصري فإنهم بذلك يعوقون عملية التطور الديمقراطي طبقًا لخارطة الطريق، ويعطوا فرصة لانتهاج العنف كما نرى الآن في أكثر من واقعة، وهذا لن يكون إلا بمثابة حكم علي أنفسهم من العملية السياسية.

هل تعتقد بوجود انقسام داخل جماعة الإخوان المسلمين الآن حول إنهاء الاعتصام؟

الضغوط الجماهيرية والشعبية والسياسية من الممكن أن تؤدي إلي اختلاف في الآراء بالنسبة لأي جماعة حتى لو كانت عصابة, فدائمًا ما يظهر داخل أي جماعة تتعرض لضغوط, من يبحث عن حل للخروج من الموقف, ويكون هناك من هو متشدد ويصر علي الاستمرار, واعتقد أن جماعة الإخوان سيظهر الخلاف داخلها علناً خلال الفترة القادمة, ولكن لا يمكن التكهن بالرأي الذي سينتصر, لأن هذا الأمر رهن بأوضاع الجماعة وعلاقات القوة بها.

البعض يشكك في جدية المصالحة الوطنية التي تم طرحها.. كيف تري ذلك؟

هذه المصالحة لها أطراف, سواء كان من في السلطة الآن أو القوي السياسية الأخرى المتمثلة في جبهة الإنقاذ وغيرها, وكذلك جماعات الإسلام السياسي, فإذا كانت هذه القوي جميعًا جادة في أن المصالحة الوطنية ضرورية في الوقت الراهن, فيجب أن يكون هناك تحاور فيما بينهم ونقاش من أجل الوصول إلي حلول وسط تمكن من استئناف العملية السياسية, وإذا تخلي طرف واحد من هذه الأطراف لن تتم المصالحة الوطنية.

وعند الحديث عن المصالحة الوطنية يُقصد بها شيئين في وقت واحد, وهما العدالة الانتقالية يعقبها المصالحة الوطنية, والعدالة الانتقالية تعنى أن كل من ارتكب جريمة في حق الشعب يجب أن يُحاكم وفقًا لقانون يصدر تحت مسمي قانون العدالة الانتقالية, وتنشئ محاكم خاصة من القضاء الطبيعي ليست عسكرية أو استثنائية من أجل ضمان سرعة الفصل في هذه القضايا, وعدم حضور شيخ الأزهر والبابا تواضروس في مؤتمر المصالحة الوطنية الذي دعت إليه رئاسة الجمهورية منذ  أيام.

عبد الغفار شكر

ما تقييمك لحكومة الدكتور حازم الببلاوي؟

معظم الشخصيات التي جاء بها الدكتور حازم الببلاوي في حكومته شخصيات تمتلك كفاءة, ولديها قدرة علي إدارة هذه الأزمة, وعدد كبير منهم لهم مصداقية عند القوي الثورية ونثق بهم, فهم ممن كانوا يقاومون النظام في عهد مبارك, وأيام المجلس العسكري بعد ثورة 25 يناير, وكذلك فترة حكم مرسي, وبالتالي فإن هذه الوزارة بها نواة تمكنها من تحقيق انجازات, إلا أنه لم يمر الوقت الكافي حتى نقوم بالحكم عليها, وإن كانت جميع الحكومات التي تم تشكيلها بعد خلع مبارك كانت حكومات تسيير أعمال، فإن هذه الحكومة رفضت ذلك, وأعلنت أنها حكومة انتقالية تأسيسية, وبالتالي فهم يملكون الفرصة حتى يقدموا انجازات في الحكومة.

في ظل أحداث العنف المتكررة في الشارع المصري هل تري أن الحرب الأهلية في مصر قد اشتعل فتيلها؟

مصر غير مؤهلة للحرب الأهلية، ولن يحدث ذلك إلا إذا استمر العنف لسنوات، لأنه لا يوجد تكافؤ في علاقات القوة الآن, خاصة وأن الشعب المصري بأكمله يسير في طريق، وهناك جماعة سياسية تسير في طريق آخر, فهذا بطبيعة الحال لا يؤهل لوجود حرب أهلية, لأن الحرب الأهلية تنشأ عندما يكون هناك جماعات سياسية تدربت علي العنف، وامتلكت أدواته منذ فترة طويلة، وقادرة علي ممارسته بشكل مستمر، وخوض معارك ضد أجهزة الأمن وضد القوات المسلحة, وبالتالي فإن تعبير الحرب الأهلية في مصر سابق لأوانه لأن هذا غير متوفر حتى الآن, وكذلك إذا أمكن استيعاب العنف الحالي واستئناف العملية السياسية السلمية وتصفية بؤر الإرهاب في سيناء كون الكلام عن الحرب الأهلية لا مجال له.

هل أصبح الفريق عبد الفتاح السيسى بطل شعبي في مصر خاصة وأن البعض يشبهه الآن بجمال عبد الناصر؟

اعتقد أن الفريق عبد الفتاح السيسي في طريقة لذلك بالفعل, فإذا نجح في إنهاء المرحلة بشكل صحيح والتعبير عن أحلام الشعب المصري آماله, وكذلك إذا نجحت الحكومة في تحقيق إنجازات, ووجد الشعب نفسه, ينتقل من وضع إلي وضع أفضل لا شك أن تعود روح الكرامة والعزة المصري, ويصبح السيسي بطلاً شعبياً حقيقياً, إلا أن ما حدث حتى الآن لا يؤدي إلي أن يكون بطلاً شعبياً بالمعني المقصود.

نري السيسي في الصورة دائمًا فأين الرئيس المؤقت من ذلك؟

هناك إعلان دستوري يحد مسئوليات الرئيس المؤقت, وهذا الإعلان يعطيه الحق في تشكيل الحكومة وحلها, وتعيين السفراء وفصلهم ونقلهم, وإعلان الحرب, وتوقيع اتفاقيات الهدنة, وما إلي ذلك, وبالتالي فهو يحكم طبقًا للإعلان الدستوري بما هو مخصص له في هذا الإعلان, والفريق عبد الفتاح السيسى الآن لا يعتدي علي اختصاصات رئيس الجمهورية, ولا يتداخل معه, فهو يقوم بدور آخر ذو طابع شعبي ودور سياسي عام, باعتبار أن الجيش هو الضامن لهذه العملية السياسية التي تتم الآن.

كيف تري ردود الأفعال الدولية المتباينة حول سقوط نظام الإخوان في مصر؟

لقد نجح الإخوان المسلمون منذ البداية أن يمتلكوا أداة إعلامية, فضلا عن علاقاتهم بدوائر إعلامية أجنبية, حيث قاموا بتقديم صورة مبالغ فيها عما يجري في مصر, وفي الوقت ذاته كل دول العالم الديمقراطية لديها قواعد وأسس, وهى أن أي نظام حكم ينبغي أن يعد دستور يرضي به الشعب, وحكومة منتخبة ورئيس منتخب, فكون أن الرئيس الذي انتخبه الشعب تم عزله, وتم طرح الدستور للتعديل, فهذا أدي إلي التباس في الوضع الدولي, لأن هذه الدول عند تطبيقها لهذه المعايير السابقة تخرج بأن ما حدث في مصر كان انقلابًا عسكريًا, وأنها عملية غير ديمقراطية, ولكنها إذا وضعت في الاعتبار أن هذا تم بعد أن خرج الشعب المصري إلي الميادين يطالب بذلك من الممكن أن تعيد النظر في الأمر مرة أخري, وإذا كان الانقلاب يعنى أن تزيح السلطة العسكرية السلطة القائمة وتحل محلها وتحكم مباشرة, وهذا ما لم يحدث في مصر إلا أن الإزاحة تمت بالفعل بواسطة الجيش, إذن فهي بها ملمح انقلاب عسكري, وأنا أري أن استكمال خارطة الطريق هو ما سيحسم هذا الأمر.

أخيرًا هل تتوقع في الفترة القادمة رئيس لمصر من التيار الإسلامي؟

لا يوجد في العمل السياسي والحياة السياسية ما هو ثابت, فيمكن أن تأتي الدورة الأولي القادمة برئيس لا ينتمي للتيار الإسلامي, ولكن إذا تداركت جماعة الإخوان المسلمون أمورها في وقت قليل, وكذلك التيار الإسلامي ككل, وأثبتوا أنهم لن يعودوا للعنف مرة أخري, وأنهم جادين وصادقين في رغبتهم في الاندماج في العملية السياسية والديمقراطية, فليس هناك ما يمنع أن يعطيهم الشعب ثقته مرة ثانية, خاصة وأن الشعب المصري متدين بطبعه, بشرط ألا يتجاوز الوقت الكافي له, فجماعة الإخوان المسلمين لم تنته، إلا أن الأمر يتوقف الآن علي إجراء تصحيح داخلها، وأن يكون هناك نقد ذاتي ناجح يتدارك الأخطاء في أسرع وقت, وهذا سيفتح لهم الباب مرة ثانية.

عبد الغفار شكر

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register