راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

فبذلك فليفرحوا

 

 

 

 

 

بقلم : السيد هيبة

إسلامنا إسلام الفرح ،حقٌ لكل مسلم أن يفرح وذلك بأمر من الله سبحانه وتعالى ،مادام المسلم يعيش في فضل الله ورحمته ومعيّته ، ومَن مِن المسلمين دون ذلك؟..ففضل الله على عباده عميم عظيم ،وليسأل الإنسان ربّه ويدعوه كما أمره (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ) أن يمنحه من فضله ورحمته فالله :ملك الملوك إذا وهب لا تسألنّ عن السبب… فالله يعطي من يشاء قف على حد الأدب.

ومن يسأل الله يعطه ..وحتى دون أن يسأله ..فهل نحن سألنا الله بصراً.. لكنه أعطانا ،وهل سألنا الله سمعاً..لكنه أعطانا،وهل سألنا الله قلبا ينبض بالحياة وبالمشاعر الإنسانية..وهل سألناه عقلاً يتفكر ويتدبر ويختار..كل ذلك وأكثر أعطانا ربنا دون أن نسأله،أعطانا ديناً قيماً ونوراً وكتاباً مبيناً ورسولاً بنا رحيماً ودون أن نسأله أيضاً علمنا بماذا يفرح المؤمن؟ وما هو خير ما يجب أن يفرح به ؟،يجيب ربنا (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) ففضل الله هو الرحمة وهو الهدى وقد يكون صحةً وعافيةً وقد يكون الرضا بما قسمه الله وقدّره وذلك هو الغنى الكامل ،وفضل الله قد يكون بإقرار العبد بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم رسولاً

فالناس هذا حظه مالٌ وذا علمٌ .وذاك مكارم الأخلاق

أما رحمة الله فتكون في أشياء كثيرة،قد تكون في أهل ورفقة يجعل الله بينه وبينهم مودّة ورحمة وعاطفة إنسانية طيبة نبيلة وقد تكون بزوجة تكون هي حسنة الدنيا تسر زوجها إذا نظر إليها وتطيعه إذا أمرها وتحفظه في نفسها وماله إذا غاب عنها وقد يكون في ولد صالح يصبح قرة عين له وهذا مبعث الفرح كلّه والسرور والحبور  والهناء وهذا بالتأكيد (خير مما يجمعون) أي ما يجمعه الإنسان من متاع الدنيا الزائل من أموال وعتاد وذلك لا شك ابتلاء صعب الاجتياز ثم ماذا يفيد الإنسان إذا جمع متاع الدنيا كلها وفرح به ثم خسر نفسه واطمئنانه ودينه؟

ذلك أن للفرح في ديننا قانون ودستور لابد وحتماً أن يعرفه المسلم وكما بينه ربنا في كتابه فقال سبحانه في مقام (أنه لا يحب الفرحين) ثم يعود فيأمرنا بالفرح بقوله (فبذلك فليفرحوا)فهل نفرح أولا نفرح؟ بيّنا في مقدمة المقال ما الذي نفرح له وبم يأمرنا الله أن نفرح بل ويزكّي ويقرّ أن هذا الفرح بفضل الله ورحمته هو خير مما يجمعه الإنسان من متاع الدنيا المادي من زخرف وزينة وأموال والتفاخر بها أما قوله تعالى أنه لا يحب الفرحين فذلك ينطبق على نموذج كقارون لعنه الله (أن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوأ بالعصبة أولي القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن  الله لا يحب الفرحين) ذكرها القرآن ليعلمنا ويبيّن لنا متى يكون الفرح مكروهاً ومنكراً ذلك أن قارون بطر وتاه عجباً بنفسه واختيالاً حتى فتن قومه الذين يريدون الحياة الدنيا وتبهرهم زخارفها حتى قالوا (ياليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم) لكن أهل العلم فطنوا فنبّهوا العامة من قومهم أن ثواب الله للعباد وبعملهم الصالح وأن فضل الله ورحمته في الدنيا والآخرة خير من كل هذا البريق وتلك المظاهر التي تخدع الضعفاء وهي ابتلاءات صعبة سقط فيها قارون فلما نسي فضل الله عليه وقال (إنما أوتيته على علم عندي) كانت نتيجة الابتلاء أن خسف الله به وبأمواله وبداره الأرض هنالك انتبه القوم وقالوا الحمد لله أن أكرمنا الله بعدم الابتلاء.

وعلى كل حال جواب هذا الامتحان الصعب أن الله قد أباح كل ما خلقه من منافع الدنيا ولم يحرّمها على أحد بأن يستعمل الإنسان ما وهبه الله من المال والنعم في طاعة الله والتقرب إليه بأنواع القربات التي يحصد بها ثواب الدنيا والآخرة ،فكونوا كذلك.

وسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register