قطر تتجاهل مطالب العرب.. والخليج يبحث طردها من «التعاون»
صعّدت الإمارات، مساء أمس الأول، لهجتها فى مواجهة قطر بمزيد من العقوبات السياسية والاقتصادية فى حال إصرار «الدوحة» على سياساتها التى ترفضها دول خليجية وعربية، فى وقت اعتبرت فيه وزارة الخارجية الأمريكية أن بعض مطالب دول المقاطعة من «الدوحة» صعبة التنفيذ. وحذرت دول الخليج من فرض عقوبات جديدة، ومزيد من الضغوط الاقتصادية على قطر إذا لم تستجب «الدوحة» للمطالب العربية ووقف دعمها للإرهاب، وفق ما ذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية، أمس، على لسان السفير الإماراتى فى روسيا عمر غباش، الذى قال إنه «يمكن للدول العربية أن تطلب من شركائها التجاريين الاختيار بين العمل معهم أو مع الدوحة».
«الجزيرة» تؤكد استمرارها فى سياساتها.. و«واشنطن»: بعض المطالب يصعب تنفيذها.. و«الدوحة»: يجب أن تكون واقعية
وأضاف «غباش»، فى تصريح للصحيفة البريطانية، أن «طرد قطر من مجلس التعاون الخليجى عقوبة محتملة، لكنها ليست العقوبة الوحيدة المتاحة». وتابع: «موقف دول الخليج لا يتعارض مع كونها عضواً فى مجلس التعاون، لأنها منظمة مشتركة للدفاع والأمن، وهناك بعض الجزاءات الاقتصادية التى يمكن أن تتخذها، التى يجرى النظر فيها الآن». وقال «غباش» إنه على «الدوحة» الاختيار بين مجلس التعاون الخليجى وإيران. ورداً على سؤال عن احتمال اندفاع «الدوحة» إلى «طهران»، قال السفير الإماراتى: «للأسف كانت قطر بين ذراعى إيران ودعمت جماعات التطرف لفترة طويلة».
وأكد السفير الإماراتى أن قطر لا تستجيب بشكل إيجابى مع المطالب التى قدمتها كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، مشدداً على أنها ستواجه عزلة لا نهائية فى حال رفضها للمطالب. وكانت كل من السعودية والبحرين والإمارات ومصر قدمت عبر الكويت، قائمة تضم 13 مطلباً إلى قطر، من بينها إغلاق القاعدة العسكرية التركية على أراضيها، وإغلاق قناة «الجزيرة»، بالإضافة إلى طرد شخصيات مطلوبة دولياً ومعروفة بعلاقاتها مع التنظيمات الإرهابية.
فى المقابل، أعرب وزير الخارجية القطرى محمد بن عبدالرحمن آل ثانى، أمس، عن استعداد بلاده للتفاوض مع السعودية والإمارات والبحرين، إذا كانت لديها «رغبة حقيقية فى الحوار وأدلة تدعم مطالبها». وقال «بن عبدالرحمن»، عقب إجرائه مباحثات مع نظيره الأمريكى ريكس تيلرسون فى «واشنطن»: «المطالب يجب أن تكون واقعية وقابلة للتنفيذ، وما عدا ذلك مرفوض». واعتبر أن «ما تم تقديمه من دول الحصار مجرد ادعاءات غير مثبتة بأدلة وليست مطالب». وأضاف أن بلاده «متفقة مع واشنطن على وجوب أن تكون المطالب عقلانية». وجاءت تصريحات وزير الخارجية القطرى بعد تصريحات لوزير الخارجية السعودى عادل الجبير من «واشنطن» أيضاً أكد خلالها أنه «لا تفاوض مع قطر بشأن قائمة المطالب».
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأمريكية، مساء أمس الأول، إن بعض المطالب التى قدمتها دول السعودية والإمارات والبحرين ومصر إلى قطر، سيكون من الصعب على الأخيرة «القبول بها»، وفق ما نقلت وكالة «الأناضول» التركية. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر نويرت، فى الموجز اليومى للوزارة، إنه «لا يمكن الحديث عن تفاصيل المطالب، لكن بعضها سيكون صعباً على قطر القبول بها أو تحاول الالتزام بها». وأضافت «نويرت» أن بلادها ترحب بالدور الكويتى الذى بذل جهوداً شاقة فى وساطته لحل الأزمة الخليجية ومن أجل التوصل إلى اتفاق بين تلك الدول. وأشارت إلى أن بلادها «ستواصل دعوتها هذه البلدان إلى العمل معاً وحل هذه المشكلة، رغم أن هذه العملية (التفاوض) لم تصل إلى نهايتها بعد».
من جانبه، قال مدير قناة «الجزيرة» الإنجليزية جايلز تريندل، إن «شبكة قنوات الجزيرة مستمرة فى طريقها، وستظل ملتزمة برسالتها»، مشدداً على أنهم لن يغيروا خطابهم بطلب من أحد، وفق ما صرح به لوكالة «الأناضول»، مؤكداً: «مستمرون فى الالتزام بسياستنا التحريرية».
وتعرّض قطاع السياحة فى قطر لضغط كبير، عقب المقاطعة العربية للإمارة الخليجية، حيث شهدت فنادق «الدوحة» التى تكون فى العادة ممتلئة فى عطلة عيد الفطر انخفاضاً حاداً فى معدلات الإشغال. وأظهر استطلاع أجرته «رويترز»، شمل 5 فنادق كبرى، أن متوسط معدل الإشغال بلغ نحو 57% يوم الأحد، أول أيام عطلة عيد الفطر. وقال موظف بفندق من فئة الـ5 نجوم: «كان الفندق فى العادة يكتظ بالسعوديين والبحرينيين، لكن ليس هذا العام».