راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

كلاكيت "تاني مرة".. الإخوان والمعارضة وجهان لعملة واحدة

 

أحمد إبراهيم عصر
أحمد إبراهيم عصر

 

أحمد إبراهيم عصر:

لم يتغير المشهد السياسي في مصر كثيرًا أثناء وجود جماعة الإخوان المسلمين في الحكم أو بعد سقوطها فالمشاهد والأحداث جميعها تتكرر مرة أخري دون حذف ولا يوجد بها سوي اختلاف بسيط متمثل في تبادل الأدوار بين الأطراف حيث أصبح كل طرف في مكان الطرف الآخر دون تغيير في الخطوات التي كان يتخذها كل فريق تجاه الآخر, هذا هو الحال الذي تعيشه مصر الآن فبدلًا من أن كانت جماعة الإخوان هي في الحكم وكانت المعارضة تحشد ضدها وتحارب النظام بهدف إسقاطه لا بهدف الإصلاح منه, كذلك الآن هو حال الجماعة التي أصبحت في موضع المعارض وأصبحت المعارضة هي التي في موضع الحاكم, فالطرفين ينتهجون نفس النهج يحاولون إسقاط بعضهما البعض دون البحث عن حل حقيقي يجعل منهما أطرافًا متكاملة توجه تركيزها الكامل في مصلحة البلاد بدلًا من التركيز في التناحر المتكرر دون جدوى ودون فائدة.

في عهد الإخوان الجماعة كانت ضد تظاهر المعارضة :

فما رأيناه لا يخفي علي أحد من تظاهرات واعتصامات واحتجاجات لم تشهدها مصر من قبل في عام حكم جماعة الإخوان المسلمين, فلم تتخذ المعارضة منذ اليوم الأول لحكم الإخوان غير المظاهرات سبيلًا للتعبير عن غضبها من حكم الإخوان وعدم رضاهم عن الرئيس السابق المنتخب محمد مرسي, الأمر الذي لم يقابل بالأفضل منه حيث كان رد فعل الرئيس وجماعته  بمثابة الرد الفاتر ولم يتمكن من احتواء معارضيه بل جعلهم أعداء له وبدأ يرفض الرئيس احتجاجاتهم وتظاهراتهم بالطرق المختلفة سواء بالخروج لمؤيديه دون الالتفات إلي معارضيه تارة أو بالعنف تارة أخري أو بالتهديد تارة ثالثة.

بعد سقوط الإخوان المعارضة ضد تظاهر الجماعة:

لم يختلف المشهد السابق عن المشهد الذي نراه الآن سوي بالتقاطه من زاوية أو كادر مختلف جعل كل من المعارضة والجماعة في مكان الآخر وأصبحت التظاهرات التي نراها في الشارع المصري الآن ليست من المعارضة ضد الإخوان وإنما العكس فمنذ سقوط الإخوان وحتى الآن لم يمر يوم واحد دون وجود معتصمين في الميادين المختلفة, وكذلك لم تختلف طريقة تعامل المعارضة مع هذه التظاهرات عن الطريقة التي كان يتبعها الرئيس السابق, فبدلًا من أن يكون هناك احتواء للأزمة ومحاولة التوصل إلي حل وسط يرضي جميع الأطراف, سلكت المعارضة نفس نهج الإخوان وضربت بهم عرض الحائط.

في عهد الإخوان الجماعة اتهمت المعارضة بالخيانة :

حينما لم يتمكن نظام الإخوان المسلمين من احتواء معارضيهم وأصبحوا بمثابة الأعداء داخل الوطن الواحد لم تفلت رموز المعارضة من ألسنة المنتمين إلي جماعة الإخوان بصفة خاصة، وكذلك المنتمين إلي التيار الإسلامي بصفة عامة, خروج الدعوات التي تعتبر رموز المعارضة خونة وعملاء لدول أجنبية وأنهم لا يريدون سوي الخراب لمصر حيث كان ذلك بمثابة السلاح الأخيرالذي تستخدمه الجماعة لمحاولة البقاء في الحكم لأطول فترة ممكنة وهذه الدعاوى كلها لم يكن عليها دليل واضح كغيرها وإنما كانت مجرد أداة تشويه تُستخدم لينفض الشعب من حول المعارضة وإن كان هذا لا ينفي وجود أشخاص ورموز بعينها لا تعمل للصالح العام وإنما تعمل للمصلحة الشخصية دون الالتفات للآخرين.

بعد سقوط الإخوان المعارضة تتهم الجماعة بالإرهاب :

هذه الاتهامات التي اتخذها الإخوان المسلمون سبيلًا لتشويه كل من عارضهم لم تدم طويلًا لنري المشهد يتكرر مرة ثانية ولكن بصورة مختلفة حيث تبدل الحال وأصبحت جماعة الإخوان المسلمين موضع اتهام بدلًا من المعارضة, فإن المعارضة لم تستوعب الدرس الذي رأيناه جميعًا في الإخوان المسلمين حيث اتخذت هي الأخرى من إلقاء التهم دون سند , وسبيلًا لتشويه الجماعة حتى ينفض مؤيديهم من حولهم, كما يتم الترويج بأن جماعة الإخوان المسلمين " إرهابية " وأنها بؤرة للإرهاب في مصر متجاهلين تاريخ الجماعة منذ نشأتها والاضطهاد الذي كانت تعانيه علي مر العصور, وإن كان هذا أيضًا لا ينفي وجود عناصر وقيادات بالجماعة الآن تستغل مؤيديها لجرهم في أعمال عنف في مختلف الأماكن إلا أن هذه الصورة لا يمكن تعميمها على الجماعة ككل.

في عهد الإخوان الجماعة تدعو للمصالحة والمعارضة ترفض : 

فما رأيناه في عهد الدكتورمحمد مرسي من دعوة تم توجيهها لقوي المعارضة للحوار والتي تكررت للعديد من المرات كان بمثابة الدليل علي تعنت كل طرف لرأيه دون اهتمام لرأى الآخر, فمن جانب الرئيس كان يدعو معارضيه للحوار ولا يلتفت إلي آرائهم ويخرج من الحوار برأيه هو, وكذلك المعارضة اتخذت من هذا سبيلًا وحجة لعدم التحاور مع النظام بعد ذلك واللجوء إلي القوة والتظاهر من أجل فرض رأيها بدلًا من أن تتخذ طريقًا آخر يجعل منها معارضة إيجابية تبني ولا تهدم.

بعد سقوط الإخوان المعارضة تدعوا للمصالحة والجماعة ترفض:

المشهد السابق يتكرر الآن مرة أخري بين الجماعة والمعارضة مع تبادل الأدوار بينهم فالمعارضة الآن هي التي تدعو إلي مصالحة وطنية دون إقصاء لأحد وإن كان البعض يشكك في جديتها خاصة بعد عدم تمثيل الأزهر والكنيسة فضلًا عن الإخوان في مؤتمر المصالحة الذي دعت إليه رئاسة الجمهورية, في حين أن جماعة الإخوان المسلمين هي التي تأبي ذلك رافعة شعار الصمود رافضة لأي مصالحة قبل عودة الرئيس السابق إلي منصبه مرة أخري.

فهذا جانب من الرواية المستنسخة التي نراها الآن والتي جعلت الكثير في حيرة من أمرة لا يدري أي الفريقين يتبع, والسؤال الآن .. متى يفيق هؤلاء جميعًا ويضعون الخلافات جانبًا من أجل المصلحة المصرية وحدها؟!

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register