راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

أحكمك أو أقتلك

لبنى عبد الله
لبنى عبد الله

 

لبنى عبدالله:

"يعى كبار قادة جماعة الإخوان المسلمين أنهم أهدروا فرصة تاريخية أعطاها لهم الشعب المصرى بعد ثورة عظيمة، ولكنهم بمنتهى السرعة أضاعوها بالفعل ضاعت من الإسلاميين السلطة وبقى عليهم أن يحافظوا على المجتمع الأهم والأبقى من كرسى السلطة هو حقن دماء الشباب الذى أتى بهم للسلطة، ومازال يؤيدهم ومن الممكن أن يأتى بهم بعد ذلك وهو الرصيد الاستراتيجى لهم , وبقى أن يدركوا أن العنف يحول القضايا العادلة إلى قضايا خاسرة، ويفقد تعاطف الناس معها فمابالنا ونحن بصدد تجربة مليئة بالأخطاء اعترف المنصفون من أبناء التيار الإسلامى بمسئولية الجماعة ورئيسها عن هذه النهاية الأليمة , وبقى أن تتخلى الجماعة ورموزها عن العقيدة الراسخة فى تكوينها "أحكمك أو أقتلك" تلك العقيدة التى دفع فى سبيل تحقيقها شباب طاهر دماءه عربوناً لها.

 وعلى الرغم من التصاعد النسبى لعمليات العنف والارهاب خلال الأيام القليلة الماضية ومع الإقرار بالأسف الشديد لسقوط القتلى والجرحى من الأبرياء فإن الجانب الايجابى بحق هو أن النهاية لهذا المشهد العبثى تقترب وعلامات الإفلاس تبدو واضحة للغاية سواء فى السلوك العشوائى أو الارتجالى الذى تدير به كوادر الجماعة الأزمة، والذى ينم عن ضحالة فكرية رهيبة فضلا عن التسليم بأن العنف منهجاً فى فكر الإخوان ناهيك عن التصرفات الطائشة، وعدم الاعتبار من التاريخ الطويل الذى يؤكد أن الوسائل السلمية المتدرجة المحسوبة والتى لايتقنها المحرضون والمجرمون الذين يستفزهم ضياع المناصب وزوال السلطة أفضل كثيراً من الاستمرار فى معاداة شعب وجد نصرة ثورته فى ابتعاد جماعة الإخوان عن سدة الحكم لأنها أخطأت ولابد من عقابها سياسياً , لذا قضى الأمر.. جفت الأقلام، وطويت الصحف لن تعود عقارب الساعة فى مصر إلى الخلف هذا مايدركه من يعرفون القوات المسلحة المصرية خاصة فى عهد الفريق أول عبد الفتاح السيسى، وهذه الحقيقة يدركها قادة الجماعة جيداً إذن لماذا الإصرار على مواصلة الاعتصامات والسعى للتصعيد فى أكثر من مكان وإدخال البلاد فى دوامة من الفوضى التى تنذر بحرب أهلية , أجد أن الاجابة تتخلص فى النقاط التالية …

1- تقليص محاسبة رموز الجماعة على جرائم واضحة :

يريد قادة الجماعة أن تستمر فعاليات تأييد الرئيس السابق بكل الطرق سواء السلمية أو التى تنتهج العنف أطول فترة ممكنة لتبدأ مسارات التفاوض مع السلطة بهدف الحصول على أكبر قدر من المكاسب السياسية والقانونية وتقليص محاسبة رموز الجماعة على جرائم واضحة وضوح الشمس ومسجلة لهم بهدف النجاة من حبل المشنقة وهنا نسأل مؤيدو الرئيس السابق ماهى الفائدة التى ستعود عليكم لو تمكن رموز الجماعة من تحقيق أهدافهم الشخصية والخروج الآمن غير عابئين بدمائكم التى سالت لنصرة الجماعة ؟

2- إيصال رسالة للمجتمع الدولى بانقسام مصر :

إصرار جماعة الإخوان على تنظيم المظاهرات الرافضة لعزل مرسى أمام مقار السفارات الأجنبية فى القاهرة لايدل سوى على هدف واحد هو سعى الجماعة للتأكيد على وجود انقسام فى المجتمع المصرى بغية تأثير خارجى يعصف بأحد طرفى النزاع وهو أمر لايقبله أى وطنى مخلص يعشق تراب هذا الوطن ويرفض أى تدخل فى شئونه .

3- ترسيخ صورة الضحية :

تعلم الجماعة أنها باتت منبوذة من الشعب المصرى وأن التاريخ الذى تم بناؤه عبر 84عاماً " عمر جماعة الإخوان"  ضاع فى ثلاثة أسابيع مع إهدار كل الفرص المتاحة للخروج بأقل الخسائر والاندماج فى منظومة العمل الوطنى كفصيل سياسى خاسر و ليس فصيل قاتل ومحرض وداعم للعنف ضد القوات المسلحة وكل من يعارض فكره لذا أيقنت أن الجماعة أن ترسيخ "صورة الضحية " بات أخر سيناريو تملكه وهو أخطر السيناريوهات إذ تسعى للتأثير فى نفوس قواعد الجماعة الشعبية التى مازالت تؤيد وتناصر الجماعة نصرة للإسلام كما دربتهم رموز الجماعة وصورت لهم المعركة وتهدف الجماعة من وراء تكريس صورة الضحية الإبقاء عليها ومواجهة انهيارها بعد فشل القادة فى الحفاظ على أفضل ماحققته خلال سنواتها الماضية .

4- إشاعة الفوضى :

المواجهات الدموية مع الأمن أو مع خصوم الجماعة السياسين هو أمر واقعى نراه يومياً ولايهم من يسقط طالما الخطة تسير بنجاح، وكما قالها مبارك إما أنا أو الفوضى يحققها مرسى، ويبقى الفارق لصالح مبارك للإسف الشديد فلقد قال، ولم ينفذ على نحو مانراه الآن أما مرسى وجماعته فلم يقولها صراحة وإن تحققت أركانها بشكل كامل.

 

5- شن حرب نفسية ضد الجيش واستنزافه فى عمليات إرهابية فى سيناء :

حقاً أصبحت سيناء أرض "الدم والنار" وليست أرض "الفيروز" فلقد أعلن الدكتور محمد البلتاجى القيادى الإخوانى صراحة فى مشهد تتناقله وسائل الاعلام أن ماتشهده سيناء من عمليات إرهابية سوف ينتهى فى اللحظة التى يعلن فيها الفريق أول عبد الفتاح السيسى تراجعه عن ما أسماه الانقلاب العسكرى ومع عودة الرئيس السابق لآداء مهام عمله .

6- شق الصف الوطنى وتعميق الاستقطاب السياسى :

حيلة ليست بالجديدة على الجماعة فلقد فعلتها إبّان ثورة يناير وتعاود المحاولة مرة أخري أملا فى تكدير الأجواء، والتأكيد على أنها لم تكن مسئولة عن ضياع أهداف الثورة وعدم تحقيقها إبان فترة حكمها لمصر .

اللعبة العبثية تقترب من نهايتها والخسائر المؤلمة ضريبة يدفعها المصريون للتأكد من نهاية الورم السرطانى وتوابعه وبعدها يبدأ العمل والبناء الذي نستطيع من خلاله أن نعوض الكثير مما فات في مناخ صحى ينتظر قراراً من شباب الجماعة بالخروج عن أساليب مكتب الإرشاد التى عفى عليها الزمن والانخراط فى تحقيق مصلحة الوطن العليا مع باقى أبناء الوطن الشرفاء .

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register