راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

هؤلاء قتلوا بسبب الخيانة

resize

كثيرا ما نسمع عن زميل قتل زميله غدرا، وزوج قتل زوجته بعد أن ضبطها بين أحضان عشيقها، وأخ يقتل أخاه بسبب غدره وخيانته.

فى السطور القادمة نعرض لكم بعض الحكايات الواقعية والجرائم التى تدمى القلوب، فالمجنى عليه فيها كان ضحية خائن، وربما تعرض القاتل لأشد أنواع العذاب والغدر والخيانة فدفعه هذا لارتكاب جريمة القتل.

نهاية المعروف.. الأخ الأصغر يقتل

ظل الأخ الأكبر، أحمد.م، 55 عاما، يتحمل مسؤولية جميع أشقائه الأربعة، كان يشعر بأنه الأب والأخ بل المسؤول عنهم، كان يشعر بسعادة بالغة حينما يلبى طلباتهم، يتمنى أن يطلب أحدهم منه شيئا حتى ينفذه فى اللحظة، الوفاء صفة فيه، هكذا تربى ونشأ، كان اليد اليمنى لوالده بعد أن أنهى تعليمه المتوسط، يساعده فى تربية أبنائه، يقف إلى جواره فى شركته الخاصة فى تجارة الأجهزة الكهربائية، يكرس كل اهتمامه ووقته لإخوته وخدمة والديه، على الناحية الأخرى، الإخوة الأربعة الذين كانوا منشغلين فى حياتهم الخاصة وترفهم غير مدركين ما يفعله الأخ الأكبر، منهم من أنهى تعليمه وتزوج ومنهم لايزال يدرس وهناك بنتان أتمتا تعليمهما وتزوجا.

مرت الأيام بسرعة، ورحل الأب عن دنياهم كما رحلت الأم أيضا. بدأت الحياة تأخذ طعما آخر، أسلوب الحياة أصبح مختلفا، كبر أحمد وصحته لم تعينه على متطلبات الحياة، ليس له مصدر عمل سوى شركة والده التى كان يديرها، ووسط زحام الحياة مات الأب دون أن يقدر مجهود ابنه معه، اختبار صعب على الابن الأكبر، جاءت اللحظة التى انتظر فيها من إخوته أن يردوا الجميل، أن يشعر بلحظة رضا فى أعينهم تقديرا لخدماته ومجهوده ومساعدة والده فى تربيتهم، انتظر منهم كلمة جميلة، رغب أن يسمع كلمات تطرب أذنه، رغم احتياجه للمال كى يجرى عملية خطيرة فى المعدة، فإنه كان يريد أن يرى جهده وتعبه أمام عينيه، يشعر بأن ما زرعه فى سنوات مضت سيحصده فى هذه اللحظة، لكن يبدو أن هناك أشياء كثيرة تغيرت فى الإخوة مثلما تغيرت أشياء كثيرة فى هذا الزمان.

لم يسمع ولم ير، سوى النكران بالجميل، وعدم تقدير المعروف، الجميع يريد أن يرث فى تركة والده التى تركها لهم، الجميع يطمع فى مال والده، نشبت مشاجرة بين الأولاد، لم يحترموا قرار الأخ الأكبر، الذى شعر بصدمة كبيرة، اكتفوا فقط بالتشاجر، والذهاب إلى أقسام الشرطة والمحاكم، وفى إحدى المرات تشاجر الأخ الأصغر مع أخيه الأكبر، وفى نهاية المشاجرة استل الأخ الأصغر سلاحا من المطبخ، وطعن به أخاه أحمد، ليسقط مضرجا وسط بركة من الدماء، وعلى الفور تم تحرير محضر لكن روحه فارقت الحياة.

شراكة العمل وراء الخيانة

منذ البداية اتفقا على عمل مشروع تجارى وأن يقتسما فيه المكسب مناصفة دون أى خيانة من طرف للأخر، وبالفعل بدء كلاهما المشروع، عبارة عن شركة تجارية فى مجال بيع الأسمدة والكيماويات بالمنوفية، أحمد، 35 سنة، حاصل على بكالوريوس تجارة، وإسماعيل، 38 سنة، حاصل على بكالوريوس زراعة، كلاهما لجا إلى هذا المشروع بعد أن بحثا عن فرصة عمل حكومية أو وظيفة ولكنهما فشلا، مما اضطرهما إلى اللجوء إلى المشروع.

بدأ المشروع وبذل كلاهما مجهودا كبيرا من اجل إنجاح المشروع، وبالفعل أصبحت من أكبر الشركات فى المنطقة لبيع الأسمدة والكيماويات، وتمكنا من تكوين ثروة ضخمة، فى الفترة الأخيرة.

بدأ إسماعيل يطمع.. يريد أن يأخذ الشركة بمفرده، يحاول تعكير صفو الجو داخل الشركة، يصطنع مشاجرات وخلافات، من أجل أن يترك أحمد الشركة له. فى الوقت الذى كان أحمد يعمل بكل جهده ويسعى لعقد صفقات جديدة لشراء منتجات حديثة كان إسماعيل ينوى الغدر والخيانة.. طرح فكرة الانفصال على أحمد، فرفض الفكرة فى البداية وتعجب، ورغم المكاسب الكبيرة، أصر إسماعيل، وجلس الاثنين ليقتسما "الفلوس" ومقر الشركة، اختلفا فى جلسات كثيرة، على من يأخذ مقر الشركة، وفى النهاية ترصد وخطط إسماعيل لأحمد حتى يقتله.

فى اليوم التالى جاء إسماعيل مبتسما وقال لأحمد إنه تراجع عن فكرة اقتسام الشركة، وكان معه وجبة أسماك، وضع فيها سما حتى يتخلص من أحمد للأبد ويتمكن هو من أخذ الشركة، وأكل أحمد وكان إسماعيل ينظر له ولا يأكل سوى القليل من الوجبة التى أمامه، وبالفعل توفى أحمد، لكن تحريات المباحث اكتشفت الخلافات التى بينهما، وتم القبض على إسماعيل واعترف بالقتل غدرا وخيانة من أجل المال.

ضبط صديق عمره بين أحضان زوجته فقتله

شهدت منطقة أول المنتزة جريمة بشعة، حيث قام عامل بمحل فول وطعمية يدعى ف.م، 24 سنة، بذبح صديقه، 26 سنة، يدعى خ.م، مبيض محارة، بعد أن طعنه 22 طعنة نافذة فى أنحاء مختلفة من جسده، بسبب ضبطه صديقه بين أحضان زوجته.

وعلى الفور تم تشكيل فريق بحث وتم ضبط الزوج، وأكدت التحريات أن القتيل كان على علاقة أثمة بزوجة القاتل مما دفعه لارتكاب جريمة قتل صديقه.

قصور فى القانون فى جرائم القتل بسبب الخيانة

"مبتدا" حرص على معرفة رأى رجال القانون فى مثل هذه الجرائم، فكان رأى الدكتور حسام جادو، مستشار العلوم الجنائية وعضو الجمعية المصرية للتشريع، كالآتى، حيث قال إن جرائم القتل بسبب الخيانة، أبشعها القتل بالسم، حيث يشدد العقاب فيها بالإعدام، فإذا قتل صديق زميله بالسم بعد أن قدم له وجبة غذائية فإن عقابه قانونا الإعدام، أما جرائم القتل الثانية فقام المشرع بوضع عقوبة المؤبد أو المؤبد المخفف.

ويجيب الدكتور حسام جادو، عن السؤال: لماذا تكون عقوبة جريمة القتل بالسم الإعدام وعقوبة جرائم القتل الأخرى السجن المؤبد؟ فيقول إن الجانى فى الجريمة الأولى خان القتيل وثقة المجنى عليه الذى قَبِل أن يأخذ الأكل وأكله بطمئنان، كما أن القاتل هنا يعد خائنا للمجتمع.

أما النوع الثانى من جرائم القتل بالخيانة فهى التى يتربص فيها القاتل بالمجنى عليه، ويتخفى لكى يقتله، وهنا رأى المشرع أن عقوبة القتل التى ارتبطت بعنصر الترصد عقابها الإعدام.

وأضاف جادو: النوع الثالث من جرائم القتل بالخيانة هو جريمة قتل زوج لزوجته، وهنا تخفف العقوبة عن الزوج القاتل، لأنه فى الأحوال العادية يكون ذلك جريمة قتل عمد لأنه تربص بها وقتلها عمدا، لكن لأن الزوجة تم قتلها وهى تخون زوجها فقد اعتبرها المشرع جنحة وعقابها من 24 ساعة حتى ثلاث سنوات، وهى جنحة قتل عمد، وهى الوحيدة فى القانون المصرى التى يطلق عليها جنحة قتل عمد، أى أن الخيانة يمكن أن تكون ظرفا مشددا فى حالات القتل بالسم كما أنها تكون ظرفا مخففا فى حالة قتل الزوج لزوجته الخائنة.

وأنهى جادو حديثه قائلا: هناك قصور فى القانون المصرى من ناحية العذر المخفف فى جريمة القتل بسبب الخيانة الزوجية حيث إنه إذا قتل الأخ أخته الخائنة او الأب ابنته الخائنة أو الأم ابنتها الخائنة يعد ذلك جريمة قتل عمد فى الوقت التى يعتبرها جنحة إذا قتل الزوج زوجته فى حين أن الأب والأخ والأم طرف أصيل، والخيانة هنا لصيقة بهم مدى الحياة، وإن كان القضاء المصرى، فى بعض الأحيان يأخذ بها بالقياس، ولكن ليس دائما.

وهناك حالة أخرى بها قصور، وهى حالة الإشتراك الجنائى، وهو نوع من الشذوذ، فالقانون يقول: إذا عاد الزوج لمنزله ومعه صديقه وشاهد زوجته فى أحضان عشيقها ولم يتمكن من القتل وأعطى المسدس لصديقه وقتلها فالزوج يعاقب هنا بجناية قتل عمد لأنها جريمة اشتراك فى قتل عمد حيث يستمد جريمته من جريمة الفاعل "صديقه" كما أن الفاعل يسأل عن جناية قتل عمد لأنه لا تتوافر لديه صفة الزوج المعنى بالتخففيف.

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register