من يعتدي علي الجيش والمنشآت العسكرية " قاتل محترف "

حكومة الببلاوي تضم كفاءات قادرة علي حل المشكلات السياسية والاقتصادية

الجماعة تسعي للقضاء علي الاقتصاد المصري

يجب علي شباب الجماعة الانشقاق عنها والمشاركة في أي حزب آخر

كتب: محمود حسين

بعد مظاهرات 30 يونيو التي خرج بها  أكثر من 30 مليون مصري التي دعت إليها حركة تمرد  للمطالبة بسقوط الرئيس السابق محمد مرسي , بعد تلبية القوات المسلحة لمطالب الشعب انقسمت الآراء إلي فريقين الفريق الأول وهو أغلب القوي والتيارات السياسية التي شاركت بالمظاهرات يري أنها ثورة أطاحت بالنظام السابق , والفريق الثاني وهو يضم أغلب التيارات الإسلامية يري أنها لم تكن ثورة بل هو انقلاب علي الشرعية بين هذا وذاك كان ذلك الحوار مع  " طارق التهامي "عضو جبهة الإنقاذ الوطني وعضو الهيئة العليا لحزب الوفد المشهد السياسي فإلي نص الحوار:

من وجهة نظرك كيف تري المشهد السياسي الآن ؟

 المشهد السياسي في مصر الآن خاصة في ظل الصراعات السياسية التي  تشهدها الساحة المصرية بين مؤيدي ومعارضي الرئيس السابق محمد مرسي , ثوري من الدرجة الأولي لأن البلد في حالة ثورة حقيقية , وأن ما حدث يوم 25 يناير ثورة ذهبت إلي مسار خاطئ تسبب في وقوعنا في هذا المسار جماعة الإخوان المسلمين التي تصف ما حدث يوم 30 يونيو بانقلاب عسكري وهذا يعتبر كلام غير مقبول بالمرة لأن تلك التصريحات التي تصدر من التيار الإسلامي تبين ضعف موقفهم السياسي الآن في الشارع  المصري مما يؤكد ضعف الدور السياسي والميداني لدي الجماعة الآن .

هل تري أن بيان حزب الوفد حول تفكيك جبهة الإنقاذ ساعد علي انشقاقها بالفعل؟

قرار تفكيك جبهة الإنقاذ الوطني سوف يكون قرار جماعي وهذا ما تم الاتفاق عليه  فيما بيننا في الفترة الأخيرة , كما أن الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد يقوم الآن بالاتصال بالعديد من قيادات جبهة الإنقاذ الوطني للوصول لحل وسط يتضمن تفكيك الجبهة لأنها انتهت من عملها السياسي وحققت مطالبها والتي كانت تهدف إلي سقوط النظام الديني المستبد الذي كان يتحكم في الدولة المصرية ، وأن بيان حزب الوفد تتضمن فقط عرض الرأي السياسي خاص بالحزب الذي يهدف إلي توحيد صفوف الشعب المصري لهدف واحد وهو استكمال مسارالثورة السلمية .

هل تري أن الجبهة بكل ما تضمه من أحزاب مختلفة وتمتعها بشعبية ساعدت علي سقوط الرئيس السابق؟

الذي أسقط الرئيس السابق الدكتورمحمد مرسي وحكم جماعة الإخوان هو الاصطفاف الشعبي الذي تعتبر جبهة الإنقاذ جزء منه , ودون شك كان للجبهة دوراً كبيراً في تعطيل الإعلان الدستوري وكانت الجهة الوحيدة التي عارضت  جماعة الأخوان المسلمين وقتها  لدرجة أن معظم الجماهير كانت تنتظر اجتماعات ومؤتمرات جبهة الإنقاذ لمعرفة مصير المعارضة تجاه النظام الاستبدادي مما جعل دور جبهة الإنقاذ ذات أهمية بين صفوف الشعب المصري ، واعتقد ان فكرة التنوع لا تتفق مع فكرة الاختلاف بين الأحزاب السياسية الموجودة الآن في جبهة الإنقاذ .

هل تري أن ارتباك المشهد السياسي في مصر سيضر بالوضع الاقتصادي؟

لا أعتقد أن يحدث ضرر مستقبلا علي الوضع الاقتصادي  ولكن هناك محاولات من جماعة الإخوان المسلمين للقضاء على الشأن الاقتصادي بأي شكل من الإشكال لجرمؤسسات الدولة الي نفق مظلم السبب الرئيسي فيه هو جماعة الإخوان التي تنصب نفسها رئيسا على مصرمن خلال قمع الحريات والدفع بالمناصريين لها في كل الميادين لكي تحارب دولة المؤسسات التي اجتمعت على كلمة واحدة وهي محاربة الفساد الذي قامت الجماعة بترسيخه في جميع مؤسسات الدولة  ، بالإضافة إلي سعي الجماعة لحشد الجماهير المتعاطفة معهم لكي تقضي على مصر اقتصاديا من خلال العصيان المدني التي دعت إلي تنفيذه بشكل كبير الفترة القادمة .

هل تري أن وزارة الداخلية تسعي إلي إلصاق كافة التهم إلي جماعة الإخوان المسلمين منذ ثورة يناير إلي الآن؟

الآراء التي تقول أن وزارة الداخلية تستخدم الآن مسجل خطر سياسي "كجماعة الإخوان المسلمين لإلصاق كافة التهم إليها منذ اندلاع ثورة 25 يناير وحتى الآن , تعتبر وجهة نظر فلسفية  وليس حقيقية وفكرة أن الداخلية تستخدم مسجل خطر لإلصاق التهم السياسية إليه هذا غير صحيح  بل بالعكس التيار الإسلامي وما يمثله الآن هما من ارتكبوا الجرائم السياسية ضد الشعب المصري ، ويؤكد أن الإخوان فعلت تلك الجرائم بمساعدة أمريكية وبمساعدة المجلس العسكري السابق أما وزارة الداخلية رفضت حماية هذا النظام وهذا ما شهدته في أحداث قصر الاتحادية التي انسحبت فيها الشرطة حفاظا على الشعب لأنه حماية للشعب وليس لآي نظام مستبد  ولهذا السبب تم إقالة وزير الداخلية الأسبق أحمد جمال الدين .

هل بالفعل وزارة الداخلية صححت مسارها مع الشعب المصري منذ اندلاع ثورة 30 من يونيو ؟

لايمكن أن نقول أن هناك تصحيح صريح للمسار في وزارة الداخلية ولكن هناك رغبة حقيقية لدي الشرطة لحماية الشعب والبعد عن أي نظام مستبد والبعد عن الهدف السياسي الذي كان في عهد الرئيس الأسبق مبارك والرئيس السابق محمد مرسي ، والخروج من هذا المستنقع التي وقعت فيه بسبب الأنظمة السابقة التي أحرجت الشرطة  بين الشعب المصري المسالم  فلذلك علينا كقوي سياسية تشجيع الشرطة على الانحياز مع الشعب في المقام الأول .

ما هو رأيك في الحشود الغفيرة التي تناصر الآن الشرعية المنتخبة كما يقول التيار الإسلامي ؟

أولا أود أن أقول أن جماعة الإخوان المسلمين تعتمد على الحشد من خلال الأتوبيسات التي تجمع مناصريين الجماعة وأعضائها من شتي محافظات الجمهورية للدخول إلي ميدان رابعة العدوية لتتجمع الحشود الغفيرة لتكون مساندة لقيادات الجماعة في المقام الأول ولكي تحافظ على شرعية المرشد وليست شرعية  مرسي لأن ما يحدث الآن هو بشكل بسيط السيطرة على عقول المناصريين لجماعة الإخوان لحماية البلتاجي وصفوت حجازي ومحمد بديع وغيرهم  وليس لاسترجاع الشرعية كما يردد البعض منهم  ، بالإضافة إلى أن الجماعة تنظم معركة دائرة في سيناء بشكل منظم للقضاء على الجيش المصري بشكل سافر وليس من المعقول ما تفعله الجماعة ضد الجيش والشعب للحصول على شرعية غير مكتسبة لأن تلك الشرعية المنتخبة سقطت يوم 30 من يونيو التي شهدت انطلاقة كبيرة لحشود الشعب المصري في كافة الميادين .

كيف تقرأ أحداث العنف التي حدثت أمام نادي الحرس الجمهوري؟

السبب الحقيقي وراء ذلك الحادث الدموي هم قيادات الجماعة كالبلتاجي وصفوت حجازي لأنهم شجعوا المتظاهرين علي إطلاق طلقات الخرطوش وضرب القوات المسلحة بطلقات حية مما اضطر الجيش للرد عليهم ، ومن قام بضرب الجيش والتعدي على المنشآت العسكرية قاتل محترف يريد حرق مصر وإدخالها في معركة شديدة بين الشعب والجيش والعجيب أن القيادات الاسلامية تريد أن تحول مصر لسوريا بأي شكل من الإشكال وهذا ما يحدث بالفعل .

هل كتبت جماعة الإخوان شهادة انتحارها السياسي ؟

بالفعل جماعة الإخوان انتحرت سياسيا منذ سقوط الرئيس السابق محمد مرسي الذي ورط الجماعة مع الشعب وخاصة الفترة الأخيرة التي قضت على أحلام المصريين  بسبب الفساد الذي شهد مصر , مستشهدا بما فعلة وزير التموين السابق باسم عودة الذي قام بشراء سندوتشات  لموظفي الوزارة بحوالي 60 ألف جنية ووزير الإعلام  السابق صلاح عبد المقصود حين أرسل سيارة التلفزيون المصري لتبث مباشرة التظاهرات في ميدان رابعة لجميع القنوات الخارجية مما يؤكد أن العناصر الفاسدة كانت تسعي في عهد مرسي للقضاء على مؤسسات الدولة بشكل كبير .

لماذا لم تنجح محاولات الحوار الوطني التي دعا إليها الرئيس السابق أكثر من مرة مع المعارضة ؟

تلك الدعوات لم تنجح لأنها لم تكن بشكل رسمي،وكان هناك بنود لابد أن تقام  لتحقيق حواروطني شامل ، وعليها يتم الحوار منها وجود أجندة عمل لإقامة حوار وطني ،تحديد موعد لإقامة الحوار يكون مناسبا لجميع الأطراف بحيث لا يكون في تردد من أي اتجاه،تحديد العناصر التي يتحدث عنها الحوار،تحديد الأشخاص والأحزاب السياسية التي تحضر للحوار.

ما هو رأيك في الحكومة الحالية التي يرأسها الدكتور حازم الببلاوي ؟

حكومة الدكتورحازم الببلاوي حكومة كفاءات قادرة على حل المشكلات السياسية والاقتصادية لأنها  تشمل العديد من الشخصيات السياسية التي لديها جماهير كبيرة من الشعب المصري قادرة على أن تقف بجوار تلك الشخصيات للوصول بمصر إلي بر الأمان  ، ومن هنا سنطيع أن نقول  أن الحكومة قادرة على تنفيذ خارطة الطريق التي تشرف عليها القوات المسلحة لكي تخرج مصر من عنق الزجاجة التي وضعتها فيها جماعة الإخوان المسلمين وغيرهم من التيارات الإسلامية .

ما هو رأيك في الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس المؤقت عدلي منصور بدون مراجعة القوي السياسية ؟

الإعلان الدستوري به العديد من النقاط الايجابية والسلبية وكان من الضروي صدورالإعلان الدستوري ليتم تعطيل العمل بالدستورالسابق الذي أعده جماعة الإخوان المسلمين على مزاج التيار الإسلامي وبدون توافق وطني حقيقي .، وقام حزب الوفد بتقديم تعديلات على الإعلان الدستوري الذي صدر مؤخرا ليتم مناقشته قريبا في مؤسسة الرئاسة ويتم تفعيلها في الوقت الحالي .

العلاقات الخارجية أصبحت في خطر بعدما تم تعليق عضوية مصر في الاتحاد الافريقي  وتهديد تركيا بقطع العلاقات مع مصر, ما تعليقك ؟

أود أن أقول أن العلاقات الخارجية لم تتأثر بل بالعكس هي في تحسن ظاهر بعد سقوط حكم الإخوان المسلمين لأنهم قاموا بانهيار تلك العلاقات وخصوصا مع الدول الأفريقية كإثيوبيا وغيرها ، وبالنسبة لتهديدات رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي أقول له عليك أن تتطبق الديمقراطية  في بلدك الأول قبل التحدث عن مصر لأنه قام باعتقال قوي المعارضة في تركيا وقضي على الشرطة والجيش التركي بشكل ديكتاتوري وغضبه من ثورة 30 يونيو لأنه عضو جماعة الإخوان وصاحب التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين في تركيا .

هل أنت مع فكرة المصالحة الوطنية مع جماعة الإخوان المسلمين؟

أنا ليس مع فكرة المصالحة معهم لأنهم جماعة غير شرعية محظورة ولابد من شباب الإخوان أن ينشقوا عن تلك الجماعة  والمشاركة في أي حزب من الأحزاب السياسية لكي نضع أيدينا في أيديهم للوصول إلي حل مشترك للخروج من الأزمة السياسية والاقتصادية التي تسبب فيها النظام الاستبدادي الذي كان يمثله الرئيس السابق محمد مرسي وجماعته المحظورة .