جولة سكندرية .. "وسط الزبالة" عربات جمع القمامة تدخل الأحياء الراقية فقط .. والحل في الصناديق المتحركة
كتبت : مروة صلاح الدين
تصوير : عمرو شاهين
هل صناديق القمامة أصبحت تكنولوجيا معقدة تستلزم البحث والدراسة لسنوات طويلة؟ سؤال قد يثير الناظرين خاصة بعد أن الإسكندرية تحولت إلى جبال من مقالب القمامة ,وأصبحت " الزبالة" هي القضية الأساسية, ومشكلة معقدة صعب على الكثير حلها, والتي عانى منها الشعب السكندري مرارا وتكرارا, ومن الروائح العفنة والكريهة التي تهدد بكارثة بيئية,مما دعانا إلى النزول إلى الشارع لنسأل المواطنين عن مدى معاناتهم في ظل عدم وجود صناديق للقمامة.
في البداية قالت فايزة محمد " أحد أهالي منطقة المندرة" أن الشوارع أصبحت تمتلئ بأكوام القمامة والقاذورات خاصة الجانبية منها، ما أدى إلى انتشار البعوض والحشرات في المنطقة، بالإضافة إلى إصابة العديد من الأهالي خاصة الأطفال منهم بالأمراض الصدرية والجلدية الخطيرة، نظرا لتزايد أعداد الفئران في المخلفات المنتشرة في كثير من الشوارع.
بينما قال محمد فراج " احد المارة في منطقه سيدي بشر" إن انتشار القمامة أصبحت ظاهرة في منتهى الخطورة, و بداية القضاء علي الظاهرة يكون في محاولة تغير سلوك الفرد نفسه الذي يساعد علي حل كثير من المشاكل, لافتا أن هناك أفراد داخل المجتمع وراء هذه الظاهرة سواء بعدم التعاون واللامبالاة أضف لذلك عدم وجود عقوبات رادعة ضد المخالفين ويكفي أن صناديق القمامة أصبحت تسرق من أمام المنازل دون حماية من أحد.
ومن جانبه أكد مصطفى حسين"قاطن بمنطقه عزبة الباكتوشى" : "الشركة لا تدخل إلا المناطق النظيفة فقط، الأمر الذي يجعلنا لا نرى عربات إزالة القمامة مما يضطرنا إلى جمع القمامة في أكياس بلاستيك ورميها في أكوام الزبالة القريبة من المنازل أو سور المدرسة اللي قُدامنا, ويؤدى ذلك بدوره إلى انتشار الأمراض في المكان بطريقه ملحوظة ويشكل هذا خطرا على أولادنا.
وفى السياق ذاته قالت زينب السيد " قاطنة في منطقة الاوسعى": نريد أن نعرف على أي أساس يتم فرض رسوم نظافة علينا، خصوصاً أننا لا نرى أى مقابل لهذه الرسوم ولا أى عمال نظافة,لافتة أن استمرار معاناة الأهالي من مشكلة القمامة ترجع إلى قلة عدد الصناديق المخصصة لجمعها في الشوارع الرئيسية والفرعية، فضلا عن نقص عدد العمالة التي تتولى عمليات الجمع وإزالة هذه المخلفات من الشوارع .
أشارت يسرا محمود "قاطنة بمنطقة البيطاش": نعانى كلنا بسبب الروائح الكريهة والحشرات والحيوانات الموجودة داخل أكوام القمامة في الشوارع.
وقالت راندا أحمد " قاطنة بمنطقه باكوس": القمامة منتشرة على جميع شواطئ الإسكندرية,والأماكن الراقية جميعها فضلاً عن تواجد أطنان القمامة ملقاة في منتصف الشوارع, تدهسها إطارات السيارات وأقدام المارة ، مما جعلت الروائح العفنة تدخل كل بيت وخاصة المنازل التي تقع على النواصي .
و أشار يحيى احمد "مهندس" هناك أكثر من علامة استفهام عن خلو الشوارع من الصناديق, واضطرار المواطنين لإلقاء القمامة في نهر الشارع أو علي الأرصفة, فدول الخليج تستخدم صناديق كبيرة الحجم يستحيل تحريكها من مكانها أو تفريغ حمولتها علي الأرض, وبالتالي لا يمكن حتي التفكير في سرقتها, وهذه فكرة جيدة يجب أن توضع على مكاتب المسئولين لتجنب سرقه الصناديق.
.
أكد محمود احمد على "طبيب" أكوام الزبالة تمثل منظرا غير إنساني يراه الناس كل يوم عبر شوارع الإسكندرية, بل يمكن القول دون تجاوز للحقيقة معظم شوارع مصر, فخطر أكوام الزبالة المنتشرة أنها تمثل مركز لتواجد الذباب والميكروبات والصراصير, والتي يمكن أن تنقل للناس أمراضا خطيرة مثل السل والكوليرا والتيفود, والأخطر من كل هذا أن أكوام الزبالة التي تتجمع وسط تكدس سكاني مما يزيد من خطر انتشار الأوبئة.
و على صعيد أخر قال أستاذ كامل النجار"رئيس جهاز شئون البيئة" لماذا لا نستخدم القمامة والمخلفات الزراعية في إنتاج الطاقة الكهربائية, فالقمامة التي تخرج من الإسكندرية فقط يمكن أن تنتج طاقة تنير شوارعها, ومنازلها, والفضلات العضوية كفضلات الطعام تتحول إلى غاز طبيعي وسماد عضوي, وفضلات الورق يمكن إعادة تصنعيها كورق كارتون أو طباعه, أو استعملها في مصانع الورق, وكذلك البلاستيك يمكن أعاده تصنيعه لعمل كراسي أو"عبوة كانز", باختصار نقول أن حل مشكلة مصر مع النظافة والتي تهدد أغلي ما يملكه الإنسان المصري, وهي صحته, يمكن أن تسهم في حل أزمة الطاقة وأزمة تلوث البيئة أي إننا نضرب عصفورين بحجر واحد كما يقولون.