راديو

رئيس مجلس الإدارة
منال أيوب

رئيس التحرير
محمد الاصمعي

نسخة تجريبية

لا خوف عليهم ولا هم يحزنون …

السيد محمد هيبه

بقلم : السيد محمد هيبه

أولياء الله وأحباؤه لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .والناس في هذا المقام ثلاثه ،وكذلك الولاية والأولياء ثلاثه ، الولاية الأولى : الله وليّ الناس كلهم . ولاية سلطة من الله على جميع العباد فهو وليّهم يرعاهم ويرزقهم ويتصرف فيهم ويدبر أمرهم برحمته فيطعمهم ويسقيهم ويشفيهم ويرسل إليهم الرسل بمناهج الهداية والرشاد يبشرون وينذرون كيفما وحيثما أراد. ومن هذه الولاية أن جعل لكل انسان ملَكان حافظان حتى إذا أراد الله إنفاذ أمره صرف الملَكان ليكون ما قدّره وما أراده ( حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون)تلك هي الولاية الأولى وهي تشمل كل الخلق ،وهي تكون بغير سبب من الانسان شاء أم أبى،ولذا فهي ولاية عامة .

الولاية الثانيه (الوسطى) وفيها الخيريه (وكذلك جعلناكم أمة وسطا)وهي أن يكون الإنسان وليّا لله ويكون الله وليه وهذه ولاية خاصه قال عنها الله سبحانه ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم) أولياء الله كما وصفهم الله (الذين آمنوا وكانوا يتقون) آمنوا فأقاموا أركان الإيمان واتقوا كل ماحرّم الله ولم يتركوا واجباً إلا فعلوه ،جمعوا بين صلاح الباطن ايمانا وصلاح الظاهر بالتقوى ،فكل من كان تقيا كان لله وليا. أولياء الله هم قوم يحبهم الله ويحبونه،هم قوم رضي الله عنهم ورضوا عنه ،وصفهم نبينا صلى الله عليه ووسلم بقوله : هم قوم تحابوا في الله من غير أموال ولا أنساب يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ويغبطهم الأنبياء والشهداء وجوههم نو على منابر من نور لا يخافون إذا خاف الناس لا يحزنون إذا حزن الناس ،وأما معنى (لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة) أما بشرى الآخرة فهي الجنة وهي الفوز العظيم ،وهل أعظم منها؟ ،أما بشرى الدنيا فإن الرجل الصالح يعمل العمل الصالح فيحمده الناس عليه ويثنون عليه وتلك عاجل بشرى المؤمن. وخير الناس من تسره وتفرحه حسنته ومن يأسف ويحزن بذنبه وسيئته. وبشرى الدنيا أيضا أنه عند احتضاره تأتيه الملائكة بيض الوجوه بيض الثياب يبشرونه ويريانه منزلته في الجنة ويقولون (بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار ) هؤلاء الأولياء هم الذين قال عنهم الله في حديثه القدسي : من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب. ثم أشار سبحانه إلى منهج يصل بالعبد إلى تلك المكانة وتلك الولاية فقال سبحانه ( وماتقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه. وهذه هي الولاية الخاصه التي تكون بسبب من الإنسان فهو الذي يتعرض لولاية الله حتى يكون الله ولياً له.

الولاية الثالثة: ولاية المدّعين : فتجد بين المسلمين أدعياء ومبتدعين بل ودجّالين يموّهون على العامّة بأنّهم أولياء لله بينما هم أعداء لله وللإسلام وهم يفعلون بعضاً من ظاهر العبادات ويخلطون بين ماهو تعبّدي وبين ما هو خزعبلات فيلبسون ملابس مختلفه ويقومون بأفعال مختلفه ويرفعون بعض أعلام ورايات ما أنزل الله بها من سلطان تدخل تحت مسمّى الشرك الخفيّ يتمسّحون بالأضرحة ويشدّون الرّحال لغير ما أذن الله ويستنجدون بالصالحين والأنبياء ويلتجئون لرسول الله في مهمّاتهم وملمّاتهم ينادونه ويدعونه بينما هو بشر كان يشكوا إلى الله ضعف قوته وقلة حيلته وقد أمره الله أن يعلن للناس (قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك) هذا في حياته صلى الله عليه وسلم فكيف وهو الآن ميّت ولو كان حيّا لاستتابهم فإن تابوا وإلا قتلهم لأنهم مشركون وهم يفعلون هذا من أجل جمع مال ومن أجل إكرام الناس لهم ببعض متاع الدنيا الزائل الفاني .بينما أمرنا رسولنا الكريم(إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله)

أحبتي في الله الولاية الخاصه أن تتعرّضوا لولاية الله بالصدق والإخلاص ليكون الله وليّا لكم وتكونوا من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

وسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

Login

Welcome! Login in to your account

Remember me Lost your password?

Don't have account. Register

Lost Password

Register